السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسمها مئة فنان وفنانة - جدارية تطالب بالوحدة الوطنية ونبذ الخلافات بين الفصائل الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/03/2008 ( آخر تحديث: 17/03/2008 الساعة: 20:16 )
غزة -معا- شدت الأقمشة وجهزت الريشة واللون, والكل انتظر لحظة بدء رسم جدارية تطالب بالوحدة لعلها تكون نقطة البداية في عودة الشعب الفلسطيني بفصائله وقواه من جديد, وذلك بعد أن عجز القلم واللسان عن محو الخلافات و تكوين جبهة فلسطينية موحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحده بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية .

جدارية نظمتها كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بمشاركة 100 فنان وفنانة تحت شعار "قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا الوطنية " كل يحمل في جعبته رسالة طالما حلم بإرسالها إلى كافة أطياف الشعب الفلسطيني, رافضين ازدياد الفجوة بينهم داعين إلى لم الشمل من جديد .

وفي أثناء تنقله في أرجاء المكان ليطمئن على سير العمل عبر احمد ناجي، المشرف العام عن الجدارية عن سعادته من النتيجة التي بدأت تحصدها وخاصة في ظل توافد أعداد كبيرة من المدعوين وخاصة وسائل الإعلام والتي من خلالها ستنقل الرسالة التي من اجلها نظمت الجدارية إلى كافة أنحاء العالم .

ويقول ناجي :" قمنا بهذا العمل حتى نوصل رسالة إلى الشعب الفلسطيني بكل قياداته أنه قد حان الوقت لنكن يدا واحدة لنتفق سويا " مضيفاً ان الفنان الفلسطيني جمع بالريشة واللون كل الفصائل الفلسطينية ليؤكد رفضه لأي انقسام داخلي وأن غايته واحدة هو تحرير الوطن ".

وأشار ناجي إلى أن الجدارية ستستمر في غزة مدة أسبوع كامل وستنتقل بعدها إلى مبنى الجامعة في خان يونس كما وسينظم عمل جدارية أخرى في يوم الأسير في وزارة الأسرى والمحررين بنفس الطريقة .

ولم ينس الفنان الأزمة التي تعاني منها جامعة الأقصى بسبب الخلافات بين حركتي فتح وحماس داخل الجامعة والتي أدت إلى إغلاقها في مرات سابقة , حيث بدا ذلك واضحاً في رسومات الفنانين وكأنهم يقولون " نريد إخراج الجامعة من أي محك سياسي فالجامعة شاملة لجميع أطياف الشعب الفلسطيني دون تمييز ".

وبوضعها آخر اللمسات على الجدارية التي قامت برسمها , عبرت عفاف أبو الليل عن سعادتها من كونها واحدة من الذين أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن رفضهم للانقسام الداخلي، قائلةً :" نريد توصيل رسالة نريد وحدة وطنية نريد جامعة بدون خلافات ".

من القهر الذي يعانيه الشعب الفلسطيني ومن الظلم الذي أحاط به من كل جهة انطلقت ياسمين أبو ختلة رسمتها بكل ما تملكه من قوة في الرسم والإبداع حتى تتمكن في النهاية من التعبير ليس فقط عما يدور في خاطرها وإنما عما يدور في خواطر الشعب الفلسطيني من ألم وجرح خلفته الخلافات بين الفصائل الفلسطينية قائلةً :" كلنا شعب واحد ودم واحد ويجب أن ينتهي الخلاف حتى لا يقضي على كل أمل بقي لنا في استرجاع أرضنا ".

ومن خلال نظراتها على اللوحات المرسومة التمست ولاء النحال حاجة الفنانين إلى الوحدة الوطنية والتي تطالب بالعودة إلى الحوار والبقاء يدا واحدة في وجه العدو الأوحد وهو الكيان الإسرائيلي , قائلة :" الجميع بذل كثيرا من الجهد في التعبير عما يدور في أذهانهم وقد تم توصيل الرسالة بالفعل على أمل أن تأتي بنتيجة ".

و في كل يوم يؤكد الشعب الفلسطيني أن هناك أمل في عودة الوضع إلى نصابه طالما بقي هناك من يطالب بالوحدة والاستقرار والسعي وراء وضع طبيعي في أن نكون يدا واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي لتحرير الوطن .