الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرسالة السياسية للمملكة الأردنية بعيد الانسحاب من "الباقورة والغمر"

نشر بتاريخ: 21/11/2018 ( آخر تحديث: 21/11/2018 الساعة: 14:16 )

الكاتب: وسام شبيب

أصدر الملك عبد الله الثاني قرارا انتصر فيه للأردن والأردنيين، لقد قامت المملكة الأردنية الهاشمية مؤخرا بإلغاء جزء من معاهدة السلام المبرمة بينها وبين إسرائيل، والمتمثلة "بصفقة" وقعت عام 1994، تتيح لإسرائيل استئجار أراض أردنية في البلقورة والغمر، لمدة 25 عام قابلة للتجديد، ما لم يختار احد الطرفين إلغاء هذه الصفقة.
قال جلالة الملك عبد الله الثاني: "لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام انطلاقا من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين". بدورهم عبر الأردنيون عن فرحهم بهذا القرار التاريخي.
المملكة الأردنية الهاشمية ساندت وآزرت ودعمت القضية الفلسطينية. الموقف السياسي للأردن تجاه القضية الفلسطينية موقف واضح وداعم لإحلال سلام عادل وشامل في المنطقة، بمفتاحه الأساسي، الا وهو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية و حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
من الهام جدا فهم الرسالة السياسية للمملكة الأردنية الهاشمية بإلغاء جزء من معاهدة السلام مع إسرائيل، في وقت تمر به القضية الفلسطينية بأخطار محدقة، هذه الأخطار المحدقة لها تداعياتها إقليميا ومحليا على الشرق الأوسط برمته، فمفتاح الأمن والسلم في الشرق الأوسط هو الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، بناءا على قرارات الجمعية العامة و مجلس الأمن.
أتت الخطوة الأردنية ردا على الانحياز الأمريكي التام لإسرائيل بما يخص القدس واللاجئين الفلسطينيين. فبعيد خمسة وعشرون عام من توقيع اتفاق أوسلو على كوشنير بان يدرك وكامل الإدراك بان سياسية العقاب الجماعي التي انتهجها ضد الفلسطينيين لن تفضي لعملية سلمية.
ففي 24/08/2018 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها خفضت المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والضفة الغربية بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، بعد أسبوع مباشرة سحبت الولايات المتحدة الأمريكية 350 مليون دولار أمريكي من وكالة ألأمم المتحدة "الانروا" . 09/09/2018 سحبت الولايات المتحدة الأمريكية 25 مليون دولار كانت مخصصة لأغراض طبية في القدس الشرقية.
14/09/2018 الغي ترامب 10 ملايين دولار كانت مخصصة لبرامج توطيد سلام بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، كما أمر بإغلاق مكتب ممثليه منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.الوسيط العقاري والشاب اليافع "كوشنر" ووالد زوجته "ترامب" قررا وبكل بساطة معاقبة الشعب الفلسطيني و ابتزازه ماديا، دون أي مسوغ أخلاقي أو قانوني.
مما لاشك فيه أن الرعب الأكبر لدولة إسرائيل الا وهو قضية اللاجئين الفلسطينيين أي مهجري عام 1948، فتعدادهم الآن زهاء ال7 مليون لاجئ. نيابةً عن إسرائيل، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ترفض جملةً وتفصيلا تعريف “وضع اللاجئ”، على العلم أن برتوكولات اللاجئين الدولية تعترف بوضع اللاجئ هو وأبنائه. عدم الاعتراف “بوضع اللاجئ” من قبل الإدارة الأمريكية هدية لا تقدر بثمن من قبل الإدارة الأمريكية لدولة إسرائيل، لان “الرعب الأكبر” لإسرائيل هو حق عودة زهاء 7 مليون لاجئ فلسطيني لدياره.
إسرائيل انتهكت اتفاق السلام مع الأردن، ففي عام 2014 قتلت إسرائيل قاضي أردني و في عام 2017 قتلت إسرائيل اثنين من المواطنين الأردنيين داخل سفارتها. تظاهر الآلاف من المواطنين الأردنيين أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ضد قرار ترمب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس و الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل...
مما لاشك فيه أن الشارع الأردني غير راض عن سياسية الولايات المتحدة الأمريكية بما يخص القضية الفلسطينية وأضحى الشارع الأردني مستأ من سلوكيات إسرائيل العنصرية. فمؤخرا قامت نقابة المحامين الأرديين بإرسال تحذير رسمي للحكومة الأردنية داعيتا إياها لإلغاء بنود معاهدة الباقورة و الغمر قبل التجديد التلقائي لهذه الاتفاقية، والحد من التمثيل الدبلوماسي مع تل أبيب.
الرسالة السياسية من عمان لتل أبيب ومفادها، ان الأردن لا يريد بأي حال من الأحوال حل مشاكل سياسية شائكة على حسابه، كما لا يريد الأردن إعفاء إسرائيل من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين بالأخص القضايا السياسية الشائكة آلا وهي : القدس و اللاجئين و الحدود، في وقت يمر به الشرق الأوسط بمشاكل عصيبة نتيجة "للربيع العربي"، فمفتاح السلم والأمن في الشرق الأوسط آلا وهو حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بمفتاحه الأساسي آلا وهو قضية اللاجئين الفلسطينيين.

[email protected]