الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

باحثون يشددون على ضرورة رصد ميزانيات خاصة للبحث العلمي وتوفير المناخ المناسب له

نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 19/03/2008 الساعة: 12:16 )
غزة- معا- شدد باحثون وأكاديميون ومختصون على أهمية وجود ميزانيات خاصة بالبحث العلمي، تساعد على الارتقاء بواقعه، وأخذ دوره في تحقيق عملية التنمية الشاملة، وبينوا دور الجامعات ومراكز الأبحاث والمصانع والشركات وأساتذة الجامعات وفرق البحث العلمي في تحقيق بنية تحتية قوية يستند عليها البحث العلمي، وأكدوا على أهمية توفير المناخ المناسب للبحث العلمي، ونادوا إلى إجراء تقييم دوري لمستوى البحث العملي في الجامعات.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، في قاعة ورش العمل في عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر تحت عنوان: "آليات تطوير البحث العلمي"، وحضرها الدكتور كمالين كامل شعث -رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور نعمان علوان -عميد البحث العلمي بالجامعة، والأستاذ الدكتور عادل عوض الله -نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الأكاديمية، والأستاذ الدكتور يوسف أبو دية -رئيس المركز القومي للبحوث، والدكتور سامي البريم -نائب عميد البحث العلمي في الجامعة الإسلامية، وعدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء.

وفي كلمته الافتتاحية أمام الورشة، دعا الدكتور شعث الدول إلى توجيه اهتماماً أكبر للبحث العلمي وذلك لتحسين موقعها على الخريطة العلمية العالمية، وبين الدكتور شعث مدى العناية التي يتطلبها البحث العلمي في الجامعات، واستعرض الدكتور شعث جانباً من أنشطة البحث العلمي التي جرت مؤخراً في الأوساط الإقليمية الدولية، وأوضح مدى الحاجة إلى أفكار إبداعية تحاول جسر الهوة لتحقيق جانب من أنشطة البحث العملي.

الجلسة الأولى
وقد انعقدت أعمال ورشة العمل على مدار ثلاث جلسات حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور نعمان علوان، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من أوراق العمل، فقد تناول الأستاذ الدكتور يوسف أبو دية موضوع البحث العملي والتكنولوجيا، وأوضح أن البحث العلمي ضرورة ملحة لكل تقدم، ووقف على دورة البحث العلمي بمكوناتها من المعرفة، والقوة البشرية، والقدرة الاقتصادية، والتكنولوجيا، وأشار الأستاذ الدكتور أبو دية إلى أن هذه العناصر تتفاعل فيما بينا لتعطي الاكتشاف والاختراع الذي يتحول فيما بعد إلى تطبيق وإنتاج، ولفت الأستاذ الدكتور أبو دية إلى المعيقات التي قد تعترض سبيل البحث العلمي، والتي قد تلوح معها في الأفق هجرة الأدمغة، مؤكداً أن قيمة البحث التطبيقي يجب أن تستفيد منه دول الباحثين، وذكر الدكتور أبو دية أنه لا بد أن تتلاقى جميع المعارف فيما بينها لتعطي إنتاجاً ذي قيمة، معرباً عن أمله في أن يحدث تلاحم بين البحث العملي ورأس المال.

أما الأستاذ الدكتور شفيق جندية فقدم مقترحاً لتطوير البحث العلمي في الجامعات والكليات التقنية، دعا من خلاله إلى الاهتمام بمشاريع التخرج ورسائل الماجستير، والتواصل والتشاور مع المؤسسات الفلسطينية للإطلاع على احتياجات المجتمع، وإنشاء أقسام مختصة في الكلية في المجالات المختلفة بهدف تحديد القضايا والمشاكل التي يواجهها المجتمع، ووضع الحلول المناسبة لها، وأوصى الأستاذ الدكتور جندية بإنشاء وحدة أبحاث مركزية تعنى بالتواصل، ونسج العلاقات بين الكلية والمؤسسات البحثية، وتسجيل احتياجات المؤسسات، وشجع على عقد الندوات والمؤتمرات المتخصصة الدورية وغير الدورية، وتنفيذ التوصيات.

وحول دور الجامعات، أشار الأستاذ الدكتور جندية إلى أهمية دعم الجامعات للبحث العلمي، وبخصوص مقومات البحث العملي ذكر الأستاذ الدكتور جندية أنها تضم: المؤسسة والكادر الأكاديمي والفني، فضلاً عن الإمكانات المادية والمعنوية، وتوفير المناخ المناسب للبحث العملي.

بدوره استعرض الأستاذ الدكتور نعمان علوان تجربة الجامعة الإسلامية في مجال البحث العملي، وتناول أهداف عمادة البحث العلمي، وحركة المؤتمرات العلمية وورش العمل التي تنظمها الجامعة فضلاَ عن الجوائز العلمية التي تقدمها الجامعة، وتحدث عن مجلة الجامعة بسلاسلها الثلاث.

الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة الثانية فقد ترأسها الدكتور موسى أبو دقة، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من أوراق العمل، حيث تحدث الدكتور نعمات علوان عن البحث العلمي والسياق الاجتماعي، ووقف على ثلاثة محاور هي: الميزانيات المتاحة للبحث العلمي، ومدخل السياسة العلمية، وتأثير النظام السياسي على البحث العلمي، وبين الأستاذ الدكتور علوان أن مشكلة هجرة العقول لا تعاني منها فلسطين فقط، وإنما دول أجنبية أيضاً، وقدم إحصائيات للعاملين في الدول العربية في البحوث التنموية، وقارنها بالإحصائيات الموجودة في الدول الغربية، وأشاد الدكتور نعمان بتجربة دولة قطر في دعم ميزانية البحث العلمي.

أما الدكتور هشام غراب فبين الحاجة إلى ضرورة وجود توافق بين عمادات الكليات، وعمادات الدراسات العليا والبحث العلمي في اختيار الأبحاث والدراسات وتوجيهها لخدمة المجتمع، وحث على توجيه هذه الأبحاث لخدمة احتياجات المجتمع، وسبر أغوار واقع البحث العلمي، واقتراح الدكتور غراب مقترحات لتطوير البحث العلمي، منها: إنشاء مكتبة وطنية، والاشتراك في المكتبات الدولية الالكترونية، لتوفير أكبر قدر ممكن من المراجع، ورصد ميزانيات كافية للبحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، وإجراء تقييم دوري لمستوى البحث العلمي، إلى جانب تقديم جائزة معنوية ومادية لأفضل باحث على مستوى.

وقدم الدكتور موسى أبو دقة ورقة عمل حول المجلات العلمية والترقيات الأكاديمية بين الممارسة التقليدية والمحاولة الإبداعية.

الجلسة الثالثة
وحول الجلسة الثالثة، فقد ترأسها الأستاذ الدكتور محمد علوان، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من أوراق العمل، فقد عرض الدكتور عبد الفتاح أبو زايدة ورقة عمل حول تطوير البحث العلمي على مستوى الطلبة أشار خلالها إلى ضرورة الاهتمام بالمواضيع المتعلقة بالفكر المعاصر والحياة الإنسانية في عناوين أبحاث الطلبة، ومناقشتها مع الطلبة، وفتح باب الحوار لذلك، والاختيار المناسب للطلبة بما يمهد الطريق للالتحاق بالدراسات العليا وفق عقلية واسعة وإدراك سليم، وأوضح أن الشمولية في تنمية البحث العلمي تكفل تحقيق نموه وازدهاره.

من ناحيته، تحدث الدكتور إسماعيل الفرا عن تطوير حلقات البحث العلمي كمدخل لإعداد طلبة الدراسات العليا، وأكد أن تقدم الجامعات يتوقف على مدى إداركها لدورها تجاه البحث العلمي، ونوه إلى دور البحث العلمي في بناء الخطط العلمية وحل المشاكل الإدارية، وتحدث عن سبل تطوير حلقات السيمينار، والعائد المهني لحلقات البحث في الدراسات العليا.

من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور محمد علوان على جدوى تطوير آلية البحث العلمي لدى أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وشجع الأستاذ الدكتور علوان طلبة الدراسات العليا على تنمية ملكة القراءة والكتابة، وتوسيع آفاقهم فيما يخص أصول البحث العلمي، والإلمام بالموضوع الذي يتم البحث فيه.