السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حفل تأبين للراحل د.جورج حبش في الخليل

نشر بتاريخ: 22/03/2008 ( آخر تحديث: 22/03/2008 الساعة: 19:11 )
الخليل - معا - بدعوة من القوى السياسية، والمؤسسات الأهلية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة الخليل، اقيم اليوم حفل تأبيني للراحل القائد الوطني والقومي د. جورج حبش ، مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحضور جمع غفير من قادة وكوادر وأنصار الجبهة، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية ومحبي وأنصار القائد الراحل وذلك في قاعة بلدية الخليل .

وسبق الحفل مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من امام مقر الصليب الاحمر في المدينة مخترقة الشارع الرئيسي باتجاه قاعة الاحتفال تحمل صور الراحل جورج حبش وصور قادة الشعب الفلسطيني الذين قضوا على طريق النضال الوطني واعلام فلسطين وقد هتف المشاركون بشعارات تؤكد على الثوابت والوحدة الفلسطينية ورفض الانقسام وتمجد الحكيم والمواقف التي رسخها خلال تجربته النضالية الطويلة .

وافتتح الحفل بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم القيت رسالة الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات والتي تلتها نيابة عنه سارة امطير، اكد خلالها أن الحكيم الراحل د.جورج حبش بنى مدرسة ثورية قادرة في كل الظروف على الحياة والتقدم، وانه آمن بالفكر منهجاً وبوصلة والسياسة ممارسة ثورية محكومة على الدوام في كل لحظة وظرف ومنعطف تاريخي.

واعتبر التنظيم وسيلة لتحقيق الأهداف وليس هدفاً والقيادة منبرٌ للتضحية والعطاء ودفع فواتير الوفاء للجماهير وليست مقعداً وثيراً لجني الأرباح وتحقيق أهداف ذاتية، مضيفاً أن الحكيم ناضل على الدوام بتجديد دماء القيادة، وصولاً إلى تجديد نفسه، وأعطى لشعبنا ولأمتنا النموذج الحقيقي للقائد المترفع عن ذاته وحتى دائم العطاء حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وتضمنت رسالة سعدات "أن الحكيم كان يسعى دائماً للارتقاء بمن حوله إلى مستوى القيادة والديمقراطية والممارسة الثورية الخلاقة والبديهية التي تمثلها أخلاقيات الثورية والاندماج الأبدي مع الجماعة، معتبراً التناقض والخلاف في صفوف الحزب والثورة ظاهرة صحية ومصدر أساسي للارتقاء والتطور وأن خط تقدم الثورة في مسارها الصحيح يقرره الإنسان بقوة بأولوية التناقض مع معسكر الأعداء على سواه التعارض في صفوفها.

وأشار سعدات الى أن الحكيم القائد قذفته نكبة فلسطين إلى رحم الجماهير العربية الفقيرة وظل ابناً وفياً لها وضميراً لحركتها الثورية ببعديها الوطني والقومي، قابضاً على همومها وأهدافها في الانعتاق والتحرر والوحدة والتقدم الاجتماعي والديمقراطية بصلابة وعزيمة لا تعرف الكلل أو الوهن، واستشهد وهو ممسك بالثوابت، ولم يفقد لحظةً ثقته بحتمية الانتصار وقدرة الجماهير التي تعلم منها وعلمها على إنجاز التغيير الثوري وتحقيق أهدافها القريبة والبعيدة.

وتابع سعدات في رسالته قائلاً: " إن الحكيم تسلح بالمناعة الثورية والصلابة المبدئية ولم تهزمه التغييرات العالمية العاصفة لصالح معسكر الأعداء، وآمن بعمق بضرورة التشدد والتشديد وقاوم التحرك الفكري والمذهبي والميوعة والتحلل والسقوط في شراك العفوية والارتجال وشقت أقدامه في معسكر الثورة رغم تبّدل قواها الدافعة والحراك الجاري على مواقفها صعوداً أو هبوطاً دخولاً أو خروجاً".

وفي ختام رسالته عاهد سعدات القائد الحكيم بالمضي على دربه، والتسلح بثوابت مدرسته الثورية، وبذل كل الجهود لتطويرها، لتظل الجبهة الحضن الأمين لأهداف فقراء شعبنا وأن تبقى فلسطين كل فلسطين هدفاً حتى تحقيق الدولة الديمقراطية على كامل ترابها.

رجا اغباريه سكرتير حركة ابناء البلد في كلمة فلسطيني الـ 48 تحدث بكل مشاعره عن معاني اللقاء مع الحكيم الذي احب فلسطين كل فلسطين وقال ان الحكيم هو الشخصية التي اجمعت كل القوى السياسيه في الداخل عليه وشاركت في اللجنة الوطنية للتأبين الذي منع من قبل الاحتلال.

واضاف اغباريه ان جورج حبش رفض العودة الى بيته الا مع كل الفلسطينيين في الشتات ، وقال يجب ان نرفع صوتنا باتجاه اليمن ان يعودوا موحدين ، فشعبنا عدوه واحد هو الاحتلال.

كلمة القوى السياسية والمؤسسات الوطنية في المحافظة والتي القاها كفاح العويوي امين سر حركة فتح في الخليل قال فيها ان مقولة الحكيم ( مجرم من بدا القتال ومجرم من فكر فيه وخطط له ومجرم من يغذيه ) هي الاكثر تعبيرا عن هذه المرحلة وقال ان شعبنا هو بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى مدرسة الحكيم التي لعبت دورا مهما في الحفاظ على وحدة الحركة الوطنية طوال المرحلة الماضية ودعا الى الحفاظ على منظمة التحرير كبيت لكل الفلسطينيين.

في كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المناسبة التي القاها بدران جابر قال : نقف اليوم لإحياء ذكرى الأربعين لرحيلِ قائدٍ افتتح مشواره متمرداً على الاقتلاع والابتلاع بصرخة:.... "ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة"....وخَتمه فرحاً بفتح كوة صغيرة في جدار رفح بصرخة:.... "حطموا كل جدران تقسيمات سايكس بيكو".

وكانت آخر كلماته الواثقة بأن الشعب لا يخون قضيته بصرخة:.... "استعيدوا الوحدة وتمسكوا بالمقاومة وحق العودة"....قائد تاريخي قومي عربي وطني فلسطيني تقدمي أممي....

واضاف جابر في كلمته ان د . جورج حبش التقط الحلقة المركزية في كل محطة تحَوُّلٍ مفصلية قائد برؤية تحررية منسجمة لم تفصل بين الوطني والاجتماعي في الثورة.. قائد بعيد النظر أدرك اختلال ميزان القوى وسر قوة الاحتلال.... ولكنه ظلَّ واثقاً بقدرة الجماهير المنظمة المعبأة على التغيير الثوري وتحقيق النصر...وفوق كل هذا ويزيد....كان حكيم الثورة وضميرها وصمام أمانها قائداً نظيفاً زاهداً....قرن القول بالفعل....كان ديموقراطيا بالممارسة ينصت للرأي الآخر كباحث عن الحقيقة....ينتقد خطأ المسيرة ولا يخجل من إعلانه....قائد يؤمن بطاقات الشباب وقدرتها على التغيير والابداع....وفتح لها الأبواب واسعة....وانفرد كقائد في اخلاء موقعه القيادي طوعاً دون أن يخلي خندقه كجندي....وهنا يثور سؤال....هل من مبالغة في القول.....إن الحكيم يستحق التخليد كقائد قومي وطني أممي تاريخي عظيم.

هذا وقد تضمن الاحتفال عرض فيلم يستعرض مسيرة حياة القائد الراحل بالاضافة الى قصيدة شعريه القاها الاستاذ بديع عمرو