الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أين أخطأ الفلسطينيون؟

نشر بتاريخ: 14/01/2019 ( آخر تحديث: 14/01/2019 الساعة: 14:10 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا شك اننا ما نزال تحت حراب الاحتلال في كل فلسطين بدون استثناء، كان لنا المواجهات بمختلف انواعها سواء العسكرية والشعبية او مفاوضات السلام، ولا شك انه حدث اخطاء لكوننا ما نزال تحت الاحتلال، فوجودنا تحت الاحتلال وتحكمه ما يزال في مساراتنا المختلفة وهو الذي يقتل ويجرح ويأسر ويهدم كل يوم ويقصف في غزة دون مواجهة لرد حقيقي، يفرض علينا مراجعة انفسنا بتمعن.
احتلال رام الله وكافة المدن وقصف غزة، يؤكد ان الاحتلال لا يزال موجود فوق الارض ويؤكد ان امامنا الكثير لكي يعمل ونخرج منه بسلام او نتائح ترضي الجميع او البعض، وكذلك تراجع المواقف على مستوى العمل العربي او الدولي دون احداث خرق جديد لصالحنا يحتم علينا مراجعة الامور والعودة بها الى مربع يمكن العمل بموجبه لتصحيح الامور وعودتها الى ظلال الرؤية والعمل الفلسطيني.
في مجلة الشؤون الفلسطينية والتي صدرت في سنة 1993 في عددها الثالث من نفس العام، نشرت رؤية اسرائيل لامنها في المنطقة، وقد كان الامر مكتوبا ولدرجة ان تطبيقه على الواقع الفلسطيني يتكامل الى درجات عالية في الانطباق، فاسرائيل لا تجد في اي تفاهمات او اتفاقيات سوى ما يخدم امنها بدرجة كبيرة، ولا ترى في الامر الا خدمة لمصالها ولذلك تتحدث عن اجهزة الامن الفلسطيني لغايات اغراض مدنية فقط وهو ما لا يجب تحميل الاجهزة فوق طاقتها، وقد كان الفلسطينيون انذاك يعلمون هذا الامر وفي التحرك بالانتفاضة الثانية وتصدي الاجهزة للاحتلال تم تدمير كل شىء حتى مقر المقاطعة.
منذ سنوات الاحتلال يدخل منطقة سيادة اوسلو او القيادة الفلسطينية وفي رام الله وهذا مكرر في كل المناطق الفلسطينية وربما بتنسيق امني، وبالتالي هو ليس واجب وفق الاتفاقيات ولكنها مسألة هل هناك امن فلسطيني قادر للتصدي الى الجنود الصهاينة؟ بكل صراحة نقول انه ليس هناك امن ليفرض قوته الامنية ضد الاحتلال ومنعه من الوقوف في وجهه، انما يمكن بان يكون هناك شباب بواسطة الحجارة على غرار الانتفاضة الاولى، او ان يكون هناك خلايا مسلحة وفق القانون الدولي وعلى اساس ان الارض ما تزال محتلة، وفي غزة شانهم مختلف من ناحية القوة العسكرية للفصائل وبالتالي فان الامر مختلف نوعا ماء.
وعليه، وكون ان الامور لا تسير في اتجاهها الصحيح، فان الامور ترافقها اخطاء حصلت هنا وهناك واكبر هذه الاخطاء هو الانقسام الفلسطيني الذي يتطور الى الصعب والاصعب بل الى دمار قد يكون تكلفته باهضة في المستقبل ان لم يتم تدارك الامور، وبالتالي يتوجب البحث عن مساع حقيقية لتدارك الامور وتوحيد الموقف لمواجهة الاحتلال وفق رؤية وطنية بعيدا عن الانعزالية والفصائلية، لان فلسطين اكبر من الجميع.