الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مديرة مركز شؤون المرأة بغزة : الانقسام الداخلي استغله الاحتلال الإسرائيلي لقتل الحياة والإنسان في غزة

نشر بتاريخ: 16/03/2008 ( آخر تحديث: 16/03/2008 الساعة: 13:18 )
غزة - معا - نظم مركز شؤون المرأة في غزة، احتفالاً بمناسبة يوم المرأة العالمي تحت شعار "نحتفل رغم الحصار بالثامن من آذار"، في قاعة فندق الكومودور، مساء الخميس، بحضور لفيف من الشخصيات الوطنية والنخب السياسية والمثقفين والكتاب والعديد من القيادات النسوية.

وتضمن الاحتفال العديد من الفقرات المتنوعة كالمناظرات الشعرية والغناء والدبكة الشعبية وعرض فيلم وثائقي حول انجازات المركز، إضافة إلى كلمة ألقتها مديرة المركز نائلة عايش وكلمة لوزيرة شؤون المرأة خلود دعيبس.

وأشاد الحاضرين بالاحتفال الذي اعتبروه واحة في صحراء غزة لما تخلله من أجواء ترفيهية وتثقيفية خففت من الضغوط المتزايدة على أهالي القطاع في الآونة الأخيرة.

وانتقدت عايش في كلمتها الانقسام السياسي الذي اتخذ منحى أكثر حدة منذ حزيران الماضي مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية إلى حد كبير.

وأضافت نائلة أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت معاناة خارجية وأخرى داخلية سببها الانقسام الذي استغله الاحتلال لتطبيق سياسته والمضي في جريمته ضد الإنسان والحياة في قطاع غزة.

وأكدت أن العالم الدولي على المستوى الرسمي والشعبي يعترف بالحق الفلسطيني في أن تكون له دولته المستقلة، داعية إلى نزع هذا الحق، وإعلان دولة يستحقها نضال الشعب الفلسطيني وليس كنتونات مُجزأة.

كما أشادت عايش بصمود ونضال المرأة الفلسطينية، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية لم تفقد الثقة ولا تزال تتمتع بالكثير من الأمل للدفاع عن حقها في الحياة، مؤكدة أن التحديات التي تواجه الحركة النسوية تحتم عليها التوحد لحماية الانجازات التي حققتها على مدار سنوات طويلة من النضال.

وشددت على حق النساء في المساواة والمشاركة والدفاع عن دورهن في تحقيق الاستقلال وإنهاء الاحتلال، وكسر الحصار، والقضاء على ثقافات الإقصاء والتهميش.

وأكدت عايش أهمية خطوة تكريم بعض القياديات النسائية من قبل الرئيس محمود عباس، لكنها تبقى غير كافية والمطلوب تعزيز مكانة المرأة في صنع القرار وحماية كرامتها من خلال تشريعات منصفة.

من جهتها، رحبت وزيرة شؤون المرأة د. خلود دعيبس بالمشاركين، مثمنة الجهود التي يبذلها المركز للتغيير من واقع المرأة في قطاع غزة واستنهاضها، ومُهنئة النساء بمناسبة عيدهن، داعية إلى المزيد من النضال حتى تحقيق أهدافهن وصيانة حقوقهن.

ونددت دعيبس بالمجزرة التي نفذها الاحتلال في قطاع غزة، معربة عن تضامنها مع نساء القطاع، وآملة بظروف قادمة أفضل في ظل تشريعات قانونية تحمي حقوقهن واعدة في الوقت ذاته ببذل المزيد من العمل من أجل الارتقاء بوضعية النساء في جميع المجالات .

كلمة مديرة المركز نائلة عايش:
--------------------------------


الأخوات والإخوة ممثلات وممثلو المؤسسات النسوية والأهلية ،
الأخوات والإخوة ممثلات وممثلو القوى السياسية والرأي العام،
الحضور الكريم...

أحيا شعبنا الفلسطيني ومعه كل أحرار العالم في حزيران الماضي ذكرى مرور أربعين عاما على الاحتلال الاسرائيلي... وعمت عواصم العالم فعاليات كبرى ضد أطول احتلالٍ في تاريخ البشريةِ المُعاصر...

وكاد الإجماع الدولي الرسمي والشعبي أن يكون شاملا ومُطلقا نحو ضرورةِ إنهاء هذا الاحتلال، وتمكين شعبنا من حقهِ في تقرير المصير واستعادة حُقوقهِ في الحريةِ والاستقلال....

حزيران المشؤوم.. لم يكتفِ بذكرى الاحتلال وما يَعنيه من مُصادرة الحرية واستمرار عمليات القتلِ والاستيطان والتشرد... وكذلك الفقر والحصار والجوع والمعاناة بكل أشكالها، لشعبنا بنسائه ورجاله وأطفاله.

بل أصبح حزيرانَ كذلك ذكرى أشدُ ألما ورمزا لاغتيال الذات وخطرا إذا ما استمر يهددُ مستقبلنا، فمنذ حزيران الماضي وحتى الآن تضاعفت المعاناة من خارجنا بمعاناةٍ من داخلنا،

فالاحتلال الإسرائيلي يزيدُ من شراسة عُدوانه الدموي دون تمييزِ بين امرأةِ وطفلِ أو مسن من ناحية، ويُحكم حٍصاره المُطلق على شعبنا وخاصة هنا في قطاع غزة من ناحيةٍ أخرى..

ويرى فيما حل بنا من انقسام فرصةً ذهبية لمزيدٍ من عزل قطاع غزة عن العالم وباقي أرجاءٍ الوطن الفلسطيني ويُبلور إستراتيجيةِ باتت واضحة لتكريس هذا العزل وتعميق الفصل والانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية...

يمارسُ هنا في غزة جريمة قتل الانسان والحياة ... ويستكمل هناك بمصادرة الأرض والحياة، ولعلهُ يرى إمكانية مواتية لسياسته وممارساته بقتل إرادة الحق في الحرية والاستقلال.. بل يستثمر الانقسامَ ليمنعنا من انجاز حقنا في دولةٍ مستقلة .... ومرةً أخرى يُحملنا مسؤولية ذلك...

وإذا كان الاحتلال يحاصر حريتنا وحقِنا في الحياة، فهناك من يعمل على محاصرة عُقولنا وحُقوقنا وانجازاتنا ولكننا نقول لكل هؤلاء إن شعبَ فلسطين ونساء فلسطين لن يفقدوا الأمل ولا الثقةَ في المستقبل، ولن نسمح بمحاصرة عُقولنا ولا مُصادرة انجازاتِنْا ...

شعبُ فلسطين سيُدافع عن وطنهِ وحقهِ في الحياة والحرية والاستقلال. ونساء فلسطين سيدافعن عن حَقهُن في الحياة والحرية والاستقلال والمساواة ،،

الأخوات والإخوة...
إن ما يواجه شعبنا والحركة النسوية من تحدياتٍ يُحتم علينا جميعا أن نتوحد لحماية انجازات المرأة الفلسطينية ودفع هذه الانجازات للأمام، فدفاعُنا عن حُقوقِنا يعني دفاعَنا عن حقنا في المساواة.. يعني دفاعنا عن حقنا في استكمال المشاركة لانهاء الاحتلال...

يعني حقِنا في انْتِزاع الاستقلال بدولةٍ واحدة مُستقلة، لا إمارات أو كانتونات مُجزأة عمل الاحتلال طويلا على فرضها..

بل ويعني دفاعنا عن دولةِ المُؤسسات والقانون وحُريةِ الرأي والتعبير لا حُكم البوليس والعسكر، يعني كذلك دفاعنا عن المُساواة في الحقوق والواجباتِ وليس الإقصاء والتمييز.

وإذا كان الثامن من آذار لدى كل نساء العالم يمثل رمزا لتعزيز النضال من أجل تكريس المساواة التي حققتها المرأة فانْه بالنسبة لنا في فلسطين وفي قطاع غزة بشكل خاص يعني النضال لوقف الموت والقهر والجوع والظلام والحصار المُركب.

يعني وقف عدوان الاحتلال علينا وعلى شعبنا. كما يعني تعزيز الجهد لوقف العنف على نساء شعبنا ووقف كل محاولات وثقافات الإقصاء والتهميش للمرأة ودورها ومكانتها.


الأخوات و الإخوة:
إننا في الوقت الذي نُثمن فيه قرار الرئيس "أبو مازن" بتكريم عدد من رموز الحركة النسوية باعتبار ذلك تكريما للمرأة ونضالها واعترافا بمكانتها ودورها وحقها بالمشاركة والمساواة.

إلا أننا نعتقد أن التكريم الحقيقي الذي نريده من الرئيس هو بتكريس الوفاء للمرأة ودورها ومكانتها ومستقبلها.

الوفاء للشهيدات والأسيرات والمناضلات والعاملات بتعزيز مكانة المرأة في صنع القرار.
حماية كرامتها من خلال تشريعات و قوانين تضمن لها المساواة الكاملة بالحقوق والواجبات. فالتكريم الحقيقي هو توفير الحماية الفعلية ضد العنف الذي تعاني منه المرأة، وحماية كرامتها وإنسانيتها من الظلم والإقصاء والتهميش الذي يفرض عليها.
فهذه حقوق أساسية كفلتها كافه المواثيق والمعاهدات الدولية كما كفلها إعلان الاستقلال .

وفي الختام لا نجدُ بلاغةَ في اللغة لنحيي أرواح شهيداتنا وأطفالنا الذين سقطوا في المجزرة الإسرائيلية.. ولا نجد عزاءا برحيلهن سوى المضي قدما لرفع الظلم عن نسائنا وأطفالنا وشعبنا.. فكل التحية لصمود نسائنا الفلسطينيات.. كل التحية لأمهاتنا وشاباتنا وطفلاتنا وشعبنا المناضل .