نشر بتاريخ: 11/03/2008 ( آخر تحديث: 11/03/2008 الساعة: 17:31 )
بيت لحم - معا - في كل دول العالم تقام البطولات ،في مختلف الرياضات ، وتقدم الجوائز للفائزين بعد بطولات الدوري ، وأعراس الكؤوس ، وفق نظام ، لا تخر منه الماء ، يحسب حسابات الزمان والمكان ، ويقدر ما في الحقل ، وإمكانات البيدر ، فتوضع الأجندات مسبقا ، ويعرف الجميع حقوقه وواجباته .
وفي كل بلاد العالم يقبل الشباب على التنافس ، في الرياضات المختلفة ، وتكون البطولات محكا لقدرات الجميع ، واختبارا لطاقاتهم ، وتكون النتائج معيارا هاما في تحديد الأفضل ، ويُختار ممثلو الوطن ، اعتمادا على عطاء الجميع في ميادين السباق.
أما عندنا فالأمر مغاير ، لأن ربابنة الألعاب المختلفة يغطون في سبات عميق ، ويرتاحون بتعليق كسلهم على شماعة الظروف ، ليدفع الشباب من عرقه الضريبة ، ويدفع الوطن الثمن الأغلى ، بعجز أبنائه عن مبارحة ذيل السبورة في مختلف المنافسات الدولية .
ولا يوجد بيننا من يحسب أن الرياضة يمكن أن تنمو أو تتقدم دون منافسات قارة ، ومباريات مستمرة ، تساهم في صقل المواهب ، وتنمية القدرات ... ولا يجب- هنا - أن نواصل تعليق تراخينا على شماعة الظروف الأمنية ، لأن الظروف الأمنية لهذا الوطن ، ومنذ قرن خلا لم تتحسن يوما... ورَصدُ المستقبل يؤكد أننا في مواجهة عدو لا يتحلى بالنزاهة ، ولا يقبل بالعدالة ، مما يوحي بأن الأحوال الأمنية لن تتحسن قريبا ... كما أن العديد من دول العالم تعيش أوضاعا أمنية أكثر قساوة من أوضاعنا ، ورغم ذلك يجتهد قادة الحركة الرياضية في تنظيم المنافسات المختلفة ، كما هو الحال في العراق ، الذي يعاني من احتلال غاشم ، وحرب أهلية مزقت الوطن ، ورغم ذلك تُوحد الرياضة الجميع ، ويتحلقُ العراقيون حول منتخب الرافدين ، الذي رفع العلم العرقي في أعالي آسيا .
إذا المطلوب الآن ، وليس غدا إطلاق قطار مختلف المنافسات ، ولتكن البداية بالرياضة الأكثر شعبية ، كرة القدم ... وحتى يعاد تشكيل مجلس الاتحاد يجب أن نواصل العمل بإرادة تتجاوز مختلف المعوقات ... وقبل ذلك يجب تجميد مختلف القرارات ، التي أعلنت على خلفية النزاع داخل الاتحاد ، ولتكن البداية بتعليق قرار تجميد أرصدة الاتحاد في البنوك ، الذي أعلنه محافظ البنك المركزي جهاد الوزير ، بإيعاز من وزيرة الشباب والرياضة ، الأخت تهاني أبو دقة ، وذلك حتى يبت النائب العام بالمسائل الخلافية .
ولا يجب على مجلس الاتحاد الانتظار إذا لم يُعلق القرار ، بل يجب البحث عن مصادر تمويل أخرى لبرمجة البطولات بسرعة ، ولو باقتراض أموال من بعض الممولين ، ثم يكون السداد من ريع المباريات ، لأن كل الزلات أقل ضررا من خطيئة وقف البطولات ، وليساهم الجميع في إنعاش ملاعبنا ، واعادة الروح إلى الميادين .
وحتى تعود الروح إلى ملاعبنا ، يجب أن ينصب العمل على جبهتين : الأولى برمجة بطولة الدرع ، التي أقترح أن تكون بمشاركة فرق الدرجتين الأولى والممتازة ، لأن فرق الدرجة الأولى أثبتت علو كعبها في بطولة الكأس الماضية ، ويكون ذلك متزامنا مع إطلاق بطولة الكأس للدرجات الأخرى ، لنضمن انتهاء بطول الدرع ، مع انتهاء المراحل الأولى لبطولة الكأس ، ثم ينخرط المتأهلون من مختلف الدرجات ، مع أندية الدرجتين الأولى والممتازة ، في منافسات الكأس سوية !
بهذه الطرقة نضمن تنشيط المحيط الكروي ، ونضمن أن لا نضيِِّع اللبن في هذه الصيف ... أما الجبهة الثانية ، وهي الأهم ، فيجب أن يخطط الجميع لإطلاق بطولة دوري جديدة بمشاركة الجميع ، تنطلق منتصف شهر آب القادم ،كما يحصل في كل الدول ، ولتكن البداية بمراعاة ظروف الحواجز ، وإمكانيات الأندية ، بتقسيم أندية الضفة الغربية للدرجتين الأولى والممتازة إلى ثلاث مجموعات (شمال ووسط وجنوب ) ثم نختار للمرحلة الثانية أفضل أربعة أندية من كل مجموعة ، يتم التنافس بينها لتحديد البطل والوصيف ، على أن نضمن قبول الجميع بنتائج المنازلة ، التي يجب أن تكون حاسمة في أعادة تصنيف الفرق ، بين مختلف الدرجات .
إنها مجرد فكرة لإعادة ترتيب البيت الكروي ، وإعادة المنافسات بمشاركة الجميع ، والأمل أن يقرأ أعضاء مجلس الاتحاد الحالي والقادم ، الفكرة وغيرها من الأفكار ، قبل التوصل إلى تصور مشترك ينقظ سفينة كرة القدم الفلسطينية ، التي تتخبطها الأمواج ، في بحر لجيّ .
والحديث ذو شجون
[email protected]