الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ادامة الصراع وادارته لا حله ونظام أمن المعلومات

نشر بتاريخ: 28/06/2020 ( آخر تحديث: 28/06/2020 الساعة: 00:02 )

كتب: المحامي محمد احمد الروسان
عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

المعطيات والوقائع الجارية تتحدث بعمق، ومع بدء الحروب البيولوجية الناعمة الصامتة ورأس جبلها بفيروس(كورونا ويتمدد ولا يتبدد لحين الاتفاق على اللحظة الاستراتيجية الدولية)والمخفي أعظم في مختبرات خاصة في استراليا، على جلّ طول خطوط العلاقات الصينية الامريكية ومع الروس والانجليز، وبالرغم من الأنسحاب الأحادي الأمريكي من الأتفاق النووي مع ايران، والتمسك الأيراني بالأتفاق فعزل أمريكا وما زالت العزلة، ثم التحلل الايراني عبر خمس خطوات من التزاماته النووية، والعودة الى التخصيب دون الخروج من الاتفاق حتّى اللحظة، وتعهد الأوروبيون بعد الخروج الامريكي الاحادي، بتعويض ايران لخسائرها الأقتصادية، ثم تفعيلهم لألية فض النزاع النووي في الاتفاق مع ايران بناء على طلب أمريكا، ثم تخليهم عن الاتفاق بطريقة وقحة سريالية، فالأوروبي يمتاز بوقاحة أكثر من الامريكي ولكن بصمت، تظهر عمق نفاقهم وصهينتهم الذاتية المصلحية، اتجاه الشعوب الاخرى في المنطقة، حيث التداعيات والعقابيل المتوقعة كاحتمالات لكل هذه الفسيفيسائية الفوضوية، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية الغربية، أنّ حالات من الكباش السياسي والعسكري والأقتصادي والدبلوماسي والأمني الأستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفها، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية وحلفها، وعلى قلب الشرق بلاد الشام(سورية المتآمر عليها، الاردن المراد توسعته ديمغرافيا وجغرافياً مع شطب نظامه السياسي عبر عمليات الضم والعقابيل، وجعله بديلاّ بنظام بديل ورأس جديد، لبنان المراد تفكيكه، واعادة تركيبه لتفكيك المقاومة ونزع سلاحها، فلسطين المحتلة وجعلها دولة يهودية نقية)كل ذلك من أجل ادامة الصراع في المنطقة وادارته فيها خدمة لمصالح اليانكيز الامريكي.
في جلّ المسألة العربية وعمقها، ليس هناك شيء اسمه سياسة إقليمية نتاج المكونات العربية التي تعيش وتعتاش في المنطقة الشرق الأوسطية، في ظلّ حالة سرطانية تتموضع في انتشار مدروس للقواعد الأمريكية(ايران تخلو من القواعد الأمريكية تماماً، وجلّ بلادنا العربية التي يجتمع قادتها في قممهم العربية المتهالكة والمستهلكة، مليئة بقواعد العم سام جحانا الامريكي، وهي في مرمى الصواريخ الأيرانية، وهذا ما يعد مثل الحك على جرب للبلدربيرغ الأمريكي وأدواته في الوطن العربي)، من خلال اعادة هيكلة انتشاراتها هنا وهناك وفي خضم حالة السيولة الشديدة التي تعانيها المنطقة، على طول وعرض خطوط ومنحنيات جغرافيا الوطن العربي ومجالاتها الحيوية، بل هناك مخططات ومنفذون لها أي وكلاء للأمريكي، وهم بمثابة بروكسي على تطوير وتعميق العلاقات بين مكونات الأمة الواحدة، لا بل جزء سرطاني من ذات الحالة الأمريكية العسكرية الأنفة في الأنتشار والتموضوع.

وبعبارة أكثر عمقاُ، ليس هناك سياسة عربية مستقلة، بل سياسة أمريكية برامجية، وما يجري في المنطقة تطبيق للسياسات الأمريكية ليس أكثر ولا أقل من ذلك، وذاكرة البعض منّا كعرب مثقوبة بشكل عامودي وعرضي أي مثل:- (الغربال الفاروطي الذي كنت استخدمه للتخلص من حبيبات القمح الضعيفة، على وفي بيادر سما الروسان قريتي الوادعة وقت موسم القطاف السنوي للقمح في سهل حوران)، ويعتقد هذا البعض العربي المحزن، بأنّ ذاكرته المثقوبة ليست إلاّ إبداعات خارقة وعبقرية فذّة، يصعب على من حولهم فهمها وحلّ ألغازها، لضيق مداركهم العقلية من وجهة نظرهم هؤلاء الواهمون المثقوبون المفعول بهم. انّ ما يجري الآن في المنطقة، هو تفكيك للدول القومية الكبرى والقطرية الصغيرة مترافقاً ذلك مع التطبيع القسري؟(يحسب الكثير من المراقبين والباحثين، أنّ الدور المصري في الحدث الاحتجاجي السياسي السوري غير مريح حتّى اللحظة، وهم محقون في ذلك)، وتاريخيّاً الرياض هي المحرّك لاتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 م، وبالتعاون مع المغرب أيام الرئيس محمد أنور السادات.

ولأنّه في الحروب وعقابيلها، تتحرك الجغرافيا على وقع إيقاعات ومديّات المعارك، وأزيز الرصاص وهمس ووشوشات التراب وعتاب البنادق، ولأنّ الضمير العربي في نزهة خارج الوطن، وأنّ الأعلام المظلّل والمظلّل ليس غبياً، بل هو واثق بغباء متابعيه، ولأنّ البندقية التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، ولأنّ الديكتاتورية من منظور البعض العربي المتهالك المتصعلك تعني: أن تجعل المثقفين والمفكرين يصمتون، علينا أن لا نلتفت إلى تصريحات هنا وهناك، لبعض غلمان بعض الحكومات العربية ونؤكد على التالي: ليس هناك سياسة في العالم العربي وإنما قلاء بيض وكفى أو مثل: is like frying eggs with fart، ومن يحسب غير ذلك ويعتقده فهو واهم ويبني قصوراً زمرديّة في الهواء، الشيء الفاعل في عالمنا العربي هو قلاء البيض ببصل أو فلفل حار، هناك تطبيق للسياسات، وأي تصريح سعودي أو مصري أو من أي دولة فيما يخص سورية قلب الشرق وسيّدة الجغرافيا وأجمل النساء العفيفات، ليس سياسة وأنه لا يخرج عن إطار تطبيق للسياسة الأمريكية، والتي تقود معركة الناتو في سورية ليس لإسقاط النسق هناك، بل والوجود الروسي في المنطقة والمتوسط ثم الأستدارة لاحقاً الى أسيا الوسطى والقوقاز(ما جرى في القوقاز مؤخراً دون الاعلان عنه من قتل ستة جنود أمن روس يؤكد أنّ موسكو منخرطة في محاربة الأرهاب، ويعتقد أنّ المحرك لعمليات القتل هناك هي السي أي ايه عبر أدواتها).

في المعلومات، أنّ البلدربيرغ الأمريكي يوجّه ويسعى وعبر دواعش البنتاغون الأمريكي ذات التفقيس الجديد، وعبر الصعاليك الجدد القدماء في ما تسمى بفتح الشام أو هيئة تحرير الشام الأرهابية، بديل جبهة النصرة الأرهابية، والتي تحاول واشنطن فرض اعتدالها على مجلس الأمن الدولي بصورة فجّة، وهذا أسلوب غير مقبول، كما قال راقص الباليه المحترف سيرجي لافروف غير، وآضاف لافروف: يتم الحفاظ على جداول الأعمال المخفية في مجال مكافحة الإرهاب على الرغم من قرارات مجلس الأمن الملزمة للجميع بإدراج في قوائم المنظمات الإرهابية، فقد أصبح بالنسبة لبعض البلدان قاعدة لإخراج الإرهابيين من تحت الضرب وحتى إقامة تعاون معهم على الأرض، كما يحدث هذا، على سبيل المثال، في أفغانستان وليبيا وسوريا. وزاد لافروف: في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأوا بالفعل يتحدثون بصوت عالٍ عن أن هيئة تحرير الشام هي هيكل معتدل يمكن التعامل معه، وتابع لافروف: كما يريدون إقناع أعضاء مجلس الأمن بهذا المنطق غير المقبول، كما اتضح من المناقشات الأخيرة حول وضع إدلب السورية.

حيث أمريكا تفرض اعتدالها(لهيئة تحرير الشام)عبر الأرهابي أبو محمد الجولاني والذي يمكن أن يكون قاديروف سورية(صعاليك القاعدة يأجوج ومأجوج العصر)، وبعد انجزات الجيش العربي السوري والحلفاء والأصدقاء، حيث الأمريكي يعلم أنّ رهانه فقط محصور بالنصرة التي حوّلت الى جبهة فتح الشام(جفا) أو هيئة تحرير الشام، وفكّت ارتباطها شكلاً مع القاعدة الأم، والغاية والهدف تبييض صفحاتها الأرهابية وجعلها حمل وديع وطرف سياسي سوري، وليس فصيل جهادي تابع للقاعدة، مع تدويرات هنا وهناك للمواقف الحادة وغيرها للجولاني قاديروف سورية القادم، انّها خديعة العصر الأمريكي، حيث من الممكن أن يكون كذلك ولكن بسيناريو مختلف بقياسات مع الفارق، وبعبارة أخرى: في المسألة الشيشانية سابقاً نجد نفس سلّة اللاعبين الأمميين مع الدعم الخليجي وخاصةً السعودي، بحيث ستكون النتيجة حسم عسكري للنظام يصرف بالسياسة لاحقاً لكافة الأطراف، حيث في روسيّا كان الوهابيون فريقان: فريق جلّه من العرب ومنهم جماعات أخرى من بقاع الأرض يقوده شامل باساييف، ومعه خطّاب الفلسطيني الغزّاوي ذو الجنسيّة السعودية، وفريق آخر أغلبه من أهل الشيشان والقوقاز يقوده أحمد قاديروف ابو رمضان، جرى فيما بعد تفاهمات نواة الفدرالية الروسية بزعامة الرئيس بوتين مع قاديروف الأب ليتولى تصفية القيادات المنافسة، ثم جماعة شامل باساييف باسناد روسي، وصار في النهاية رئيساً للشيشان ضمن الفدرالية الروسية الواحدة، وتم اغتياله لاحقاً بتفجير غامض جدّاً، والآن ابنه الرئيس رمضان قاديروف هو من يحكم هناك، والسؤال: هل يكون الجولاني قاديروف سورية بعد اعادة تدويره وتوظيفه مثلا بالحدث السوري، بسيناريو مختلف لكنه سيكون مطابقاً بالنتيجة مع فارق الفواصل والتكتيكات فقط.

أعتقد وحسب المعطيات الدولية، أن تتدهور العلاقات بين روسيا والصين وايران من جانب، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جانب آخر، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كل يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو والصين وايران، وحزب الله كجيش محترف متوسط، وحيث الحزب حزب الله، أقل من دولة وأكثر من حزب، في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأمريكية.

أعمق من الحرب الباردة والتي تبعث من جديد، بسبب ظهور الفدرالية الروسيّة وكومنولث الدول المستقلة، وظهور منظمة شنغهاي للتعاون التي جمعت بين الصين وروسيّا وايران، على طاولة موحّدة الأجندة، حيث الأدراك الأمريكي لروسيّا الفدرالية باعتبارها مصدراً للتهديد والخطر، فخبرة العداء لأمريكا متجددة في الشارع الروسي، وتجد محفزاتها في الإرث السابق الذي خلفته الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفياتي، وتدرك العاصمة الأمريكية واشنطن أنّ التماسك القومي الروسي أكثر خطراً من التكوين الاجتماعي السابق الذي كان في الاتحاد السوفييتي، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالعداء القومي الاجتماعي التاريخي بين القومية الروسية والغرب، وتتميز الدولة الروسية بالاكتفاء الذاتي وبوجود الوفرة الفائضة في كافة أنواع الموارد الطبيعية، وبالتالي يصعب التأثير عليها عن طريق العقوبات أو الحصار أو الحرب الاقتصادية والتجارية الباردة، وهو موقف يجعل روسيّا أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد كل احتياجاتها من الخارج الأمريكي، وانّ روسيّا قادرة على التغلغل في أوروبا الغربية عن طريق الوسائل الاقتصادية، وهو أمر سوف يترتب عليه احتمالات أن تخسر أمريكا حلفائها الأوروبيين وغيرهم الذين ظلت تستند عليهم وما زالت، وان المسافة بين الفدرالية الروسيّة والولايات المتحدة الأمريكية، هي بضعة كيلومترات عبر المضيق البحري الفاصل بين ولاية الاسكا وشرق روسيّا، أضف الى ذلك الى تملّك روسيّا كمّاً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل لتحقيق التوازن في العالم وكبح جماح الأمريكي وحلفائه، مع الأشارة أنّ المعلومات الأمريكية الاستخبارية حول موسكو غير دقيقة، بسبب قدرة الروس على التكتم والسريّة.

فكلا العاصمتين الأمريكية والروسية وحلفائهما تتبنيان مواقفاً متعارضة إزاء كافة الملفات الدولية والإقليمية الساخنة وغير الساخنة، وبالذات تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة، والتوجهات الأمريكية الهادفة إلى عسكرة العالم، إضافة إلى بعض بنود التجارة العالمية، وقضايا حماية البيئة وحقوق الإنسان وأمن المعلومات واستخدامات هذه التقنيات، ان لجهة الأضرار بالأخرين سواءً على مستوى الدولة أو الأفراد أو الشخصيات الحكمية أو الأعتبارية(وهذا هدف أمريكا وحلفائها)، وان لجهة المساعدة والعمل الأيجابي لما يفيد الآخر سواءً كان دولة أو فرد أو شخصية اعتبارية أو حكمية(وهذا هدف موسكو والصين وحلفائهما).

بعبارة أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية وبعض العربية، من ما تسمى بدول الاعتدال، لا بل الاعتلال العربي(كمحور)، تسعى الى استخدام الحرب الألكترونية ونظام أمن المعلومات الى التجسس الشامل على عمل الدول التي تشكل المحور الخصم الآخر والمتمثل في: روسيّا والصين وايران وجلّ دول البريكس والحلفاء في المنطقة والحركات المقاومة كحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، والأضرار العميق بها عبر حروب السايبر المختلفة.

وفي الوقت ذاته نجد أنّ موسكو وبكين وايران وباقي دول البريكس تستخدم تقنيات السايبر وأمن المعلومات، من أجل مكافحة الأرهاب ومكافحة التجسس والتجسس المضاد، ومنع الجريمة المنظمة بمفهومها الواسع، ومكافحة الأتجار بالمخدرات، وجرائم غسيل الأموال... الخ، بعكس المحور الغربي الأمريكي الآخر الذي يعمل جاهداً على تعميق الحروب والأرهاب، وشيوع الجرائم على أنواعها، فقط من أجل الحفاظ على طريقة ورفاهية حياة الأمريكي والغربي، وتسخير الشرقي والآخر لخدمته ورعايته، بدون أي وازع انساني أو أخلاقي.

لا بل وتتحدث المعلومات، أنّ واشنطن وحلفائها يسعون الى تعميم انشاء مراكز أمن المعلومات في ساحات حلفائها من بعض العرب الذين يدورون في فلكها، امّا عبر القطاع الخاص كاستثمارات أو عبر القطاع العام الحكومي، من خلال وزارات تسمى بوزارات التخطيط أو الاقتصاد الرقمي والريادة، من أسماء تستلذ الاذن البشرية لسماعها الى درجة الاستمناء الأذني، كمنح متحولة الى مراكز سايبر، كل ذلك عبر الشركات الغربية المتعددة الجنسيات واستغلال تداعيات العولمة، ليصار لوضع كافة الحلفاء والخصوم تحت المراقبة والتجسس، وهنا نلحظ دوراً اسرائيليّاً صهيونيّا جليّاً تماماً كالشمس في رابعة النهار في التشاركية الكاملة مع الأمريكان في منحنيات وكواليس حروب السايبر وأمن المعلومات.

وبفعل الدبلوماسية الروسية الجادة وتنسيقاتها مع الصينية والايرانية، والعقيدة العسكرية الجديدة للجيش الروسي، صار الأمريكي تكتيكيّاً يمتطي ظهر الديك الرومي بدلاً من ظهر الحصان ازاء سورية وازاء بؤر التسخين الأمريكي البلدربيرغي الأخرى بفعل الحدث السوري ومفاعيله وتفاعلاته مع الايراني واليمني والفلسطيني المستمر والمتفاقم، وازاء أوكرانيا وجورجيا تحديداً أيضاً، وفي ظل انشغالات العالم بالمسألة السورية وتداعياتها، والمسألة الايرانية وأثارها، والمسألة اليمنية ومسارات تطورها ازاء كيانات البحر الاحمر القادمة ودوله وساحاته، وخاصة بعد الفعل الروسي المتصاعد في المسألة السورية والايرانية والأوكرانية، والتي خلطت كل أوراق الطرف الثالث ومن ارتبط به من العرب بالحدث السوري والحدث الأوكراني، خاصةً وأنّ موسكو تدرك الضعف الأمريكي السياسي وتعقيدات الموقف العسكري الأمريكي الولاياتي، فهي تريد(أي الفدرالية الروسية)استغلال وتوظيف وتوليف هذا الوهن السياسي العسكري الأمريكي الى أبعد أبعد الحدود، لذلك وعبر الدبلوماسية الروسية والمخابراتية العسكرية الجادة، طرحت وجسّدت موسكو خطة لحل جلّ المسألة السورية، بدأت في سوتشي ومساراتها في جلّها حوارات سورية سورية، كما استطاعت الدبلوماسية الروسية الجادة والفاعلة من جعل الأمريكي يمتطي ظهر الديك الرومي بدلاً من امتطائه ظهر الحصان وان لحين، كما فعّلت دور الجنرالات الأمريكان الحقيقيين في وزارة الخزانة الأمريكية لا في البنتاغون والمجمّع الصناعي الحربي، فحلّت ثقافة الأرقام محل ثقافة القاذفات، وثقافات الحصارات الاقتصادية صارت سمة الامريكي الوقح، ويبدو أنّ حروب السايبر الآن تتعمّق بحيث حلّت محل الأسلحة التقليدية.

وعليه فأنّ جدول أعمال التحركات الأمريكية المعلنة وغير المعلنة، والتي تستهدف ايران كحلقة استراتيجية متصاعدة ومتفاقمة ضمن متتاليات هندسية، في الرؤية العميقة للمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وحكومته العميقة الخفية BUILDER BURG، يتكون من بنود تنطوي على نوايا ومساعي أميركية لجهة الحصول على موافقة أذربيجان وأرمينيا، على مشروع نشر القوات الأميركية في المناطق الأذربيجانية السبعة، هذا وما هو أكثر خطورة يتمثل في أن المناطق الأذربيجانية السبعة، تقع على طول خط الحدود الأذربيجانية – الإيرانية.

وهذا يعني بوضوح، أن نشر القوات الأميركية في هذا المناطق السبعة، أن القوات الأميركية أصبحت تتمركز على طول الحدود الإيرانية – الأذربيجانية، بشكل ينطوي على قدر كبير من الخطر بالنسبة للأمن القومي الأيراني، وسوف يتيح للقوات الأميركية التمركز على طول خط الحدود الأذربيجانية – الإيرانية، حيث الأخيرة تقع على مقربة من مناطق شمال ووسط إيران، وتوجد كل المنشآت الحيوية الإيرانية في المناطق الوسطى والشمالية، كما تتميز رقعة الأراضي الإيرانية الممتدة من خط الحدود الإيرانية - الأذربيجانية بالسكان ذوي الأصول الأذربيجانية، الذين ينخرطون( كما تقول المعلومات) في عداء عميق لنظام الثورة الإسلامية، إضافة إلى تميزهم بالنزعة القومية الاجتماعية الأذربيجانية، فهم يتحدثون باللغة الأذربيجانية ويدعمون الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام إلى أذربيجان.

وتشير التوقعات إلى أن تمكّن واشنطن من نشر قواتها، في هذه المناطق الأذربيجانية الفائقة الحساسية بالنسبة لأمن إيران القومي، هو مسألة وقت ليس الاّ، خاصة بعد أن تم اضعاف النسق السياسي السوري عبر حدثه، والأحتفاظ به كخصم اقليمي ضعيف، فقد تم البدء بالتحضير للعمل بعمق في الداخل الأيراني ما بعد قاسم سليماني وضرب قاعدة عين الاسد والتي زارها رئيس الموساد مؤخراً يوسي كوهين، وبعد اسقاط الطائرة التجسسية الامريكية في أفغانستان مؤخراً، وبوصف ايران خاصرة الفدرالية الروسية الضعيفة.
وتقول معلومات الخبراء أنّه ومن الممكن أن تحصل أميركا بكل سهولة على هذه المزايا الأنفة وأذربيجان حليفة لواشنطن دي سي، حتّى وإن كانت أرمينيا حليفة موسكو، فإنّها أرمينيا هذه تحتفظ بعلاقات وثيقة مع أركان الإدارة الأميركية، وعلى وجه الخصوص بسبب الاعتبارات المتعلقة بالتحالف الوثيق بين جماعات اللوبي الإسرائيلي، واللوبي الأرمني، إضافة إلى اللوبي الكردي عبر زعيمه قوباد جلال الطالباني زوج شيري كاراهام الأمريكية اليهودية والتي عملت مستشارة في حكومة الأحتلال في العراق وقت سيء الذكر بول بريمر. هذا وتسهب المعلومات، بأن تحركات واشنطن الرامية إلى نشر القوات الأميركية في الأقاليم الأذربيجانية السبعة، تتضمن الكثير والكثير من الحسابات المعقدة، فمن التجميد النهائي غير المحدود لأزمة إقليم ناغورنو- كرباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى الأقاليم الأذربيجانية الستة الأخرى، المحيطة بإقليم ناغورنو- كرباخ، الى إضعاف نفوذ الدبلوماسية الوقائية السريّة التركية الساعية إلى عقد صفقة أرمنية - أذربيجانية يتم بموجبها حل أزمة إقليم ناغورنو-كرباخ، أو على الأقل إخراج القوات الأرمنية من الأقاليم الأذربيجانية الأخرى، الى إضعاف العلاقات الأرمنية – الروسية، والعلاقات الأرمنية - التركية الضعيفة أصلا، الى ردع إمكانيات حدوث أي تقارب إيراني –أذربيجاني، والى منع إمكانيات تطوير العلاقات الثنائية التركية – الإيرانية والتي ضعفت بعد الحدث السوري كيفما حسبتها، حيث هي فوق الطاولة علاقات تعاون وتنافسية، وتحت طاولة صراع عميق وعميق، كما أنّه من شأن ذلك أن يقود، الى دفع أرمينيا المجاورة لإيران، وأيضا أذربيجان، لجهة توتير العلاقات الثنائية ليس مع إيران وحسب وإنما مع تركيا أيضا.

تتحدث المعلومات، أنّ هناك استراتيجيات السايبر الأستخبارية، يجري تنفيذها بثبات وهدوء، عبر تعاون وثيق جاري على قدم وساق، بين أجهزة مخابراتية من مجتمع الاستخبارات الدولية وعلى رأسها الأمريكان من جهة، وأجهزة مخابراتية من مجتمع المخابرات الإقليمية وعلى رأسها المخابرات الأسرائيلية بينها أجهزة مخابراتية عربية من جهة أخرى، تستهدف المحور الخصم الآخر في العالم والساعي الى عالم متعدد الأقطاب وعلى رأسه الفدرالية الروسية والصين ودول البريكس، عبر استهداف أنظمة وشبكات الحاسوب، من خلال ضخ ملايين الفيروسات الرقمية، والتي من شأنها، تعطيل عمل أجهزة الحاسوب الخاصة، بالبرامج النووية السلميّة لهذه الدول الخصم، كما يتم استهداف أنظمة الطيران المدني والعسكري، من خلال تقنيات الوحدات الخاصة، بموجات الحرب الالكترونية، إن لجهة الطائرات المدنية، وان لجهة الطائرات العسكرية، كما يتم استهداف الأنظمة المحددة، بترسانات الصواريخ الإستراتيجية، مع استهدافات للعقول البشرية، واستهدافات للخبراء النوويين، والفنيين ذوي المهارات العالية، من علماء دول الخصم لأمريكا وحلفائها.

وفي المعلومات الأستخباراتية أيضاً، تشهد منطقة الشرق الأوسط الآن، موجات من حرب الكترونية حسّاسة، وذات نطاقات شاسعة، حيث تم وضع إستراتيجية هذه الحرب الالكترونية، وأدوات نفاذها مع إطلاق فعالياتها، عبر تعاون وثيق بين المجمع الأمني الفدرالي الأمريكي، جهاز الأف بي أي، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جهاز المخابرات البريطاني الخارجي، جهاز الموساد الإسرائيلي، وبالتعاون مع جهاز المخابرات القطري والسعودي والأماراتي، وأجهزة مخابراتية عربية أخرى.

فهناك قيادة مخابراتية خاصة، لإدارة عمليات الهواتف النقّالة، شاهدنا فعاليات ذلك في الحدث السياسي الليبي وما زالت، وصراعه مع ذاته، عبر عمليات تعبئة سلبية، وشحن خارجي، كما تم إنفاذ ذلك، على مجمل الحدث السياسي السوري، مع استخدامات أخرى، لجهة فعاليات ميدان التحرير في مصر في وقتها.

هذا وقد أشرفت المخابرات الأمريكية والأسرائلية، وبعض المخابرات الأوروبية، وبعض المخابرات العربية كملحقات للأمريكي والغربي، وبالتعاون مع أجهزة مخابرات حلف الناتو،على فعاليات ومفاعيل، قيادة عمليات الهواتف النقّالة، خلال فترة الصراع الليبي – الليبي وما زالت، كذلك أشرفت مخابرات قطر، وبنفس الأسلوب والنفس، لجهة ملف فعاليات الاحتجاجات السياسية السورية، حيث كان يتم تحريك، وحدات الحرب الالكترونية الخاصة، بالهواتف النقّالة، ضمن وحدات ومجاميع المعارضة الليبية المسلحة، وتم إنفاذ نفس الأسلوب، ضمن مسارات الحدث السياسي السوري.

وتشير المعلومات، أنّ نطاقات العمل الجيوبولتيكي، لقيادة عمليات الهواتف النقّالة، يشمل العديد من بلدان الشرق الأوسط الأخرى، بما فيها إيران، والأردن، ومصر، ولبنان، والجزائر، وموريتانيا، والمغرب، ...الخ, حيث تمويل هذه الأجهزة وتوفير المظلّة المالية، يتم عن طريق تمويلات نفطية عربية، في حين أنّ الأجهزة ومستلزماتها، توفرها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

والأنكى من كل ذلك، أنّ إنفاذ تشغيل، قيادة عمليات الهواتف النقّالة، في موجات الحرب الالكترونية الجارية الآن، تم ربطها تقنيّاً، بالأقمار الصناعية الإسرائيلية التجسسيّة، كما سيصار إلى استهداف اتصالات حزب الله اللبناني(لذلك القمر الصناعي الايراني التجسسي الاخير سيخدم أيضاً حزب الله الكترونيا وفي عمليات السايبر المعقدة ازاء الكيان الصهيوني – فقط راقبوا وتابعوا)، عبر مهام عمل قيادة عمليات الهواتف النقّالة، والتي تشرف عليها مخابرات بعض الدول الخليجية، بالتساوق والتنسيق والتوثيق، مع مخابرات مثلث واشنطن – لندن – باريس مع تقاطعات عملها، مع مخابرات حلف الناتو، والمخابرات التركية، وأجهزة مخابرات عربية أخرى ومع الاسرائيلي.

وفي خضم الاستهداف الأمريكي – الأوروبي، لجل الساحات السياسية الشرق الأوسطية، إن لجهة الضعيف منها، وان لجهة القوي، منذ انطلاقات ما يسمى الربيع العربي، حيث الأخير ما زال يعاني، من مخاضات غير مكتملة، قامت الأجهزة الأمريكية المختلفة، بعمليات انتقاء لأكثر من عشرة آلاف ناشط سياسي، وإعلامي، وأمني، من مختلف دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعملت على تدريبهم تدريباً نوعيّاً، على كيفية استخدام، جل الوسائط التكنولوجية، والمرتبطة بتقنية منظومات، الاتصالات المتطورة، حيث قيد النطاق الزمني، لهذه العملية الأستخباراتية السريّة مفتوح.

وفي المعلومات أيضاً، أنّ هؤلاء الناشطين البشريين، قد تمّ انتقائهم، وفق عمليات اختيار معقدة، بالتعاون والتنسيق الوثيق، مع بعض القوى، والحركات السياسية، ذات الصلات الوثيقة، مع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، والعاصمة الفرنسية، والبريطانية، والألمانية، والتركية، وينتمي هؤلاء الناشطون، إلى بعض بلدان الشرق الأوسط مثل:- ايران، لبنان، سوريا، تونس، الأردن، مصر، تركيا.

هذا وأضافت المعلومات، أنّ جلسات التدريب إيّاها، قد تم تنفيذها وانجازها في بعض بلدان المنطقة الشرق الأوسطية، الحليفة لواشنطن، وخاصةً البلدان العربية منها، وكذلك قبرص وتركيا، والتي درجت على توفير المظلاّت، والملاذات الآمنة، لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووكالة المخابرات الفرنسية، ووكالة المخابرات البريطانية، وكذلك الألمانية، والكندية.

وتفيد المعلومات المرصودة، بأنّه قد تمت عملية إعادة، هؤلاء الناشطون المدربون، إلى بلدانهم كساحات جغرافية لعملهم، وبهدوء وبدون ضجيج، حيث تمت عملية نشرهم وتوزيعهم، في المدن، والمحافظات، والألوية، بالتنسيق مع القوى، والحركات السياسية المحلية، التي ينتمون إليها.

ومرةً أخرى، حول موجات الحروب الالكترونية، الجارية في المنطقة، عبر مفهوم الحماية والهجوم، في مجال " السايبر"، بعد أن صارت الأخيرة، ساحة حرب إستراتيجية وفعّالة، حيث تتحدث المعلومات، أنّ مجتمع المخابرات الإسرائيلي، أوصى بتأسيس هيئة "السايبر" في الجيش العبري ومنذ سنوات ونخبتها الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات في الجيش الحربي الصهيوني، والتي تتجسس بشكل خاص على اتصالات الرؤساء والملوك العرب تحديداً وحتى الحلفاء للكيان، من فترة ليست قصيرة، ووافق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن صارت القوى المعادية، لهذا الكيان العبري، تستخدم الحروب الالكترونية، وفقاً للقاعدة والمعادلة التالية:- سايبر بدل طائرة، وفيروس بدل قنبلة.

والحروب الالكترونية الجارية في المنطقة، هي تعبير حي وحيوي، عن ساحات الحروب المتطورة حالياً، وبصورة أكثر وضوحاً، تتم العمليات الهجومية، من خلال افتعال أخطاء مقصودة، في أنظمة الكمبيوترات المعادية، حيث يصار إلى استخدام قراصنة، الشبكة العنكبوتية، والذين يتمتعون بمهارات، تقنية حوسبية عالية، لشن هجمات كثيرة فيروسيّة، على تلك المواقع، وتعمل على تعطيلها، أو اختراقها وتدميرها، وخاصةً لجهة المواقع، المخابراتية السياسية الحسّاسة، مع استخدام أسلوب هجومي، عبر عمليات التجسس الحوسبي، من خلال الدخول إلى الشبكات واستخراج المعلومات.

ففي حروب "السايبر"، هناك نطاقات عمل تتموضع في:- نطاق جمع المعلومات، نطاق الهجوم، نطاق الدفاع، وتمتاز هذه الحروب، بقدرات عمل سريعة قريبة من سرعة الضوء، مع قدرات عمل سريّة، واستخدامات لسلاح خارق يعتبر فتّاكاّ، مع مخاطر في غاية البساطة على الحياة البشرية. الفرقة(6)التابعة للبحرية الأميركية، والتي قامت بمهمة تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، تم إعادة هيكلتها مؤخراً عبر التزاوج بين برنامج "داربا" الأستخباري، وبرنامج أوميغا الأستخباري أيضاً، وصارت وحدة اغتيالات دولية متعددة المهمات، وتعمل بغطاء شركات متعددة الجنسيات بترولية وأخرى، كما تعمل تحت غطاء مؤسسات المجتمع المدني في دول العالم الثالث وفي جلّ دول وساحات ومشيخات العرب، ومؤسسات المجتمع المدني معظمها نوافذ استخباراتية في الدواخل التي تعمل بها.

الفرقة سيلز أو سيل( SEAL): هي فرقة بحر وجو وبر، ولديها دائرة خاصة متنقلة وذات مهمات محددة، في مجال حروب السايبر وموجات الحرب الألكترونية، ويمكن وصفها بفرقة حرب الكترونية.

الفرقة سيلز قامت بمهمات اغتيال دموية انطلاقاً من قواعد سريّة في الصومال(صومالي لاند، مقر القيادة العسكرية الحربية في العدوان البعض عربي على اليمن العروبي الآن)، وقاتلت وما زالت هذه الفرقة في أفغانستان، وغرقت في دماء غيرها، وهي إحدى أكثر المنظمات العسكرية أسطورية وسريّة، والأقل خضوعاً للتحقيق والتحقّق في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي. وأسلحتها من بنادق متطورة وصواريخ توماهوك بدائية، حيث تتموضع في جلّ الساحات العالمية، وكما أسلفنا سابقاً، وتوزّع أعضاؤها في مراكز تجسس مموهة داخل سفن تجارية، وتنكّر بعضهم على أنهم موظفون مدنيون في شركات متعددة أو يعملوا في مؤسسات مجتمع مدني كفرق إسناد، وفي تمويل بعض هذه المؤسسات وخاصةً في الدواخل العربية، بصفتهم رجال أعمال ومقاولات وما إلى ذلك، وفي السفارات كعملاء سريين.

الدور الذي تقوم به هذه الفرقة، يعكس الطريقة المستحدثة التي تنتهجها أميركا في الحروب، حيث قتال هذه الفرقة ليس من أجل الفوز، وقد تخسر في الميدان المستهدف، ولكن عملها بقتل المشتبه فيهم بأسلوب يتميز بانعدام الشفقة.

الفرقة الشبح سيلز هي وحدة عمليات خاصة محاطة بالسريّة وتقوم بعمليات قذرة جدّاً، أقذر وأوسخ من عمل السي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني الخارجي الأم أي سكس، بل وأقذر وأكثر وساخةً من عمل ونتائج جهاز الموساد الإسرائيلي الصهيوني. في السابق دخلت سيلز في حربي استنزاف في العراق وأفغانستان، اشتركت عناصرها مع السي أي ايه في برنامج سميّ(أوميغا)أعطى بعداً جديداً بمجال وإطار حيوي فاعل لكيفية تتبع الخصوم واصطيادهم .

الفرقة سيلز قتل أعمى بلا رحمة وشفقة وخير مثال على ذلك: عندما قامت السيلز هذه، وحرّرت رهينة أمريكي في أفغانستان المحتلة، قامت بقتل كل من شارك في أسره من مدنيين.

وما تسمّى بهيئة "السايبر" القومية الإسرائيلية، تستهدف بالدرجة الأولى:- إيران، وباقي الدول العربية، والأوروبية، وحتّى الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والفدرالية الروسية وتركيا، حتّى أنّها تستهدف، بعض مجتمعها العبري، المناهض لسياسات الحكومة... الخ.

وللتدليل، على نطاقات عمل حروب " السايبر"، فقد كشف تقرير مفصّل، أعدته شركة التأمين" سيمنتك" الأسرائيلية، حول ما حدث في إيران، قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما خلت، حيث أن "الدودة" الفيروس، نسًقت لضرب محوّلات، تردّد محددة ومركّبة، على أجهزة الطرد المركزي، لتخصيب اليورانيوم.

والسؤال هنا: كم ستعمل هيئة السايبر الأسرائيلية الصهيونية على الأضرار بمشروع برنامجنا الأردني النووي السلمي الحالي لمنع الأردن من المضي قدماً في تنفيذه – البرنامج الذي طال وطال انتظاره؟ وما هي استعدادات مجتمع مخابراتنا وميكانيزميات عمله الألكترونية في موجات هذه الحروب؟ وهل هناك آليات تنسيق مع هيئة الطاقة النووية الأردنية من أجل حماية مشروع برنامجنا النووي وأجهزة التخصيب فيه، من هجمات وموجات الحروب الألكترونية من جهة هيئة السايبر الصهيونية وحلفائها؟.