السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بين الاستيطان والضم.. احتلال حتما الى زوال

نشر بتاريخ: 24/06/2020 ( آخر تحديث: 24/06/2020 الساعة: 18:04 )

الكاتب: ربحي دولة



منذ أن وضع اليهود موطئ قدم لهم في فلسطين منذ عهد الدولة العثمانية، حيث تم في نهاية القرن الثامن عشر بناء اول حي يهودي في ضواحي القدس وخارج أسوارها، وعلى الرغم من تباطؤ الهجرة اليهودية الى فلسطين، الا أن الاستيطان لم يتوقف بل بدأ بالتوسع رويدا رويدا في فلسطين وامتد الى قالونيا وطبريا. ومع هزيمة الدولة العثمانية ووقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني - هذه الدولة - التي أصدر وزير خارجيتها وعده المشؤوم بمنح فلسطين لليهود لاقامة وطن قومي لهم مهدت حكومة الاحتلال البريطاني الطريق للحركة الصهيونية لتحقيق حلمهم بإقامة كيانهم على أرضنا الفلسطينية، وكانت المستوطنات الزراعية والتي عرفت بالكيبوتسات هي نواة دولة الكيان في فلسطين ، وكانت مكان هام لبناء العصابات الصهيونية والذين تدربوا على يد الجيش البريطاني، فيما استمر الاستيطان في فلسطين حتى العام ١٩٤٨حين تمكنت هذه العصابات التي ترعرعت في الكيبوتسات من الانقضاض على مدننا الفلسطينية وقراها وشردت الالاف وأعلنت الدولة الصهيونية، وسرعان ما حصلت على اعتراف من العديد من دول العالم المنحاز للقوة وليس للعدل، واستمرت اسرائيل باقامة المدن والمستعمرات على اراضينا التي احتلت وبعد العام ١٩٦٧ وبعد احتلال اسرائيل لما تبقى من ارضنا الفلسطينية وهضبة الجولان واجزاء من سيناء أقام الاحتلال العديد من المستوطنات والتجمعات في كل انحاء الضفة العربية وقطاع غزة وبدأ بطريقة ممنهجة بالتغول حتى قطع الاراضي الفلسطينية. ومع دخول السلطة الوطنية تعاظم الاستيطان ضمن خطة مبرمجة لمنع قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا حتى وصل به الحال بعدما فرض واقع جديد على الارض من خلال الكتل الاستيطانية الكبيرة التي أقيمت على مساحات واسعة من أرضنا الفلسطينية والتي تم صياغة صفقة القرن وفق الحدود الوهمية التي رسمها الاحتلال لوضعنا في "كانتونات" مغلقة ليجسد نظام عنصري جديد بعد انهيار اخر نظام عنصري في جنوب افريقيا لتعيد دولة الكيان هذا النهج العنصري الذي مارسته بحق شعبنا كدولة احتلال تحاول الان شرعنة هذه العنصرية بحق شعبنا برعاية امريكية وما موضوع الضم الان الا استمرارا للاحتلال والتنكر لحقوقنا لكن بقالب قانوني يريدون الضغط علينا من أجل القبول به ليصبح التعامل مع دولة الاحتلال كدولة شرعية وتلغي صفة الاحتلال عنها لكن ما عهدناه لشعبنا الفلسطيني العظيم الذي واجه الكثير من التحديات ودفع ثمنا غاليا مقابل الحفاظ على كرامته وشموخه، فرغم تعاظم جبروت الاحتلال سنوقف هذه الهجمة وسندحر الاحتلال مهما طال الوقت ومهما كلف الثمن.
ان المعركة التي تخوضها قيادتنا وشعبنا الفلسطيني في كل الاتجاهات ضد اخر احتلال على وجه الارض ستنتهي بانتصار هذا الشعب على الطغيان وإن الصورة التي رسمها شعبنا بالامس في الاغوار مع الحضور الدولي والعربي يؤكد مرة أخرى على عظمة شعبنا واننا ما زلنا نسير على نفس الطريق التي عبدها شهداؤنا الابرار مهما حاول ضعفاء النفوس تثبيط العزيمة من خلال بث الاشاعات وتعظيم قوة العدو ومحاولة إظهار شعبنا بصورة غير صورته الحقيقية على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها جراء الحصار الغاشم الذي تمارسه هذه الدولة العنصرية من اجل اركاعنا... فلن نركع ولن نسجد الا لله في ساحات الاقصى محررا وفي أحياء القدس عاصمة لدولتنا العتيدة مهما ضموا من اراضي او احتلوا لن يغيروا اتجاه مسيرتنا ولن ينالوا منا ولن يزيدونا الا اصرارا على المضي قدما في طريق الحق والحرية .

٠ كاتب وسياسي / رئيس بلدية بيتونيا