الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

روايتنا الغائبة

نشر بتاريخ: 22/06/2020 ( آخر تحديث: 22/06/2020 الساعة: 15:49 )

الكاتب: موسى الريماوي

زارنا سفير دولة اجنبية قبل عدة سنوات، وبعد الانتهاء من الحديث الرسمي، بدأنا بدردشة عامة بعيدا عن اللغة الدبلوماسية التي يجيدها السفراء عادة، سالني لماذا تغيب الرواية الفلسطينية لما يجري بينما يسيطر الاسرائيليون على الساحة؟، واشار الى احدى القضايا المثارة ايامها، وقال اننا في العادة نتلقى كما ضخما من المعلومات والمواقف من مصادر اسرائيلية باللغة الانجليزية، بينما نتلقى القليل جدا من الجانب الفلسطيني، وبالعادة يغلب عليها لغة الخطابات والشعارات، وتغيب المعلومات!!!

ايام" قمة كمب ديفثيد الثانية" سنة 2000 ، ذهب الوفد الاسرائيلي بقيادة باراك الى القمة مصحوبا بجيش من الاعلاميين الناطقين بالعديد من اللغات، خاصة الرئيسية منها، بينما ذهب الوفد الفلسطيني بدون مرافقة اعلامية تقريبا، وحتى عندما ذهبت الدكتورة حنان عشراوي كمتطوعة للمساعدة في الجهد الاعلامي تم تجاهلها من بعض المحيطين بالرئيس الراحل ابو عمار، رغم كفائتها ومصداقيتها على الصعيد الدولي، فاضطرت للعودة للبلاد.

المهم انه رغم عدالة قضيتنا واحقية مطالبنا في المفاوضات، فقد خرج العالم بانطباع اننا "رفضنا السلام" رغم التنازلات "السخية التي قدمها براك"، والسبب يعود للتغطية الاعلامية المكثفة بكل اللغات الرئيسية، وطبعا انحياز الجانب الامريكي، فقد صدق الناس الرواية الاسرائلية، اما روايتنا فقد كانت غائبة.

والان نحن امام "معركة الضم" ولا زلنا نخوض "المعركة" على الرأي العام العالمي بنفس الاسلحة القديمة، اي اننا نخاطب انفسنا والاشقاء في العالم العربي، لاقناع من هو مقتنع اساسا بروايتنا، لقد دفعنا بعد كامب ديفيد ثمنا باهظا لغياب روايتنا والاخطاء التي وقعنا فيها، وقد يتكرر الامر مجددا، ولكن بطريقة مختلفة.