الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات...أمل طال انتظاره

نشر بتاريخ: 15/01/2021 ( آخر تحديث: 15/01/2021 الساعة: 23:13 )

الكاتب: صادق الخضور

تعكس خطوة قيام سيادة الرئيس محمود عباس بإصدار مراسيم مواعيد الانتخابات ومراحلها مدى الجدية التي تحكم تعاطي سيادة الرئيس مع هذا الملف الذي طال الانتظار لإحداث تحوّل جاد فيه، وفي الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن نسبة الإقبال على المشاركة موضع تساؤل، إلا أن عدم إجراء انتخابات منذ أمد، والانقسام الذي طال، ووجود شرائح غير ممثلة في كثير من مفاصل العمل الوطني وتحديدا الشباب وذوي الإعاقة، كلها معطيات تعزز الأمل بمشاركة فاعلة وغير مسبوقة.

مع صدور المراسيم؛ يتأمل الشباب خيرا، فقد ظلوا خارج دائرة صنع القرار، والآمال بأن يكونوا في دائرة الاهتمام هي آمال مشروعة، ولها ما يبررها؛ استنادا إلى عديد المعطيات وفي طليعتها أننا مجتمع فتي يشكّل الشباب نسبة كبيرة فيه.

مع صدور المراسيم؛ يتأمل ذوو الإعاقة بأن يكونوا ضمن حسابات تشكيل الكتل، فقد حان الوقت ليكون من بين أفراد هذه الشريحة من يتحدث منها لتجاوز نمطية وجود متحدثين عنها.

مع صدور المراسيم، سنشهد وفرة في الطامحين للترشح؛ وسط آمال بأن نشهد تقييما موضوعيا وذاتيا، وألا نشهد وجود تداعيات اجتماعية تعزز الخلافات كما جرى في الانتخابات البلدية في دوراتها الأخيرة حيث نشأ تجاذب لا تزال آثاره ماثلة.

مع صدور المراسيم،وجب علينا تذكّر أن الانتخابات ليست مجرد وجود مرشحين، بل هي روح وممارسة ونهج وثقافة، وللجيل الذي لم يعش أجواء أي انتخابات خاصة وأن كثيرا من الانتخابات البلدية لم تكن انتخابات بل بالتوافق، والحال ينسحب على كثير من المؤسسات، فإن الانتخابات القادمة فرصة حقيقية لبناء ثقافة، ولتعزيز ممارسة، ولتكوين نهج.

مع صدور المراسيم بمواعيد محددة، ستكون للأمر انعكاساته؛ عشائريا وفصائليا واجتماعيا، وحتى على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي المطالبة ب -والمطلوب منها ومن روادها- التمييز بين الغث والسمين، فبعض المواقع خلقت في حالات كثيرة حالة هرج ومرج دون وجود حدث يستحق ذلك في كثير من الحالات، فكيف سيكون الحال والأمر مرتبط بالانتخابات؟

هي فرصة لإعادة الاعتبار للنهج الديمقراطي، وللشراكة الناجزة بعد أن تم تعطيل منحى الخيار الديمقراطي وتحديدا في معظم مؤسسات قطاع غزة، ما يجعل من الانتخابات المقبلة فرصة لإعادة الاعتبار للممارسة الديمقراطية في حد ذاتها.

مع صدور المرسوم، وجب الانتصار للواقعية، وبدلا من أن نتوقع جيشا من المرشحين نتأمل وجود جيش من الواقعيين؛ وعلينا ترسيخ منهجية الكل يستطيع بدلا من الكل يريد.

تغيرات كثيرة ستطال المشهد، والأمل بأن يكتمل المشهد، لكن حتى مجرد صدور المراسيم– وهو ما تم- يؤسس لمرحلة جديدة متجددة، نحاكم فيها أنفسنا، وتحاكم فيها أطرنا وقوانا الوطنية ذاتها، فالانتصار للحوكمة أول المطلوب.

نعم، ليلة 15/1/2021 ليلة حملت معها آمالا باستعادة فلسطين وحدة النسيج وهو أمل تلاشى أو كاد، ويسجّل للرئيس عباس ثباته على قناعاته بأن التوافق ممكن وقابل للتحقق، وهو ما كان، كما يسجّل لكل ممثلي القوى التجاوب مع الخطوة على أمل أن تكتمل بمشيئة الله.