الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حلم جريمة العاهرة الشقراء

نشر بتاريخ: 27/03/2017 ( آخر تحديث: 27/03/2017 الساعة: 11:16 )

الكاتب: رامي مهداوي

عنوان المقال مشتق من عناوين ثلاث روايات ومقال سمع لهم ضجيج عند نشرهم، ومن حقي كقارئ أتفق وأختلف في بعض النصوص لكني في نهاية الأمر وجدت نفسي طرف في معادلة يجب أن أعبر عنه من خلال رأي ينمو يوم بيوم ويكبر كوني أتنفس وأحيا به.
قبل البدء أنا مع حرية الرأي والتعبير، وضد اطلاق الأصوات الفارغة من أجل جذب الأنظار والإضاءة، ومنحاز بشكل كامل لحبيبتي رام الله على الرغم بأنني أتقاتل معها عند كل لقاء مع فنجان قهوة، على الرغم بأنها تحمل ما لم يحمله الآخرين، على الرغم بأن هناك من يحاول طعنها بإسم الشرف والدين والمعتقدات والعادات والرجعية، وكأنهم ظلال الله في مدينة رام الله ليعطي الحق لفكره "الليبرالي الداعشي" بمحاسبة أهلها!!
من لا يستطيع تسمية الأمور بمسمياتها لا يحق له إطلاق إسم رام الله كعنوان لمرحلة، أو وصف أخطاء البعض كونهم يسكونها دون ذكر الإسم المراد كحالة من الهروب والإختباء خلف إسم رام الله، قد نختلف بما يحدث في داخلها لكن سأقف معها لحمايتها حتى الرمق الأخير مثل ساموراي وضع نفسه لخدمة بلاده.
من حق من يخضع تحت الإحتلال أن يحلم، دون أي يتم محاسبته على أحلامه، المحاولة في تحقيق الحلم ليست جريمة وإنما الجريمة هي وجود الإحتلال، وإن كان حلمه خطأ هل علينا إعدام الضحية على حلمها وترك الإحتلال!! الخطأ في المشهد ليس الفندق وإنما المستوطنة التي تم تشييدها على أرضنا، نعم هناك من زرع الوهم في أحلامنا محاولاً تشويه الحلم لكن ما ذنب رام الله!!
في مختلف أنواع التجمعات السكانية هناك جرائم تحدث، ورام الله مثل باقي المدن العالمية والفلسطينية، الجريمة الكبرى هي معرفة "المثقف" بمسرح الجريمة معرفة كاملة لكنه يكتفي بلعب دور المشاهد، على الرغم من أنه هو الشاهد الأساسي والأقوى بأرقامه وتحليلاته ونقده وأدواته المعرفية على مسرح الجريمة، مما يؤدي الى إنعزال "المثقف" من المشهد بشكل جبان؛ والأخطر من هذا يقوم بالتشهير في الجرائم دون معرفة الحقائق فيستخدم إسم رام الله كحالة من الرمزية لمدلولات لا يستطيع أن يشير بإصبع الإتهام عليها!!
لا أستطيع أن أتخيل كمية البغض المفرطة عند بعض "أشباه المثقفين" للمدينة التي تحتضنهم وتفتح لهم مختلف أبوابها أكثر من تربتهم الأولى، بالتأكيد هناك مشاهد وممارسات لا أتفق معها لكن هذا لا يعطي الحق بذبح المدينة، وإنما يعطي دافع للإشتباك البنّاء مع المؤسسات المختلفة من أجل التغيير المتراكم لما له مصلحة المواطن، وهذا ما يحدث بشكل صحي ودائم مع المحافظة، البلدية، شرطة المرور، المحلات التجارية ، المؤسسات الثقافية.
أستطيع أن أفهم وأتفهم بأن رام الله تتحمل المشروع السياسي وتبعياته، والإقتصادي وتبعايته، والثقافي وتبعياته، والإجتماعي وتبعياته، لكني لا أستطيع أن أفهم وأتفهم كيف على رام الله أن تتحمل من يعيش بتناقض مع ذاته فكراً وممارسة، ويحملها مسؤولية مشاربه الفكرية المتذبذبة بناءً على مصالحه المادية!