الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

التصعيد في غزة ومأزق نتنياهو

نشر بتاريخ: 16/11/2019 ( آخر تحديث: 16/11/2019 الساعة: 20:45 )

الكاتب: سمير عباهره

لم يكن اعلان الحرب على قطاع غزة مفاجئاً للكثير من المراقبين والمحللين والمتابعين للمشهد السياسي المحلي والاقليمي حيث ان التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة لغزة لم تنقطع في حسابات نتنياهو الذي يعيش المأزق بكل جوانبة السياسية والقضائية والذي يحاول من خلال هذه التطورات الخروج من عنق الزجاجة بعد ان فشل مرتين في تشكيل حكومة بلاده حتى بات مستقبله السياسي معرضا للخطر بعد بروز قوى مناوءة له ومؤثرة في المشهد السياسي الاسرائيلي.
وهكذا توجه نتنياهو لفتح جبهة جديدة في قطاع غزة بعد الجبهات التي فتحتها إسرائيل عامي 2008 و 2012 وخاصة ان موقف نتنياهو كان يذهب الى عدم التورط في حرب في القطاع وأبقى الباب مفتوحا امام عمليات نوعية تستهدف ما اسماهم " مطلقي الصواريخ والمجموعات الارهابية". وكان يخطط فقط لضربات جوية يستخدمها من اجل تحقيق أهدافه.
فقد وجد نتنياهو نفسه يصارع من اجل البقاء على رأس الهرم السياسي ويبحث عن طوق نجاه من اجل بلوغ اهدافه فهو لم يستطع ايقاف التطورات السياسية التي احدثت انقلابا على الخريطة السياسية والحزبية الاسرائيلية مع ظهور قوى اخذت تنافس حزبه على قيادة دولة ورأى نتنياهو ان الطريق الى تشكيل حكومة وبقاءه ملكا لاسرائيل يمر عبر بوابة غزة من خلال شن حرب جديدة على القطاع من اجل القضاء على "الإرهاب".
ردود الفعل الدولية على التصعيد الإسرائيلي في القطاع سيشجع نتنياهو على الاستمرار في حملاته ، حيث ان المواقف الأوروبية والأمريكية تركزت في مجموعها على إدانة إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، عدا بعض الأصوات التي خرجت تدين إسرائيل والتي لم تؤثر في الرأي العام الدولي رغم ان فظاعة المشهد وتورط إسرائيل في قتل الأطفال والمدنيين يحتم على الأسرة الدولية التدخل لوقف العدوان لكن وبدلا من ذلك ذهب البعض للدفاع عن صورة اسرائيل واعتبارها ضحية "للارهاب" الفلسطيني حتى ان عضو الكونغرس الامريكي الجمهوري راندي ويبر عبر تويتر قال: إسرائيل تتعرض لأعمال وحشية على يد الجهاد الإسلامي، والولايات المتحدة لن تقف صامتة بعد اليوم وعلى وسائل الإعلام العالمية أن تسلط الضوء على هذه الجرائم.
الاعتداءات الوحشية الاسرائيلية ضد المدنيين العزل وسقوط الاعداد لم تغير الكثير من المواقف الدولية بل بقيت هذه المواقف تعتبر اسرائيل الضحية وغزة هي المعتدية وهذا الصمت الدولي والإقليمي وهذه الهبات من قبل مؤيدي اسرائيل في الولايات المتحدة سوف تدفع اسرائيل للاستمرار بخرقها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والاستخفاف بالمجتمع الدولي
نتنياهو من مصلحته إطالة أمد الحرب التي يرى فيها وسيلة لخلاصه من الأزمات التي فرضت نفسها على المشهد السياسي في إسرائيل بعد مجموعة من الأحداث التي أثرت في ذلك المشهد وتسببت في خسارة نتنياهو كثيرا من أسهمه حتى ان النظام السياسي الاسرائيلي بات معرضا للانهيار.