الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثورة جديدة في عالم رياض الاطفال

نشر بتاريخ: 18/04/2019 ( آخر تحديث: 18/04/2019 الساعة: 17:47 )
ثورة جديدة في عالم رياض الاطفال
بيت لحم- معا- دعاء شمروخ - "خلينا يا مس نسوي متر النا للصف"، تقول طالبة مدرسة في سن السادسة لمعلمتها. تفكّر الطالبة في صنع متر لقياس الأشياء في صفها.
دارت هذه المحادثة أثناء إحدى الخبرات التعليمية في مدرسة تل الربيع في قرية حوسان غرب مدينة بيت لحم، حيث أجرينا مقابلة مع السيدة إكرام عدوي، المعلمة في روضة المدرسة.
مدرسة تل الربيع من أولى المدارس التي اختارتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للمشاركة في مشروع التعاون بغرض تربية شاملة ذات جودة موجهة لمرحلة الطفولة المبكرة (AEPIC)، الذي تنفذه مؤسسة RTM غير الحكومية في فلسطين. المشروع الذي استمر ثلاث سنوات أحدث تغييراً في العملية التربوية لدى المعلمين والطلاب، حيث تعرفوا عن كثب على طريقة ريدجو إيميليا ، وهي فلسفة تربوية جرى تطويرها في مدينة ريدجو إيميليا الإيطالية، والتي استوحيت منها مشاريع مؤسسة RTM التي تستهدف قطاع الطفولة المبكرة في فلسطين بدعم مالي من الوكالة الايطالية للتنمية والتعاون (AICS).
هذه المشاريع والتغيير الذي أحدثته لدى المعلمين كانت محور نقاشنا أثناء المقابلة.

سيدة إكرام، هلّا حدثتنا عن تجربتك مع طريقة ريدجو إيميليا في التربية؟
في طريقة ريدجو إيميليا يكون الطفل مركز العملية التعليمية إذ تتيح للأطفال أن يعبروا عما يدور في أذهانهم وتفتح المجال لسماع أفكارهم وتحويلها إلى واقع عبر خبراتهم. كما أن الطريقة تعتمد فكرة التعلّم عبر التفاعل مع المحيطات الخارجية، ويُمنح الأطفال فرصة لمشاركة خبراتهم عن طريق الرسم، واستكشاف الفرص المختلفة التي تُقدّم لهم من خلال المساحات التعليمية الصفية.
الطريقة التقليدية في التعليم تحصر تفكير الأطفال، غير أنني أدركت مدى أهمية تفتيح أذهانهم وتعويدهم على البحث، وابتكار أفكار جديدة، والبحث عن المعلومات، والإبداع. باستخدام طريقة ريدجو إيميليا نعلّم الأطفال الحروف والأرقام بطريقة غير مباشرة من خلال الخبرات وعبر السماح لهم باستخدام لغات مختلفة للتعبير عن أنفسهم. ومن المهم مساعدة الأطفال لتكون لديهم أفكارهم الخاصة بالاستماع لهم والوثوق بهم كمصادر للمعلومات، ولتكون لديهم معرفة خاصة بهم، وعالم خاص، يمكن للمعلين الاستفادة منها. كما تساعد الطريقة الجديدة في تعليم الأطفال النقاش، والتفاوض، والعمل الجماعي.
ما هي التغيرات التي لمستها على عملية التعليم والتعلم؟
اعتدت فيما مضى أن أقرر ما الذي ينبغي أن أعلّمه للأطفال كل يوم، ولكن بمرور الوقت تغير كل شيء وأصبحنا نبدأ اليوم الدراسي بنقاش مفتوح مانحين الطلاب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم التي نستمع إليها ونناقشها معهم للمساعدة في تحويل تلك الأفكار إلى واقع عبر خبراتهم الخاصة.
كيف كانت ردة فعل أولياء الأمور؟
أبدى أولياء الأمور إعجابهم بالتغيرات لأنها أتاحت لهم الفرصة للتفاعل مع أطفالهم، كما لاحظوا تأثيراً إيجابياً على شخصيات أطفالهم كأن أصبحوا قادرين على التعبير عن أنفسهم، وعلى حل الإشكاليات، واتخاذ القرارات.
كيف يستكشف الأطفال المساحات التعليمة الصفية المختلفة التي طورتموها، وكيف يعيشونها؟
يتوافق الأطفال في المساحات الصفية بناءً على ميولهم المختلفة. يخوضون نقاشات وحوارات إلى أن يتوصلوا إلى اتفاق. كما نعتمد كذلك المواد الطبيعية، والرسمية، وغير الرسمية في المساحات التعليمية الصفية.
ما نوع الصعوبات التي واجهتك في تغيير طريقتك في التعليم؟
طريقة ريدجو إيميليا كانت نقلة نوعية لأنها تختلف عن الطريقة التي كنا نستخدمها. إنني أحاول استخدام وتطوير المعرفة والمهارات التي تعلمتها، وإذا واجهتني أية صعوبات، أستعين بـRTM للمتابعة كي أواصل تطوير مهاراتي. الجيل الحالي سريع التعلم وسريع التطور، ولا بد للتعليم من مواكبة ذلك. غير أنه بالممارسة والتجربة يصبح كل شيء سهلاً.
كيف توثقين العملية التعليمية لدى الأطفال؟
نستخدم طرقاً مختلفة في التوثيق بما في ذلك التقاط صور للأطفال أثناء الحصص، وتدوين ملاحظات حول الخبرات التي يقترحونها، والرسم كذلك.
ما هي أكثر الخبرات إثارة للانطباع التي طورتموها لدى الأطفال؟
على سبيل المثال، كانت لنا تجربة حول قريتنا حوسان، واتفق الطلاب بالإجماع على أن تكون الفكرة عن "بيت الجد". عبّر الأطفال عن بيوت أجدادهم بالرسم. رسم أحد الأطفال صورتين منفصلتين واحدة لبيته وأخرى لبيت جده يظهر فيهما طفلان وقال موضحاً: "أنا وأخوي أحمد عند دارنا ودار سيدي".
وفي مناسبة أخرى نفذنا مشروعاً تعليمياً عن فصل الخريف وكيف تتساقط الأوراق. وعند خروج الأطفال لرؤية تساقط الأوراق في الحديقة بدأوا بقياس أوراق النباتات. قال أحدهم: "هذه الورقة طول أصبعي". وقال طالب آخر: "هذه النبتة طولي"، فيما قال ثالث: "هذه النبتة طويلة لا نستطيع قياسها بالأصبع، رأيت والدي يقيس بالشبر". توصلوا أخيراً في استنتاجاتهم الى ضرورة القياس بالمتر وصمموا متراً خاصاً بالروضة.
كيف ستواصلين التغيير؟
اكتسبت الكثير من الخبرات والمعرفة من مشروع AEPIC بفضل التدريبات وتبادل الخبرات على مدى ثلاثة أعوام، وسأواصل في مشروع PACE وأبذل قصارى جهدي لتبادل الخبرات مع المعلمين الآخرين لتشجيع بناء منظور جديد حول العملية التعليمية للمعلمين والأطفال على حد سواء.
كيف تصفين تجربتك بكلمة واحدة؟
ثورة جديدة.
مدرسة تل الربيع في حوسان، والمعلمة إكرام من المشاركين في مشروع الشراكة من أجل نهج جديد لمرحلة الطفولة المبكرة PACE. مشروع PACE يلتزم بتقديم دعم شامل لقطاع تعليم الطفولة المبكرة في الضفة الغربية. وتنفّذ مؤسسة RTM مشروع PACE بالتعاون مع الجهات التالية:
- وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية؛
- البطريركية اللاتينية في القدس.
- البطريركية الأرثوذكسية في القدس.
- البطريركية للروم الكاثوليك في القدس .
- مؤسسة ابداع لتنمية قدرات الطفل والتبادل الثقافي الدولي في مخيم الدهيشة؛
- بلدية ريدجو إيميليا – معهد مراكز التوجيه ما قبل المدرسة للأطفال في مرحلة الرضاعة وبداية المشي؛
- مؤسسة ريدجو إيميليا للأطفال – مركز لوريس مالاغوزي الدولي؛
- مؤسسة ريدجو للأطفال
- جامعة القدس
مشروع PACE بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون (AICS)
هذا المنشور " ثورة جديدة في عالم رياض الاطفال" بدعم من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي ضمن مشروع. AID 011.424 AID P.A.C.E
ما يرد في هذا الإصدار من آراء، يعبّر عن وجهة نظر المؤلفين ولا يعكس بالضرورة موقف أو سياسات الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.
إن الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي غير مسؤولة عن أي معلومات غير دقيقة أو تشهيرية، أو عن أي سوء استخدام للمعلومات الواردة.