الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلّم لي على السفارة

نشر بتاريخ: 26/02/2020 ( آخر تحديث: 26/02/2020 الساعة: 12:33 )

الكاتب: السفير منجد صالح

يوم الخميس الماضي ذهبنا صباحا، بناء على موعد مسبق، صديقي رئيس إتحاد الإقتصاديين الفلسطينيين، د. نبهان عثمان، وأنا، الى مقر راديو المؤشر، ذو الصبغة الإقتصادية، في مدينة رام الله، لإجراء مقابلتين بالبث المباشر مع الراديو. ولقد إستقبلنا الأستاذ كريم الأحمد، المدير العام، أحسن إستقبال وخاصة بالقهوة العربية "بالوش". قهوة لذيذة، مُنعشة وأخت الوقت كما وصفها الشاعر الفلسطيني المبدع محمود درويش.
أنهينا المقابلتين بثّا مباشرا، مع الإذاعي ذو الصوت الجميل الرخيم، عماد الرجبي، بودّ وسلام ووئام، ثمّ جلسنا، قليلا، "ندردش" مع المدير العام في مكتبه الملاصق لإستوديو البث، و"تلكّكنا" لبرهتين في المغادرة، الأمر الذي حدا ب كريم المضياف لدعوتنا على فنجان قهوة آخر، "قهوة مع السلامة". فقبلنا بكل ودّ وسرور إحتراما لمضيّفنا ورغبة في القهوة اللذيذة التي يُحضّرها "حضرة" المدير العام بنفسه.
في نفس اليوم بعد الظهر سافر د. نبهان من رام الله الى بلده، مسقط راسه سيلة الظهر، التي تمرّ منها في طريقك الى شمال الشمال نحو مدينة جنين القسّام ومخيم جنين الصمود، ومنها شمالا الى مرج ابن عامر حيث تجثم على طرفه بوداعة السيلة الحارثية. إذن لحسن حظّنا لدينا في محافظة جنين الأبيّة سيلتين: سيلة الظهر والسيلة الحارثية. ومثل هكذا ترادف في أسماء البلدات يكثر في بلادنا ومنذ زمن أوائل أجدادنا الكنعانيين.
في اليوم التالي، يوم الجمعة، يوم العطلة الرسمية في بلادنا، إستيقظ د. نبهان باكرا نشطا "ليُحطّب" من "حاكورة" بيته الفسيحة المليئة بأشجار الزيتون والتين واللوزيات والاسكدنيا والرمان. فهو عاشق للجلوس بجوار المدفأة، مدفأة الحطب في بيته القديم في البلدة العتيقة، الذي رمّمه و"زبّطه" وحسّن من هيئته وأنقذه من سقوط كان آيلا وشيكا ومحتملا. ويقول د. نبهان في معرض عشقه وحديثة عن بيته:
"نفضّت غبار التاريخ عن بيت والدي رحمه الله، بعد 25 عاما من الإهمال. لم أزيل شيئا ممّا تركه وأبقيت حبّه لكل ما هو قديم. والذي تربيت فيه تربية وطنيّة وأخلاقيّة اعتزّ بها، وفي ذات نفس البيت وأنا صغير كنت أستمع الى بطولات شعبنا في ثورة عام 1936، وبطولات عمومتي أمثال الشهيد القائد محمد صالح حمد غانم (أبو خالد)، رفيق الشهيد القائد الشيخ عزالدين القسّام، والشيخ عبد الفتّاح الحاج مصطفى غانم ، أبو عبد الله، قائد معركة بيت فوريك، ولا زال أهالي بيت فوريك يُطلقون على موقع المعركة "خلّة أبو عبد الله".
"وفي نفس البيت كانت تعقد إجتماعات ثورة عام 1936. وأنا صغير سمعت أن قرار إغتيال مسؤول شرطة الإنتداب البريطاني "حليم بسطة" إتّخذ في نفس البيت. وقد علمت أيضا في حينه أن القائد عيسى البطل من طيرة حيفا كان مختبئا مع أسرته فيه. وفي سنوات التسعينيات جاءت إحدى حفيداته من سوريا باحثة عن ذكريات جدّها وزارت البيت، كما زاره حفيد عزالدين القسّام، صديقي العزيز أحمد القسّام."
"وأنا صغير كنت أصغي بإهتمام وشغف لحديث الكبار، وكان والدي رحمه الله يحرص أن أتواجد في مجالس الكبار لسماع أحاديثهم وذكرياتهم عن مقاومة الإنتداب البريطاني والصهاينة. وفي نفس البيت كنت ارى دموع والدي وهو يتحدّث عن قيام والدتي رحمها الله بتهريب القنابل اليدوية والمسدّسات من حيفا، حيث كانت تخفيها في "مهد" إخوتي الأطفال الصغار عند المرور على حواجز شرطة الإنتداب البريطاني ... وكان والدي يؤنّب نفسه كيف كان يسمح لها بذلك؟ لأنها لو كانت قد إكتُشفت لكان الإعدام مصيرها".
"وفي طفولتي في نفس البيت سمعت لأول مرّة عن "معسكر الحبّانية" البريطاني في العراق أين كان الثوّار يستولون على السلاح البريطاني بمساعدة المناضلين العراقيين ويُهرّبونه الى فلسطين. وسمعت كثيرا عن ابطال الثورة أمثال ابو إبراهيم الكبير وأبو إبراهيم الصغير وعن شرطي فلسطيني من دار البرغوثي كان يُزوّد الثوّار بالمعلومات وبتحركات قوّات وشرطة الإنتداب البريطاني".
"وأنا صغير كنت أرى صورا كثيرة معلّقة على جدران البيت، وكان والدي يشرح لي عنهم ويقول إسمع جيّدا، هذه صورة عبد القادر الجزائري، وهذه صورة عمر المُختار، وهذه صورة سعد زغلول، وهذه صورة عزالدين القسّام، وصور غيرهم كثيرين كانت معلّقة أيضا. فهمت جيدا عندما كبرت ان الأبطال لا يموتون فهم مُخلّدون في الدنيا والآخرة".
"سعادتي لا تُوصف لأنني نفضت غبار التاريخ عن بيت والدي الذي يشهد على احاديث وقرارات قيادة ثورة ال 36 وفيه تربيت على حب الوطن والإخلاص لقضايا شعبنا وفيه صُقلت بالقيم والاخلاق والتواضع. رحمة الله عليك يا والدي ورحمة الله عليك يا والدتي."
آمين يا رب العالمين وعلى والدينا وعلى شهدائنا وأمواتنا واموات المسلمين أجمعين لهم الرحمة وحسن المقام، آمين.
أصطحب د. نبهان معه شابّا من أولاد عمومته كي يُعينه على قطع وقصّ و"تحميل وتنزيل" قطع الخشب، "القرامي"، غذاء المدفأة التي تحوُله الى دفىء و"كنكنه" وأكل "كستنه" في أيام وليالي الشتاء القارصة، تمرّ علينا هذه الايام. نحاول أن نستحمل ونتحمّل لسعة برودتها ونحمد الله على عطائه الهاطل علينا من السماء ماء مدرارا، وأن موجات الشتاء والمطر والبرد هذه قد حمتنا للسنة الثانية على التوالي من هجوم ملايين الجراد التي تكتسح بعض البلدان العربية والأفريقية، "فجراد صفقة القرن" يكفينا ويبلينا ويؤرّق أيامنا وليالينا.
مع إنتهاء "عملية التحطيب" المُضنية شعر الإقتصادي اللامع، الذي يسير حثيثا نحو السبعين قنديلا من عمره المديد بإذن الله، "بوعكة صحية" حادة في صدره، نقل على أثرها سريعا الى مستشفى جنين الحكومي، حيث تصادف، ويا لمحاسن الصدف، وجود د. حسام مساد، طبيب القلب البارع - يُداوم في رام الله ويعرف د. نبهان جيدا - لإجراء عملية لاحد المرضى في جنين.
فقدّم له الإسعاف اللازم سريعا وحولّه الى مستشفى الرازي حيث أخضعه لعملية قسطرة وفتح شرايين وعمل شبكية تكللت جميعها بالنجاح والحمد لله وكتب الله سبحانه وتعالا عمرا جديدا لرجل الإقتصاد بالخير والهناء ونال "منقذه" مختص القلب الحمد والثناء.
تواصلنا مع د. نبهان للإطمنان عليه وعلى صحته ولإمكانية زيارته في المستشفى، لكنه كان في قسم العناية الفائقة ولم يكن مسموحا زيارته وليس من الحكمة زيارته والإثقال عليه بالأسئلة و"الثرثرة" المعروفة والمعهودة "والعادة" المتوارثة في مثل هكذا ظروف، كيف ولماذا وأين، التي يكون فيها المريض تحت العلاج في امسّ الحاجة للراحة والهدوء وإلتقاط أنفاسه. لهذا لم يتسنّى لنا زيارته، وعندما إستطعنا الحديث معه عبر الهاتف أو الواتس آب أشار هو علينا بعدم المجيء الى المستشفى ولكن نعم بعد أن يغادر المستشفى الى بيته بالشفاء والصحة الجيدة وبيمن الله ورعايته.
وهكذا كان. فقد خرج د. نبهان من المستشفى بوضع جيّد والحمد لله يوم الثلاثاء التالي. فكتب لي ليلا د. محمد أبو كوش، نائب رئيس إتحاد الإقتصاديين الفلسطينيين، عبر الواتس آب، ما يلي:
"د. نبهان في سيلة الظهر ووضعه جيد والحمد لله. يُريد أن نزوره أنت وموسى أبوغربية وأنا بعد ظهر يوم الخميس. هل يُناسبك ذلك من فضلك؟" وأردف كاتبا: "علمت أن هناك عشاء أضحية جماعي في القرية. وأنا شخصيّا لا أحب هذه المناسبات. لذا أقترح أن نغادر غدا الساعة العاشرة".
فأجبته على رسالتيه بما يلي: "أنا جاهز لاي تحرّك يُناسب د. نبهان ونتّفق عليه. بعد ظهر يوم الخميس لا مشكلة. يمكن يوم الخميس أن يكون أفضل."
فأجابني د. أبو كوش: "إتفقت مع موسى على المُغادرة غدا الساعة العاشرة. آمل أن يكون مناسبا لك."
فأجبته: "سأبذل جهدي. إن شاء الله. أين سيكون اللقاء والتحرّك؟".
فأجابني: "شكرا لك. في مبنى الإتحاد. نذهب مبكرا ونعود مبكرا، ونستطيع أن نراه دون "زحمة" عشاء الأضحية في اليوم التالي. إتفقنا إذن، نلتقي غدا قبل العاشرة في مبنى الإتحاد وعند العاشرة ننطلق عن طريق إل "دي سي أو".
و"إنتهى الحوار" اللطيف بيننا .....
يوم الأربعاء صباحا الساعة العاشرة إنطلقت بنا السيارة من مبنى إتحاد الإقتصاديين في رام الله شمالا بإتجاه سيلة الظهر. د. أبو كوش يقود سيارته وأنا الى جانبه وصديقنا المشترك موسى أبو غربية، شقيق القائد المرحوم عثمان أبو غربية، في الكرسي الفسيح الذي يتّسع لثلاثة أشخاص.
د. أبو كوش كان قد درس وحصل على درجة الدكتوراه في الإقتصاد من بريطانيا. ثمّ عاش وعمل في ألمانيا وتحصّل على الجنسية الألمانية. وحاليّا يعيش في رام الله ويعمل بروفيسورا في جامعة القدس ابو ديس، وهو رجل إقتصاد مُحنّك، وكان قد عمل سفيرا لفلسطين في عدة دول.
وصلنا بيت د. نبهان في سيلة الظهر وإذا بنا وجها لوجه معه، سليما معافا متورّدا، أمام المدفأة المشتعلة "بقرامي" جذوع شجر الزيتون الغليظة وقد تحوّلت أنصافها الى جمر أحمر برّاق. واللهب يتمايل ويتراقص من بينها وعلى رؤوسها.
"حمدا لله على سلامتك يا دكتور"، هتفنا وقلنا وأعدنا وزدنا وسلّمنا وبالأحضان.
د. نبهان بقدر ما كان سعيدا برؤيتنا وإستقبالنا بقدر ما كان متفاجئا لرؤيتنا تلك اللحظة، فقد كان في باله وبرّمج ذهنه أننا قادمون غدا الخميس على غداء الأضحية، حسب رغبته وإتفاقه مع د. أبي كوش .... لكن د. أبو كوش لا يحبّ "عجقة" ولا "زحمة" مثل هكذا "عزايم"!!!
لذلك فقد ألحّ علينا د. نبهان بضرورة العودة غدا الخميس للمشاركة في "الإحتفال والاحتفاء" بخروجه من المستشفي سليما معافى وبالسلامة، حيث سيتواجد العديد من الاصدقاء والمدعوّين والمُهنّئين من الشمال ومن الوسط ومن الجنوب.
يوم الخميس، اليوم المشهود الموعود. وقد كنت قرّرت ليلة الأربعاء على الخميس أن أصطحب معي ابني الصغير "محمد ناصر"، ذو السبع زهرات ونصف. لقد أسميته إسما مركّبنا تيمّنا بنبيّنا محمّد (ص) وبعلميّ مجد تاريخنا الناصر صلاح الدين وجمال عبد الناصر. وقد كان فرحا سعيدا متحفّزا "للرحلة".
قبل إنطلاقي من رام الله هاتفت صديقي عليّان الهندي "بحثا عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار". ونحن متعوّدان على بعضنا أن نتهاتف في آخر لحظة وأن نترافق في مثل هكذا مناسبات، سعيدة كانت أم حزينة. والحقيقة أن رفقة عليّان جميلة ومسلّية ومفيدة، فالرجل خبير في الشؤون الإسرائيلية ويتقن اللغة العبرية بطلاقه وله عدة مؤلّفات وترجمات، وأننا في هذه الايام نأكل مع خبزنا ونشرب مع مائنا صفقة القرن، وهو متابع ومطّلع على كل ما يقوله الإسرائيليّون وما يفكّرون به، فرفقته مفيدة دون شك. لكن مع انّه رحّب بشدة بالمصاحبة في هذا "المشوار" إلا أن وقته لم يكن يسعفه بسبب إلتزامات عائلية كانت تداهمه حثيثا.
إنطلقنا بيمن الله ورعايته، "حموده" وأنا، وإجتزنا شارع الإرسال "المدبوز" عن بكرة أبيه بالسيارات المسافرة من رام الله نحو الشمال، فاليوم يوم الخميس والساعة الثالثة بعد الظهر موعد خروج سيل الموظفين الهادر المُسافر.
إنعطفت بالسيّارة نحو مخرج ال دي سي أو، أو مخرج مخيّم الجلزون، فهما يتفرّعان من دوّار فندق السيتي إن المجاور لمحطة محروقات الهدى. وعندما إجتزت من أمام مطعم نور ومول أجياد، كان دوّار السيتي إن يبدو وكأنه يوم الحشر من كثافة المركبات التي تمتطي الدوّار والشوارع المتفرّعة منه في جميع الإتجاهات.
وعندما أصبحت السيارة بين الفندق ومحطة الهدى في فمّ الدوّار لاحظت أن الدوّار ومتفرّعاته "تنعف" و"مرشومة" برجال الشرطة بزيّهم الأزرق ورجال الأمن الوطني والحرس الرئاسي بلباسهم الأخضر الزيتي والبنّي والمبرقع. يبدو أن هناك شخصية هامة جدا (في أي بي) ستمرّ من هناك أو ربما وفدا هاما، قادما من قريب أو من بعيد، من يدري؟؟
وما أن اصبحت في داخل الدوّار لأنعطف شمالا نحو طريق مخيم الجلزون إلا وسيّارتي شرطة زرقاء اللون تسدّ الدوّار أمامي، وكان يقف داخل الدوّار أكثر من خمس رجال أمن، شرطة وحرس، مزوّدين بسلاحهم رشاشات كلاشنكوف، فتوجّهت لهم قائلا: "أعطوني مجال أن أمرّ في لحظة". فاشار لي الشرطي بيده أن إستمر في سيرك نحو داخل مدينة رام الله. وكان هذا الشارع المُشار إليه "مدبوزا" بالسيّارات على الجانبين. فقلت له إنها لحظه وأكون في طريق الجلزون وليس طريق ال دي سي أو. الذي يبدو أنه السبب والمُسبب ل "عجقة" السير هذه. فتدخّل رجل الحرس وقال بصوت أقرب الى الصراخ أن إذهب من هناك. وأشار على طريق رام الله. فقلت له لا تصرخ علي فأنت تخاطب سفيرا. لم يقل رجل الحرس للصدق والأمانة شيئا آخر ويبدو أن لقب سفير قد إستساغه. وتحرّكت بسيّارتي، فألحقني الشرطي من ورائي بصوت جهوري هاتفا: "سلّم لي على السفارة!!!"
رنّت كلمات الشرطي "سلّم لي على السفارة" في أذني، ولا أعرف لماذا تذكّرت على الفور جملة كانت تردّدها بإستمرار الممثلة نادية الجندي في فيلم الباطنية "سلم لي عالبيتنجان". وكذلك فيلم عادل إمام "السفارة في العمارة"!!! هل ما جرى هو نوع من "الفيلم الواقعي"، أم أنّه مجرد توارد أفكار بسبب تشابه الكلمات؟؟؟!!!
على كل حال كان عليّ مهمّة أهمّ وأجلّ وهي تهدئة روع صغيري "حمودة" بجانبي الذي هال علي بحمم من الأسئلة والإستفسارات مع أنه حافظ على رباطة جأش منقطعة النظير وخاصة وأني أفهمته أن ما جرى لا يعدو أن يكون "حوارا ودّيا" بين الشق العسكري الأمني والشق المدني الدبلوماسي من مكوّنات دولة فلسطين الفتية العتيدة. وأنه أمر عادي يتعلّق بتنظيم سير المركبات في وقت الذروة وفي وضع طارىء.
وصلنا الى بيت د. نبهان وعقارب الساعة تودّع الساعة الخامسة بربع ساعة أو يزيد. البيت كان يعجّ بالرجال المّتجمهرين الواقفين والقاعدين القادمين المهنّئين الزائرين، وأبناء العائلة والأصدقاء. أفسحوا لي مكانا في عمق الصالون القديم الى جانب د. نبهان في الوقت الذي كان فيه شاب طويل عريض رزين حصيف فصيح واقفا يُلقي كلمات وطنية عن البيت ومالكيه وإرثه. تبينت فيما بعد أن الشاب هو أحمد القسّام، حفيد الشيخ عزالدين القسّام. جاء من مدينة جنين مع صحبه للإطمئنان على د. نبهان والتهنئة بشفائه.
مال علي د. نبهان وقال لي هامسا:"لقد تأخّرت يا صديقي، يا سعادة السفير".
فملت عليه بمثل ما مال علي وأجبته هامسا: "سلّم لي على السفارة!!!"