الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أغبى وأغبن من الغبين لكن بنكهة إماراتيّة

نشر بتاريخ: 02/10/2020 ( آخر تحديث: 02/10/2020 الساعة: 21:49 )

الكاتب: السفير منجد صالح

وأخيرا وجدنا نسخة مطابقة منسوخة بالكربون عن الغبين، الصحفي والناشط السعودي، عاشق إسرائيل "من البحر إلى البحر"، ومن "الصحراء إلى الصحراء"، وعاشق نتنياهو من "النتن ياهو إلى النتانة".

لكن هذه النسخة الجديدة هي بنكهة إماراتية، فالإمارات، مع البحرين، آخر من طبّع مع الإحتلال، لذلك ليس من المُفاجأة أن يظهر من بين ظهرانيّ الإماراتيّين بعض فقاعات الزبد و"الزفت والقطران"، التي تلوّث طيبة الشعب الإماراتي وشعوب الخليج العربي عامة.

"الفقّاعة"، "التحفة"، ما هي إلا "محمد الحمادي"، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين، إذا ما صدق الراوي.

من لقبه، كرئيس جمعيّة الصحفيين الإماراتيين، يبدو أنّه "ديك حبش مريّش" وعنده ما يقول من الغثّ والسمين.

لكن عندما "فتح فمه" ونطق، في فيديو مُنمّق، أنتجه وأخرجه لنفسه وشخصه، لم يقل إلا غثّا، لكن غثّا سمينا، غثّا من العيار الثقيل، غثّا مُقزّزا، مقرفا، غثّا يلوي عنق الحقيقة، غثّا يُبرّؤ الذئب ويلوم الحمل (الصقر)، غثّا يندى له الجبين!!!

يقول السيّد الحمادي، لا فُض فوه بما فيه: "إن قناة الجزيرة القطرية تُشوّه صورة الإسرائيليين!!!".

كيف، "يا طويل اللسان، أقصد يا طويل العمر؟؟؟".

يظهر المدعو الحمادي، نُكرّر، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين، في الفيديو، خلال لقاء "تطبيعي" جمعه مع صحفيين إسرائيليين، نشرته قناة (كان 11) الإسرائيلية، حيث قال بالحرف الواحد، دون وجل أو خجل ولا مواربة:

"إن قناة الجزيرة رسّخت في أذهان العرب أنّ "الإسرائيلي هو من يقتل الفلسطيني"، و"نحن" بحاجة أن نعمل كي نُغيّر هذه الصورة النمطية"!!!!!

لو كان هذا الحمادي "المُدلّس" على خشبة مسرح يوسف وهبي رحمه الله لصرخ في وجهه بصوته الجهوري قائلا: يا للهول!!! ولصفعه على وجهه ست مرّات، بعدد رؤوس نجمة داوود السداسية، التي يمهرها الصهاينة على دباباتهم ومقاتلاتهم النفّاتة التي تقتل الفلسطينيين والعرب.

ولركله سبع ركلات، بعدد رؤوس "الشمعدان" اليهودي ذي الرؤوس السبعة، ولحذفه خارج المسرح إلى أقرب "مزبلة".

إذا كان السياسيون العرب يُطبّعون مع إسرائيل، يلبسون أبهى البدلات السموكن ويربطون حول أعناقهم أبهى ربطات العنق من الحرير الصافي، ويبتسمون أمام الكاميرات إبتسامات بلهاء، تدرّبوا عليها ولم يتقنوها، فما بال بعض أشباه المثقفين والصحفيين السعوديين والإماراتيين، أمثال الغبين والحمادي، ينحدرون إلى مثل هذا الدرك الأسفل من "التياسة" والخسة والوضَاعة.

وتزوير التاريخ ومناصرة الرواية الصهيونية المُختلقة المُزيّفة البغيضة و"حرق" الرواية الفلسطينية العربية الإسلامية الأممية الإنسانية الصحيحة والحقيقية والسرمدية، التي يعترف بها كبار الكتّاب اليهود على رأسهم نعّوم تشومسكي وميكو بيلد.

هل من المعقول أن يصبح بعص الأعراب الصهاينة أشدّ يمينيّة من غلاة الصهاينة والمتطرّفين والمستوطنين والقتلة والمُزوّرين والأفّاكين؟؟!!

كيف يريد الحمادي أن يُغطّي الشمس بغربال ويدّعي أن "الإسرائيلي لا يقتل الفلسطيني"؟؟ وهل كان محمود المبحوح، الفلسطيني، الذي إغتيل خنقا في فندق في دبي على ثرى أرض بلاده من قبل 16 عميلا إسرائيليا للموساد، "سويديا أم فنلنديا"؟؟!! وكان الستة عشر من "كوماندوز الموساد" الإسرائيلي من "تنجنيقا ومن زنجبار"؟؟!!

لماذا يصل الغبين إلى هذه الدرجة من السخافة عندما يقول بفمه الملآن بأن "الإسرائيليين مسالمون وأنهم يتلقون الهجمات من خارج حدودهم من الفلسطينيين "الرعاع"؟؟!!

لماذا يكذب السياسيّون العرب المُطبّعون ويدّعون بأن تطبيعهم جاء لمنع ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، بينما بعض مواطنيهم "الصحفيين والمُثقفين" ينزعون عن أجسادهم ورقة التوت ويتوهون في مستنقع تصريحاتهم القبيحة البغيضة المُستهجنة التي لا تمتّ لا إلى الواقع ولا إلى التاريخ بشيء؟؟!!

في ديننا الحنبف، دين الرحمة والعدالة والقسطاط، السارق تقطع يده عقابا له على ما إقترفت يداه من سرقة وتعدّي على أموال وأملاك المسلمين.

أمُا من يتعدّى على تاريخ وإرث وعدالة فلسطين والقضية الفلسطينية ويسرق روايتها التاريخية الصحيحة والعادلة، ويشتم الشعب الفلسطيني البطل المكافج منذ أكثر من مئة عام، من أجل أن يُرضي اصدقاءه الجدد وأن "يتمسّح" بأكعاب نعالهم وبمؤخراتهم، فيتوجّب قطع لسانه.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني