الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القادم ليس انتفاضة ثالثة وإنما عصيان مدني شامل

نشر بتاريخ: 18/09/2015 ( آخر تحديث: 18/09/2015 الساعة: 21:37 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لو سقط شهداء يوم الجمعة لاندلعت مواجهات لا يمكن اخمادها ، ولعلع الرصاص . فالعدوان الإسرائيلي على مدينة القدس أخطر وأكبر من العدوان الأخير على المسجد الاقصى. ورغم أن غالبية التقديرات تشير إلى نوايا الاحزاب الصهيونية تقسيم المسجد الاقصى زمانيا الا أنني أرى ومن خلال التصريحات والخطوات التي يقوم بها غلاة المتطرفين اليهود أن ما يرمون اليه هو اقامة الهيكل الثالث داخل الحرم القدسي الشريف. فقد جهزوا تسع بقرات حمراء ومذبح وربوا اغناما بيضاء وتلاميذا اذانهم صماء وصهروا الذهب وجهزوا المخططات الهندسية للجريمة.

المراهقة السياسية ايلات شكيد قالت على شاشة تلفزيون القناة الثانية إن الرئيس أبو مازن لا سامي لأنه يرفض دخول اليهود للمسجد الاقصى، فيما استنفر جيش الاحتلال ونشر عشرات الاف الجند في الضفة الغربية والقدس، أما نتانياهو فقد نزل الى الشارع وتحدّى الاطفال رماة الحجارة، وتوعدهم بالنار والنحاس.

الجماهير تسبق القيادة... والفصائل تتتسابق مع نفسها

قرون الاستشعار لدى الجماهير انظف واقوى منها عند القيادة، فقد زحفت الجماهير نحو الاقصى وتطاير الشرر من عيون الشباب وارتفع "الادرينالين" في عروق اطفال القدس قبل أن تسري قرارات واضحة من القيادة... والفرق بين الجماهير والقيادة في هذا المحور، أن القيادة منشغلة في الاجابة على سؤال فرضته على نفسها: هل هناك انتفاضة ثالثة أم لا .  فيما الجماهير لا تحمل عبء الاجابة على هذا السؤال وتتصرف بتلقائية بسيطة وردة فعل مساوية للزعرنة العسكرية للاحتلال.

لفت انتباهي عنوان اختارته صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليسارية حين قالت: نتانياهو يتحدى اطفال الحجارة بالقدس، مؤقتا. أما المحلل السياسي في القناة الثانية فقال إن الجيل الذي يقاوم في المدن الفلسطينية الان هو من فئة العمر بين 14-20 أي الذي لا يعرف ما معنى انتفاضة ولم يشارك بها من قبل.

الامن الاسرائيلي يضع نظرياته بناء على تجسسه على أجهزة الامن الفلسطينية وعلى القيادات الفلسطينية، ومن منطلق أن الانتفاضة لن تقوم بسبب عدم وجود قرار فصائلي وعدم وجود قيادة ميدانية مترابطة وعدم وجود تمويل. ومن الناحية النظرية هذا صحيح.

لكن من الناحية العملية، فان كل هذا لا يسوى شروى نقير، لان العصيان الذي بدأ جاء من العاصمة المحتلة ومن مناطق جيم التي لا تخضع لسيطرة الامن الفلسطيني ولا يوجد بها قيادات فصائل من حماس أو من منظمة التحرير.