الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجريمة والعدالة والعرف والقانون

نشر بتاريخ: 05/09/2018 ( آخر تحديث: 05/09/2018 الساعة: 13:02 )

الكاتب: المحامي امجد الشلة

كل كلمة من هذه الكلمات الأربع يستطيع كل واحد منا ان يكتب بها كتبا ومجلدات وهناك فعلا موجود وكل واحد فينا يستطيع ان يتكلم عن كل كلمة من الكلمات الأربع لساعات وايام وهذا فعلا موجود.
فلسطين اليوم ليست كالأمس، فلسطين اليوم وبالرغم من وجود بعض انواع الحداثة والتطور ومحاولة الوصول الى مجتمع خال من الجريمة وفيه عدالة مجتمعية الا انه ولغاية اللحظة لم يستطع هذا المجتمع تطبيق او حتى السير بالطريق الصحيح والقويم لغايات الوصول الى عدالة مجتمعية ولو بحدها الأدنى... 
الكثير منا يتحدث عن ظاهرة انتشار المخدرات واخرون يتحدثون عن انتشار الجرائم الالكترونية واخرون يتحدثون عن جرائم قتل ولكن الجميع وبإجماع يجتمع على ان مجتمعنا اصبح يعاني من ظواهر انتشار الجرائم بمختلف اشكالها والوانها وأنواعها وبشاعتها حتى بالبشاعة الجرمية نكاد نتميز.
اذا أردنا الحديث عن الأسباب فأنا وانت عزيزي القارىء سنمضي اياما وشهورا ونكتب كتبا حول أسباب انتشار الجريمة وبذات الوقت وبنفس الحال والاوصاف اذا أردنا ان نتكلم عن العلاج سنكتب ونمضي اياما وشهورا وكتبا ومقالات حول العلاج وسنتفق ونختلف ولكننا جميعنا مشخصين للحالة.
البعض يحمل المسؤولية للقانون واقصد القانون ذاته وبنصوصه ومواده واخرون يحملون القائمين على تطبيق القانون من اجهزة امن وقضاء ونيابة وحكومة وأصوات تنتشر لتقول الفيس بوك والتويتر والواتس والفايبر والسناب شات وغيره الكثير من هذه الوسائل.
قد يكون القانون بحاجة الى تطوير صحيح ولا بد من اجراء تغييرات وتعديلات على نصوص ومواد القانون وكذلك العاملين على تطبيق القانون ولا تتبرأ الحكومة ايضا واعلى رأس الهرم لان دورهم يندرج تحت إطار غياب العدالة المجتمعية وعدم العمل عليها.
ولكن علينا ان نضيف ايضا الدور السلبي لاصحاب الجاهات والواجاهات والعشائر والدية وغير ذلك.
ولكن سيدتي وسيدي
نحن نعاني بالدرجة الاولى من غياب للاخلاق أصبحنا لا نتحلى بالحد الأدنى من الأخلاق حتى في مراعاة المرور والسير ما الذي يضير ان تقف لثوانٍ او دقيقة لتمرير سيارة ترجع الى الخلف ما الذي يضير ان يكون كل منا شرطي يكافح جريمة قبل وقوعها؟ هل المجتمع وتقدم المجتمعات وتقدم الأفراد يكون من خلال الشهادات الجامعية مثلا او من خلال مسميات وألقاب نحملها هنا او هناك او من نوع الهاتف او السيارة او الفيلا او المكتب او مكان العمل او المدرسة حتى بالعشائر اذا كان الشيخ فلان والوجه العشائري علان ؟؟؟؟؟
ليس هكذا يا سادة تبنى المجتمعات ولا هكذا يكون تقدم الأفراد او تمايزهم، أصبحنا نسمع عن أبشع الجرائم في مجتمعنا فقط خلال اقل من شهر، مطلوب الردع والعقاب وعدم التهاون لا لتدخل العشائر الا بعد عام او عامين او ثلاثة ولا يكون الا فقط لغرض تحقيق المصالحة والصفح والعفو وليس لان يكون محل القضاء ومطلوب اليوم من كل الأحزاب والتنظيمات ان يكون لها برنامج اجتماعي او مجتمعي تخاطب به عقول الناس والمواطنين.
مطلوب من الوزارات والمحافظين واجهزة الأمن جميعهم العمل على أمرين مكافحة الجريمة وانتشارها واسناد القضاء كجهاز وسلطة وكأفراد وإسناد الشرطي ورجل الأمن الذي يسعى لحماية الأمن وليس لتجاوزه بل محاسبة من يتجاوزه والامر الثاني البدء في المصالحات المجتمعية والحد من قصص الثأر وغيرها ودراسة كل بلدة وكل قرية وكل مخيم عن أسباب انتشار جريمة شرف مثلا في هذه البلدة وانتشار ظاهرة إطلاق نار في هذا المخيم وانتشار ظاهرة قتل في هذه القرية.
بالنهاية والتي هي بداية "الأخلاق هي ما تميزنا ونتمسك بها ونتغنى بها ونتمايز بها ومعيار التمايز والتفضيل يكون بما يحمل كل منا من اخلاق".