الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

هيئة الأعمال الإمارتية، علامة فارقة في العمل الخيري في فلسطين

نشر بتاريخ: 18/03/2020 ( آخر تحديث: 18/03/2020 الساعة: 23:27 )
هيئة الأعمال الإمارتية، علامة فارقة في العمل الخيري في فلسطين
الكاتب: ناصر دمج

تبرز كالقبس المنير، أنشطة وفعاليات هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين، عندما تدلهم الخطوب وتشتد التحديات ويعلو موج المحن العاتية، ما يسمح لنا برؤية المعدن الأصيل لهذا الكيان الخيري، الذي لا يبتغي من وراء ما يقوم به سوى رضى الله وإدخال البهجة والسرور إلى قلوب من يحتاجون دعمه من أبناء شعبنا المكافح.

رأينا ذلك من هيئة الأعمال الخيرية الإمارتية، عندما هبت دون أن يطلب منها أحد، لنجدة شعبنا في مخيم جنين بعد اجتياحه وتدميره من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 2002م، وتقوم بالعمل النبيل نفسه الآن، بينما يكابد شعبنا ويلات الجاحة الكونية بتفشي فايروس كورونا.

وما بين ذلك وذاك، نفذت آلاف المبادرات الخيرية لصالح شرائح متعددة من فئات مجتمعنا المقاوم، في المدن والمخيمات والأرياف ومضارب البدو، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.

وهو دور ينبغي لنا مقابلته بمزيد من الشكر والثناء لرجال شرفاء؛ وسواعد من فولاذ عملوا بقيادة رجل نبيل اسمه "إبراهيم راشد" بلا كلل أو ملل وعلى مدار عقدين من الزمن.

وهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، هي كيان خيري خالص لا يتطلع للربح المادي أبداً، تأسست في عام 1984م، في دولة الإمارات العربية المتحدة، معتنقة العمل الخيري كمبدأ وطريقة عمل.

باشرت عملياتها في فلسطين مطلع عام 1989م، وترسخ دورها مع تصدرها لعبء الجهود التي بذلت لإعمار مخيم جنين بعد تدميره من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 2002م.

بعد ذلك، اتسع نطاق أعمالها على هدى رسالتها ورؤيتها، القائمتين على مدي يد العون لكل من يحتاج للمساعدة في فلسطين، للمساهـــمة في تحسيـــن ظروف شعبنا، من خلال برامجها الإغاثية والصحية والتعليمية والاجتماعية التنموية الهادفة إلى تطويــر وتــنميـــة وتحسيــــن الظــــروف التعليــمية والصحيـــة والاجتماعيـــة والاقتصاديـــة والبيئيـــة في المناطق الفلسطينية.

في عام 2009م، تم تسجيل الهيئة لدى وزارة الداخلية كمنظمة دولية تحت رقم (F-0128-QR) لتسهيل مهامها في دولة فلسطين، سيما تجاه الفئات الضعيفة وتنمية المناطق المهمشة وكفالة الأيتام، وتعد الهيئة أكبر كافل للأيتام في فلسطين، لأنها تكفل أكثر من 23000 يتيم من كافة المحافظات.

إلى ذلك، تنفذ الهيئة آلاف الأنشطة والفعاليات في سجل خال من الأخطاء، شأنها في ذلك شأن النحلة التي تأكل طيباً وتترك أثراً طيباً عذب المذاق وعظيم الفائدة.

إلى أن ابتلى الله عز وجل شعبنا مع سائر شعوب الأرض بفايروس كورونا القاتل، فأظهرت الهيئة عزمها المعتاد في بلسمة الجراح، وهي تجول الديار باحثة عن المحتاجين للعون والمساعدة الكريمة.

فاعلنت على لسان مفوضها "إبراهيم راشد" عن تفرغها التام لمساعدة شعبنا في بيت لحم، فكانت من أول المؤسسات العربية والإسلامية التي استجابت لنداء مؤسسات وفعاليات محافظة بيت لحم.

فاعتمدت ضمن هذه الاستجابة سلسلة من المبادرات والبرامج الهادفة إلى إغاثة سكان بيت لحم بالتعاون مع مؤسسات وفعاليات المحافظة، وعلى رأسها محافظ بيت لحم ومديرية التنمية الاجتماعية ولجنة الزكاة المركزية.

وأبقت طواقمها في حالة استجابة على مدار الساعة لنداءات المواطنين والمؤسسات الشريكة، ووزعت على المؤسسات والمراكز الإيوائية كميات كبيرة من المواد اللازمة لأغراض التعقيم والكمامات، وعلى الطواقم الإعلامية التي تواجدت أمام فندق إنجل، وعلى المواطنين المنتشرين في الشوارع، والأشخاص المحجورين داخل الفندق، وعلى نزلاء وموظفي الجمعية الأنطونية، وجمعية القديس نيقولاس، ومؤسسات يميمة، وبيت الرجاء، ودار رعاية الفتيات، ومديريتي التنمية الاجتماعية والشؤون المدنية، بهدف التخفيف من معاناة المواطنين وتعزيز صمودهم وثباتهم.

كما قدمت الهيئة جهاز قياس لدرجات الحرارة من نوع "أنفراريد" إلى المصابين داخل فندق أنجل، وسلمت مئات العبوات من معقمات الأيدي للجنة زكاة بيت لحم، تم توزيعها على قوات الأمن الوطني، والفرق الطبية التابعة لمديرية الصحة، والمواطنين، وجهاز المخابرات العامة، وأفراد الأجهزة الأمنية المنتشرين على الحواجز في المحافظة.

كما قدمت الهيئة الطرود الغذائية للمراكز الإيوائية والعائلات الخاضعة للحجر الصحي المنزلي، وسلمت إدارة المستشفى الخاص بحالات الإصابة بفيروس "كورونا"، والمركز الوطني الفلسطيني للتأهيل، مواد خاصة بتعقيم المرافق الطبية، في وقت سلمت فيه المئات من صناديق المياه لمديرية الصحة بهدف توزيعها على الفرق الطبية العاملة في المحافظة.

كما خصصت الهيئة (700000 شيكل) لدعم الأيتام في محافظة بيت لحم، ضمن خطتها المعلنة لدعم وتمكين شعبنا في محافظة بيت لحم، الأمر الذي سيساعد الشرائح المجتمعية المهمشة والضعيفة، وتحديداً الأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة، والحالات الاجتماعية، والأسر الفقيرة، بما يساعدها على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، ويسهم في توفير سبل العيش الكريم في ظل حالة الطوارئ التي تمر بها دولة فلسطين عموماً، ومحافظة بيت لحم خصوصاً.

أخذين بعين الاعتبار، أن دور الهيئة يتعدى تقديم المساعدات النقدية والعينية للأيتام، إلى رعايتهم مع أمهاتهم من كافة الجوانب، بما فيها الصحية والثقافية والاجتماعية وتنمية موارد أسر الأيتام وتنمية مواهبهم وملكاتهم الفردية.

بوركت السواعد التي تعطي، وبورك شعبنا الصامد الصابر وحماه الله عز وجل من كل سوء ومكروه، وبورك من يحيي هذه العبادة، وهي التراحم والعطف بين العباد ورحمة المحتاجين، ومساعدة المعوزين، والبذل للفقراء والمساكين، ومواساة المؤمنين؛ إنها عبادة (صناعة المعروف) وبذل الخير للغير في السر والعلن، إنها صنائع المعروف، وما أدراك ما صنائع المعروف؟! كل نفع متعدٍّ وبذل مجدٍ، أبوابها متنوعة ونوافذها متعددة؛ كشف كربة، وإطعام وصدقة، وسقاية ماء وشفاعة وسداد دين وإعانة، إصلاح بين المتهاجرين، وحسن معاملة وعيادة مريض، أو تشييع جنازة، والله من وراء القصد.