الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالتي إلى الفصائل... الحقوا أنفسكم قبل فوات الأوان

نشر بتاريخ: 11/09/2018 ( آخر تحديث: 11/09/2018 الساعة: 11:12 )

الكاتب: نضال خضرة

كل بداية ولها نهاية ولكل أجل كتاب هذا يؤخذ على البشر ويؤخذ أيضاً على الدول والممالك والأحزاب والجماعات، باستثناء الأديان لأنها معتقدات إيمانية متجذرة في الأرواح وحاجة إنسانية تتوارث من خلال الإنسان ومستمرة مع بقاء استمراره، بإستثناء بعض الكيانات من ممالك ودوّل استمرت لفترات طويلة من الزمن وهذه الإستثناءات كانت بسبب مواكبة حركة التطور الحضاري والعلمي والبحث عن المعرفة ومصادرها ومعالجة الداء الذي ينذر بإنتهاء هذه الكيانات من خلال الدواء المذكور أعلاه بإستثناء الحماقة والمكابرة كما قال المتنبي
لكل داءٍ دواء يستطب به 
إلا الحماقة أعيت من يداويها

ان كل من يواكب المعرفة ويجاري حركة التطور وحركة الزمن سيبقي، والعكس صحيح، بعد ما يقارب أكثر من خمسين عاما من النضال الوطني بفعل هذه
الأحزاب أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها فشلت مجتمعة في الحصول على الحد الأدنى من حقوق شعبنا قياساً في التضحيات والنتائج، ولم تستخلص العبر من خلال كل التجارب التي تعرضت لها أثناء مسيرتها ولم تقم بمراجعات حقيقية وفعلية تتناول سبب هذا الفشل المتراكم برغم إدعاء البعض بذلك، إلا أنه إدعاء زائف ومازلوا مكابرين غير آبهين بحالة التراجع التي تسببوا بها وباتت تهدد حتى وجودهم....
يدركوا بأن العلاقة الباقية بينهم وبين ما تبقى من أتباعهم علاقة جزء منها نفعي قائم على المصلحة وجزء منها له علاقة في الإنتماء الحزبي الأيديولوجي القائم على قلة النضوج وغياب الوعي وهذه الفئات باتت مكشوفة وأصبحت قلة في ظل إنتاج شعبنا لأكثر من جيل أصبح لا يؤمن بكل ما هو موجود إضافة للقوة الكامنة والصامتة..
أتوقع أن لا يلقى مقالي هذا استحسان الكثيرين لأنه لربما يمس معتقداتهم السياسية وعواطفهم ومن الممكن أن يتعرضوا لي ويتهمونني بالتآمر والخذلان والادعاء بسبب المصالح والإنتماء الذي غيب العقول وأنتج أفكار سطحية ليس لها عمق وليس لها علاقة في قراءة الواقع، وليس لها علاقة في البعد الأستراتيجي لمستقبل القضية الفلسطينية لذلك... المنطق يؤكد أن هذه الأحزاب والجماعات النمطية والتقليدية المتأخرة في مواكبة حركة التطور ستنتهي وستغادر إن لم تعيد إنتاج ذاتها وتطوير برامجها بما يتناسب مع فقه الواقع الإجتماعي والسياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي، وإن إستمرت هذه الأحزاب والجماعات بشكلها الحالي بدون تحديث لن يكون لها مستقبل ولن يكون له تأثير في المستقبل القريب، في ظل حركة التغيير التي بات من الواضح بأن شعبنا لم يعُد متقبلا لفكرة المفاوضات مع الإحتلال بشكلها الحالي المهين ولم يعد يؤمن في أساليب النضال المتوفرة بما فيها المقاومة بشكلها الحالي
ولم يعد متقبلا لفشل هذه الأحزاب وهذه الجماعات بتحقيق الوحدة الوطنية، ولم يعد فشل الأحزاب بعدم إبتكار وإنتاج أساليب نضالية تراعي موازين القوى وتحاكي فقه الواقع السياسي والاجتماعي مبرراً لدي هذه الأجيال الناضجة... حتى هذه الأحزاب فشلت في ظل حركة التطور في العمل على تعزيز دور المرأة
والشباب في المشاركة السياسية وإعطائهم فرصة التقدم في القيادة من أجل تحديث وتطوير الحركة الوطنية وأساليب نضالها،
إن قمة الفشل الذريع لهذه الأحزاب والجماعات يكمن في الادعاء بعدم وجود خيارات وبدائل وهذا يدلل على حالة الشيخوخة السياسية التي أصابت هذه الأحزاب والأخطر من ذلك المكابرة وعدم الإعتراف بهذا العجز... 
ملاحظة: المؤسف بأن أحد أهم الإبداعات في تطوير حركة النضال ضد الاحتلال لم تكن من إنتاج هذه الأحزاب والجماعات ومنها وليس حصراً حركة مقاطعة إسرائيل BDS التي يقودها بعض الوطنيين الفلسطينيين وبعض اليهود اليساريين وقادة من مختلف حركات التحرر في العالم هذه الحركة الوطنية حققت نتائج عظيمة وأصبحت تشكل خطر إستراتيجي علي الإحتلال بدون أي عنف يذكر، وبدون أي تكلفة مع تحقيق إنجازات كبيرة بتوازي مع التكلفة.
الحالة الفلسطينية لم يبقَ منها ينبض سوى رحمها الذي يحتاج لنطفة جديدة طاهرة لتكن بذرة صالحة متقدمة في الوعي النضالي والوطني لتستطيع إقناع هذه الأجيال التي لم تعد تؤمن في كل هذه الاحزاب والجماعات تؤكد حركة التاريخ عندما تتوالى الإنهيارات والنكبات السياسية يكون ذلك أحد العوامل المساعدة في قيام حركات التصحيح والساحة الفلسطينية أصبحت تنتظر وفاتحة ذراعيها لأي حركة إعتراضية تصحيحية تأخذ على عاتقها تصحيح مسار القضية الفلسطينية.