الخميس: 24/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

يعقوب سرق مخططات نابليون وحولها الى بروتوكولات صهيون

نشر بتاريخ: 08/06/2025 ( آخر تحديث: 08/06/2025 الساعة: 10:42 )

الكاتب: د. محمد عودة

لم يكتفي يعقوب بسرقة النبوة من أخيه بل سرق من صاحب المشروع الاستعماري حوار في جهنم وحَوله الى مخطط للسيطرة على الكون عبر خلق الازمات وتأجيج وتغذية الصراعات واستحداث صراعات أخرى ذات طابع عرقي، اقتصادي، ديني، فئوي وجغرافي حينا ومن خلال افساد كل ما هو قيمي واخلاقي مستثمرا كل الظلاميين في العالم.

لقد ألف المحامي الفرنسي موريس چولى (1829 م - 1878 م) كتيب ذو طابع نقدي لاذع عن الطموحات السياسية لإمبراطور فرنسا نابليون الثالث بعنوان «حوار في جهنم بين ميكافيلي شارل لوي دي سيكوندا (مونتيسكيو)، طُبع الكٌتيّب لأول مرة في بروكسل عاصمة بلجيكا عام 1864 م. ومن الجدير بالذكر أن مونتيسكيو (1689 م - 1755م) المفكر السياسي الفرنسي كان ينادي بعدم الانفراد في السلطة والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.

كَشفت دراسة أن موضوع البروتوكولات ما هو إلا انتحال سيئ لكتاب حوار في الجحيم بين ميكافيلي وشارل لوي دي سيكوندا (مونتيسكيو) الذي نُشِرَ في بروكسل عام 1864 م والذي يُدين فيه الكاتب سياسة نابليون بونابرت.

من خلال مُقارنة بسيطة بين نص الكتاب ونص البروتوكولات حكماء صهيون اجراها الكاهن اليسوعي بيار شارل من خلال دراساته للنقد والمقارنة. حقيقة هذه البروتوكولات لم تظهر إلا في أواخر القرن العشرين على يد ميخائيل ليبيخين مؤرخ للأدب الروسي فضلاً عن فتح جميع وثائق الاتحاد السوفيتى عام 1992 م، فقد كَشَفَت تلك الوثائق العديد من التزويرات.

تتهم الحركة الصهيونية ستالين باستخدام هذه البروتوكولات في وسائل الدعاية السوفيتية المعادية لليهود من اجل تأجيج مشاعر الكراهية ضدهم، بينما كتب َ هنري رولين العضو البارز في جهاز المخابرات الفرنسية كتاباً بعنوان نهاية العالم في عصرنا سنة 1939 م ويعتبر الكتاب أول دراسة جوهرية للوثيقة الوهمية الشهيرة والمعروفة باسم بروتوكولات حكماء صهيون، في هذا الكتاب حاول رولين تكوين البروتوكولات ومعرفة مصدرها وذلك بحُكم عمله في المخابرات السرية الفرنسية ومستعيناً بإطلاعه على العديد من الوثائق غير المنشورة لإستكمال تحقيقه.

استُخدام الكتاب من قِبَل التيارات الموالية للقيصرية ومن الفاشية والنازية، واعيد نشره عام 2005 م من قِبَل طبعات أليا. في سويسرا، خلال محاكمة برن بين عامي 1933 م و1935 م حيث اقرّ القاضي بزيف البروتوكولات، مستندا الى اكتشاف بنية النص المُزَوَر وبالتالي تحديد أسباب التزوير.

وبالرغم من إقرار القاضي السويسري ماير بزيف البروتوكولات فقد استمرت بعض الأحزاب أو المجموعات وحتى رؤوس النظام في بعض الدول في ذكر والتحدث عن بروتوكولات حكماء صهيون كدليل لا يدحض على وجود مؤامرة يهودية دولية. ومع ذلك هناك إجماع على هذا التزوير من قبل العديد من المؤرخين.

بروتوكولات حكماء صهيون أو قواعد حكماء صهيون هي وثيقة تشير الكثير من التقارير انها مقتبسة من رؤية نابليون للسيطرة على العالم كما ورد في كتاب حوار في جهنم، حيث تم تحوير ما هو وارد في الكتاب المذكور من قِبَل مجلس حكماء اليهود وتحويله الى خطة لغزو العالم وتدمير المسيحية تتضمن الخطة 24 بروتوكولاً، تعتمد هذه الخطة على العنف والحِيَل والحروب والثورات وترتَكز على التحديث الصناعي والرأسمالية لتثبيت السلطة اليهودية.

في العشرينيات من القرن الماضي واجهت ألمانيا صعوبات اقتصادية، مما جعل في عشرينات القرن الماضي ونتاج الازمة الاقتصادية في المانيا ربط أدولف هتلر بين هذه الازمة وبين مخطط اليهود للسيطرة على العالم والذي كان مستحوذاً على تفكيره آنذاك وقد تبين ذلك من خلال كتابه مين كامبف أو كفاحي الذي فسر فيه نظرية المؤامرة اليهودية.

يشار الى ان الباحث اليهودي نورمان كوهين أصدر كتابه إنذار بالإبادة الذي يُوُضّح فيه أن أسطورة الهيمنة العالمية هي فكرة فرنسية ظهرت خلال القرن التاسع عشر ولم تتضمن أي إشارة تُدين اليهود، اما البروتوكولات فهي كما يلي: -

الفوضى والتحرّريّة والثورات والحروب، السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة، إسقاط الملكيّة والأرستقراطيّة، تدمير الدين والسيطرة على التجارة، تفريغ السياسة من مضمونها السيطرة على الصناعة والزراعة، إشعال الحروب العالميّة، تفريغ القوانين من مضامينها إغراق الدول بالقروض الداخليّة ، تدمير الأخلاق ونشر العملاء، وضع الدساتير المهلهلة، السيطرة العالمية، السيطرة على النشر، تغييب وعي الجماهير، نشر الإلحاد والأدب المرضي، الانقلابات والخلايا السرّيّة، إفساد التعليم، تحطيم السلطة الدينيّة، تدابير الدفاع السري، إشاعة التمرّد، إغراق الدول في الديون الخارجية، الاستحواذ على الذهب ، نشر البطالة وسيطرة اليهود.

فهل يريد ماكرون وبالتنسيق مع بعض القوى العالمية التكفير عما فعله نابليون من تسليح للحركة الصهيونية بهذه الخطط سواء بقصد ام بغيره؟ وهل يريد التكفير عما فعله جاي موليه الذي ساعد إسرائيل في برنامجها النووي الذي شكل اهم عوامل بقاء وتفوق كيان غاصب ولقيط؟

هل تريد بريطانيا التكفير عن تاريخ اسود تجاه الفلسطينيين؟ هل تريد التكفير عن وثائق كل من كرومويل، كامبل بنرمان وآرثر بلفور وهل تريد إعادة الاعتبار لكل مناضلي الحرية في فلسطين وفي المقدمة ابطال الثلاثاء الحمراء؟

من اجل ان تقوم كل من فرنسا وبريطانيا بما سلفنحن بحاجة الى موقف فلسطيني موحد وحازم يحمله مندوب ممثلنا الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية الى مؤتمر حزيران في نيويورك، يجب ان يطالب مبعوثنا باحترام كل الثوابت الوطنية الفلسطينية، على الوفد الفلسطيني ان يتسلح بالشرعية الدولية وخاصة القرارين 181 و194.