السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المقدسي تدعو إلى توحيد الجهود ومناصرة قضايا الأسرى على المستوى الدولي

نشر بتاريخ: 17/04/2011 ( آخر تحديث: 17/04/2011 الساعة: 14:51 )
القدس -معا- دعت مؤسسة المقدسي كافة الأطر والمؤسسات إلى توحيد الجهود لمناصرة قضايا الأسرى وحقوقهم على المستوى الإقليمي والدولي، والعمل على الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح كافة الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، وتسليط الضوء على جرائم التعذيب التي يعاني منها الأسير المقدسي داخل سجون الاحتلال وما يليها من الآثار النفسية التي يخلفها التعذيب. ويعاني أسرى القدس المحتلة الأمرّين وذلك باستثنائهم من عمليات التبادل ومعاملتهم من قبل الاحتلال على أنهم "خائنين للدولة" فضلا عن حرمانهم من الامتيازات التي يستحقها باقي الأسرى الفلسطينيين نتيجة للاتفاقيات المبرمة.

ويرزح 203 أسير مقدسي في سجون الاحتلال أغلبهم في سجن جلبوع؛ منهم ست أسيرات، و43 أسيرا من الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل أتفاق أوسلو عام 1993، وهناك ثلاثة أسرى مقدسيين في زنازين العزل الانفرادي منذ أكثر من سبع سنوات، و70 أسيرا مقدسيا محكوما عليهم بالسجن مدى الحياة، وقد يختلف الأسرى في أسباب أسرهم أو حتى سنوات اعتقالهم لكنهم جميعا يتعرضون لنفس أساليب التعذيب، فقد ذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي بأن الهدف من التعذيب ليس الحصول على المعلومات فقط، بل هو تدمير الفرد وتحطيم شخصيته وكسر معنوياته، لنشر الرعب والخوف وسط المجتمع من خلال تدمير العلاقات والتوقعات وصورة الفرد عن ذاته، خاصة حينما يعتقد المعتقل بأن هدف التعذيب هو إعطاء معلومات معينة ترتبط بأنشطة أشخاص في المجتمع.

ويعيش الأسير معاناة التفكير بموعد التحرير كما يتمنى البقاء على قيد الحياة، أو يحاول تحويل الأسر لشيء يمكن تحمله ولكن للأسف بعد فترة من الأسر يصبح السجّان الأكثر قوة والأكثر تأثيرا في حياة الأسير بحيث تتبلور نفسيته على يد سلوكيات ومعتقدات السجّان. وقسمت أنواع التعذيب إلى ثلاثة أقسام أولاً التعذيب الجسدي والذي يعنى بتعريض الأسير إلى كميات مختلفة من الآلام الجسدية مثل (الضرب، التعليق، الشبح ، ثلاجات الزنازيل ،الصدمات الكهربائية، الرش بالمياه الباردة أو الساخنة...)، ثانياً التعذيب النفسي من خلال تحطيم آليات الدفاع النفسية عند الأسير مثل (العزل لفترة طويلة، التحقيق المتعب والمستمر، التهديد المزيف بحكم الإعدام، مشاهدة تعذيب آخرين...)، ثالثا التعذيب الجنسي والذي يقوم بتشويش الوظائف الجنسية المستقبلية مثل ( إشراك الأسير وإجباره للقيام بعلاقات جنسية مهينة...).

وفي أثناء قيام محاميّ مؤسسة بزيارة الأسرى المقدسيين يتم تعبئة استمارة تهدف إلى تحديد احتياجات الأسرى وذلك لتحسين ظروفهم من خلال توفير دفاع قانوني لهم أمام مختلف المحاكم الإسرائيلية، بالإضافة إلى التعرف على الوضع النفسي للأسير عن طريق الإجابة على أسئلة تفحص مدى إصابة الأسير بأي أمراض نفسية، إذ قامت المؤسسة بزيارة أكثر من مائتي أسير وأسيره، ومن هنا بدأ التحليل الإحصائي لتلك الاستمارات بحيث تبين أن أكثر من نصف الأسرى الذين تمت زيارتهم يعانون من متلازمة التعذيب الموصوفة باضطرابات نفسية مزاجية وسلوكية وذهنية وأعراضها تتمثل بآلام بالرأس ودوار، وإضطراب في النوم، وكوابيس، وإرتجاج، وعدم هدوء، وإنسحاب، وعنف، وإندفاعية، ومحاولات إنتحار، وعدم قدرة على التركيز، وصعوبات في الإنتباه، وفقدان لذاكرة في بعض الأحيان، بالإضافة الى قلق وغضب وفوبيا (خوف شديد من السجان)، كما تبين أن 15% منهم مصابين بأعراض الصدمة النفسية والتي تضم في طياتها ثلاث عوارض أولها عوارض إقتحامية من تخيلات وأحلام، وضغط نفسي قوي، وثانيها عوارض إمتناعية منها عدم مواجهة الأفكار، وعدم القدرة على تذكر تفاصيل مهمة من جريمة التعذيب التي تعرض اليها، والشعور بالغربة وعدم التواصل والإحساس بعدم وجود مستقبل، وأخيرا عوارض إستثارة زائدة أي إفراط في رد فعل (النقز).

كما لوحظ أيضا أن نسبة 3% منهم يطورون أعراضا فصامية بحيث يقوم المريض بسلوكيات غريبه مثل اتخاذ أوضاع غريبة أو تغير تعاليم الوجه بشكل دائم ومفاجىء، أو حتى القيام بحركات لا معنى لها بالإضافة الى سماع أصوات غير موجودة والتكلم مع الذات بصوت عالي بإستمرار. كل هذه الأمراض النفسية تختلف حدتها ونسبتها بين أسير وآخر حسب العمر، والمدة التي قضاها الأسير في السجن بالاضافة الى العامل الجيني والثقافة وغيرها، وكنتيحة متوقعه ستكون هذه الأمراض مرافقه لذلك الأسير حتى بعد تحريره، ومن هنا يجب الوقوف على هذه المشكلة كونها ستقف عائقاً أمام الأسير المحرر في أثناء مواجهته الحياة من جديد.

وبناء على إحتياجات تعافي الأسير المحرر من مخلفات التعذيب وآثاره تطمح مؤسسة المقدسي إلى فتح مركز متخصص لتأهيل الأسرى المحررين سواءً على الصعيد النفسي أو حتى على الصعيد المهني وذلك لدمجهم في المجتمع من جديد وخرطهم في سوق العمل ليكونوا أفرادا منتجين.