الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطيراوي: المعطيات تؤكد وفاة عرفات بالسم وإسرائيل المتهم الرئيسي

نشر بتاريخ: 08/11/2013 ( آخر تحديث: 08/11/2013 الساعة: 17:39 )
رام الله - معا - أكد رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في ظروف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، اليوم الجمعة، أن إسرائيل هي المتهم الأساسي والأول والوحيد في اغتيال ياسر عرفات.

وأضاف اللواء الطيراوي: منذ البداية قلنا أننا لن نعتبر أن التقريرين الروسي والسويسري هما نهاية المطاف، وقمنا بدورنا وأجرينا مئات التحقيقات في فلسطين والعالم، والأساس هو الوصول إلى كافة المعطيات والتفاصيل التي تكشف عن سبب وفاة ياسر عرفات، لأنها جريمة القرن الحادي والعشرين، ولن نؤل جهد ولن يقف عائق أمام التوصل للحقيقة، فالأساس إلى من يقف وراء قتل ياسر عرفات، ومن يملك الإمكانيات التقنية لذلك، هي إسرائيل

وقال اللواء الطيراوي في مؤتمر صحفي عقده في مقر الرئاسة برام الله: على مدى الأعوام التي عملنا بها ضاقت كثيراً الحلقات، ولكن يجب أن نعرف أن أي كلمة يمكن أن تخرج للعلن ممكن أن تقتل ياسر عرفات مرة أخرى، وتخفي وراها الحقيقة، والإجراءات القضائية التي يمكن أن تتخذ بحاجة لدراسة، ويجب أن نفهم أننا لن نترك من قام بقتل هذه الجريمة إلا أن يقدم للقضاء الدولي والمحلي.

وأكد اللواء الطيراوي: فرنسا تعرف الحقيقة كاملة، وتعرف كل معطيات استشهاد الرئيس عرفات.

وتابع اللواء الطيراوي: سنستمر بعمل تحقيق متواصل للبحث والتأكيد على كافة التفاصيل وكل عناصر القضية، نستطيع التأكيد أن اللجنة لديها معطيات وبينات وقرائن وأود أن أشير أن النتائج قربتنا من إثبات صحة فرضيتنا حول استشهاد أبو عمار، وجاءت لتعزز ما توصل له التحقيق من قرائن وبينات بعد 3 أعوام من العمل المهني الصامت، نحن اقتربنا من الحقيقة.

وأضاف اللواء الطيراوي: التقريران السويسري والروسي أكدا أن أبو عمار لم يمت بسبب المرض، وأن أبو عمار لم يمت بسبب تقدم السن، ولم يمت موتاً طبيعياً.

وأكد اللواء الطيراوي: بالنسبة لموفاز وشارون ليسا مسؤولين كشخصين عن القتل، بل كل الجهاز السياسي والأمني مسؤولين عن القتل، ونحن جمعنا كل أقوالهم وأقوال السياسيين والأمنيين الإسرائيليين حول ضرورة قتل عرفات، ولكن الجريمة لها أركان، لا يكفي من يقف وراء الاغتيال والمادة، ولكن الركن الأساسي الذي نبحث عنه هو الأداة، وحين نصل للأداة تكون الجريمة قد اكتملت.

وتابع: نحن لجنة تحقيق فلسطينية، ولكن موضوع الذهاب للأمم المتحدة يتطلب قضايا قانونية، وهذا من شأن القيادة الفلسطينية، المعطيات والبينات والقرائن الموجودة لدى لجنة التحقيق من خلال البحث وجمع المعلومات، جعلتنا نقترب أكثر من الوصول إلى الحقيقة.

وشدد اللواء الطيراوي على أن التحقيق في استشهاد أبو عمار مستمر منذ 3 أعوام وسيتواصل، خاصة أن التقارير الطبية الدولية توفر دعائم علمية تقرب من الوصول إلى الحقيقة، لكنها ليست نهاية المطاف.

من جهته، قال رئيس اللجنة الطبية في اللجنة الوطنية، د. عبد الله البشير إن تطور الحالة المرضية ناتج عن مادة سمية لم يتم فحصها، والكشف عن نتيجة فحصها، وكان هذا رأي خبراء السموم في مراكز عالمية تم الاستعانة بها، ولم يكن طبيعتها معروفاً لدى اللجنة، إلا أن عرضت نتائج تقرير مركز لوزان السويسري التي أظهرت وجود مادة البولونيوم 210، لكنهم أشاروا إلى أنهم بحاجة لتحاليل رفاة الشهيد عرفات لتحديد إن كانت سبب الوفاة.

وتابع د. البشير أن الاتفاقات تمت على إجراء فحوصات من قبل خبراء روس وسويسريين وفرنسيين للتأكد من أن الوفاة ناتجة عن التسمم بمادة البولونيون 210، وقام الفريقان الروسي والسويسري بتسليم التقرير للجنة، وبدأت اللجان المختصة دراسة التقريرين، ومقارنة النتائج الواردة بهما، وستستمر هذه الدراسة لفحص كافة المعطيات حتى تتكشف الحقيقة كاملة.

وقال: جاءت النتائج كما يلي أثبت الفحص الجيني أن جميع العيني تعود للرئيس، وأظهر التقريران وجود مادة البولونيون المشع 210 وبكميات كبيرة، وفي التقرير الروسي أكد وجود مادة إشعاعية أخرى هي الرصاص المشع 210، وهاتان المادتان متواجدتان بشكل متوازن، وكل منهما ممكن أو يولد الآخر، وكذلك ممكن أن ينتج مواداً طبيعية أخرى كالروديوم 220، وباستخدام التجارب والقياسات تم استبعاد الروديوم 220 كمصدر للمادتين، وتركزت الأبحاث على مصدر هذين العنصرين، فمن ناحية نظرية يمكن أن يكون البولونيوم هو المصدر إثر تناوله كمصدر سامة، وإثر تناوله أنتج الرصاص، وهذا يؤيد النزرية السمية، ومن ناحية نظرية من الممكن أن يكون الرصاص المشع هو سبب الروديوم 220.

وتابع د. البشير: استخدم الفريقين الحسابات والتجارب المعروفة عن مصادر البولونيوم، وكان لا بد من مقارنة النتائج بتطورات الحالة المرضية، والتقرير السويسري أكد وجود متلازمة الإشعاع الحاد، وهي تحدث من إشعاع داخلي نتيجة مادة مشعة وهي بولونيوم 210، وهذا ما يؤدي للوفاة.

وأضاف: خلاصة التقرير السويسري أن النتائج تدعم يشكل معتدل نظرية أن تكون الوفاة ناتجة عن البولونيون 210، أما خلاصة التقرير الروسي أن مجمل نتائج البحث الشامل عن البولونيون 210 وتور الحالة السريرية لا يعطي دلائل كافية يعتمد عليها التقريران أن البولونيوم 210 سبب متلازمة إشعاعي حاد أدى إلى الوفاة.

وأكد د. البشير أن نتائج التقريرين تتوافق تماماً مع خبراء اللجنة الطبية بأن وفاة عرفات ليست بسبب مرض طبيعي وناتج عن مادة سمية لم يتم فحصها أو الكشف عنها أثناء مرضه، وهذا يفسر ويتوافق مع ما توصل له الأطباء الفرنسيين الذين عالجوا الرئيس في مستشفى بيرسي الفرنسي، بأن الحالة السريرية وتطور المرض لا يمكن تفسيرها في علم الأمراض.

من ناحيته، أكد وزير العدل، د. علي مهنا أن عمل اللجنة السويسرية جاء في إطار التأكد من النتائج المعلنة سابقاً، أما اللجنة الروسية فجاء بناء على طلب من السلطة الفلسطينية، وكان تدخل الفرنسيين جاء بسبب قضية منظورة أمام القضاء الفرنسي، فكانت إنابة قضائية من القضاء الفرنسي للقضاء الفلسطيني، ولم يقدم الفرنسيون نتائج التحقيقات والعينات وتحليل نتائج عينات ياسر عرفات لغاية الآن، رغم تقديم إنابة قضائية فلسطين للقضاء الفرنسي، ووجهنا رسالة أخرى لهم لإطلاعنا بالنتائج.