الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يحصل نتنياهو على الحصانة من العرب؟

نشر بتاريخ: 18/01/2021 ( آخر تحديث: 18/01/2021 الساعة: 11:23 )

الكاتب: د. علي الاعور

على مدى ثلاث جولات انتخابية لم يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية ولم يتمكن من الفوز بقوة لتشكيل حكومة تشرع القوانين العنصرية مثل قانون القومية وطرح قانون الولاء للثقافة الذي طرحته ميري رجيف وزيرة الثقافة الإسرائيلية السابقة في حزب الليكود وذلك بفضل الجماهير العربية والقائمة المشتركة وعلى الرغم من الشعارات التي رفعها نتنياهو للفوز باصوات اليمين والمستوطنين وخاصة حديثه بان العرب يهرولون لصناديق الاقتراع وتركيب كاميرات في صناديق الاقتراع وغيرها ، الا ان القائمة المشتركة والجماهير العربية في الداخل ساهمت بشكل كبير في وقف سياسة نتنياهو وكانت أصوات العرب وحصول المشتركة على خمسة عشر مقعدا في الكنيست الإسرائيلي ساهم بشكل كبير في تدني وانخفاض مقاعد اليمين الإسرائيلي ولولا سياسة بيني غانتس زعيم ازرق ابيض وعودته الى المدرسة التي تربى فيها وهي مدرسة اليمين الإسرائيلي رفض تشكيل حكومة تدعمها المشتركة وفي كل الأحوال فشل نتنياهو فشلا كبيرا في السياسة الداخلية الإسرائيلية بفضل وجود المشتركة وتبنيها برنامج وطني يعبر عن الهوية الوطنية الفلسطينية ورفض التطبيع ورفض الضم والتوسع والاستيطان .

ومع التهم الرسمية التي وجهت الى نتنياهو من قبل المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية والمتعلقة بالفساد والرشوة ومحاكمة نتنياهو في الثامن من الشهر القادم فبراير 2021 في المحكمة المركزية في القدس وخروج اليسار الإسرائيلي و المستقلين في مظاهرات حاشدة ضد نتنياهو ومطالبته بالاستقالة و الرحيل عن المشهد السياسي الإسرائيلي واستمرت المظاهرات امام مقر نتنياهو في بلفور في القدس وامام منزله في قيسارية وفي مفترقات الطرق في جميع انحاء إسرائيل توصل نتنياهو الى نتيجة مهمة وهي الحل لدى " العرب الطيبون...." سوف يمنحون نتنياهو الخلاص ويحصل على الحصانة من خلال أصوات العرب و بعض الكتل العربية التي باتت تتفق وبرنامج نتنياهو السياسي .

ربما ادرك نتنياهو ان امتناع الإسلامية الجنوبية عن التصويت لحل الكنيست يعني تفاقها مع حزب الليكود وتحديدا نتنياهو في أمور تتعلق بالمجتمع العربي و من الممكن ان تشكل له قوة سياسية في الشارع العربي بالإضافة الى العرب الطيبون...، وخاصة بعد ان امتنع عضو الكنيست " منصور عباس " التصويت لحل الكنيست وخرج عن الاجماع العربي وهنا اخد نتنياهو القرار بالتوجه الى العرب لمداعبتهم و تغيير خطابه السياسي والاجتماعي تجاه العرب في إسرائيل لحصد عدد اكبر من الأصوات وزيادة عدد مقاعد الليكود في الكنيست للحصول على الحصانة البرلمانية وعدم محاكمته بأغلبية أعضاء الكنيست اذا نجح في ذلك .

وهنا لا بد من السؤال المركزي: مادا تغير في سياسة نتنياهو تجاه العرب في إسرائيل؟ هل تعتقدون ان وعود نتنياهو للعرب سوف تتحقق بعد فوزه في الانتخابات القادمة؟ هل تعتقدون ان نتنياهو سوف يلغي قانون القومية ويعتبر العرب مواطنون في دولة إسرائيل؟

لو عدنا الى الوراء حول سياسة نتنياهو تجاه العرب في إسرائيل وسياسة الحكومات الإسرائيلية السابقة في إسرائيل ، على مدى اثنان وسبعون عاما لم تتحقق المساواة للمواطن العربي في إسرائيل، الوضع الصحي والاجتماعي حسب دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل وضع العربي الاقتصادي سيء جدا من حيث الوظائف الحكومية والصحة والتعليم والرفاه الاجتماعي وغيرها.

ولكن انا باعتقادي ان القضية المطروحة على جدول الاعمال وبرنامج نتنياهو السياسي هي قضية قومية وطنية وكان قانون القومية واضح جدا " المواطنة هي لليهود واللغة العبرية هي اللغة الرسمية في البلاد وغيرها من القوانين التي ترتبط بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل وبالتالي فان القائمة المشتركة تطرح نضال وطني سياسي يقوم على حل الدولتين ورفض التطبيع ورفض الضم والاستيطان وانهاء الاحتلال في المقابل فان سياسة نتنياهو تقوم على الاستيطان والضم والتوسع وبالتالي لا يمكن ان تلتقي المشتركة مع برنامج نتنياهو السياسي واما بعض الكتل العربية الأخرى التي ترى في نتنياهو هو الحل لمشاكل العرب فإنه لا بد من تذكيرها " كان نتنياهو يذكر الجميع بان هناك مائة وخمسة أعضاء كنيست في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 عضو كنيست بمعنى انكار القائمة المشتركة الممثلة بخمسة عشر مقعدا من وجودها في الكنيست والقضايا التي تطرحها للمواطن العربي .

واليوم ويوم امس توجه نتنياهو الى الناصرة واستقبله رئيس بلدية الناصرة واكد علي سلام بان نتنياهو قدم الكثير للجماهير العربية ومن قبله اكد منصور عباس بان الإسلامية الجنوبية ليست في جيب اليمين او اليسار وبالتالي فهو يقرر في جيب من تكون الإسلامية الجنوبية؟

اعتقد ان ما قدمته الجبهة في مؤتمرها عبر الزووم قدم برنامج وطني سياسي واضح يحدد الخطوط الحمراء لمن يريد ان ينضم الى القائمة المشتركة وبالتالي أصبحت الأمور اكثر وضوحا فمن يختار البرنامج الوطني السياسي ويلتزم به فان القائمة المشتركة هي الحل ولكن من يريد ان يخرج عن اجماع الجماهير العربية بعد الانتخابات سواء في التوصية لرئيس الحكومة من أعضاء الكنيست الجدد، فإنني اعتقد ان الخروج عن الاجماع العربي هو التخلي عن برنامج المشتركة و التوجه الى اليمين الإسرائيلي سوف يشكل قوة سياسية لدى نتنياهو يتجاوز من خلالها كل المشاكل السياسية الداخلية التي يتعرض لها نتنياهو وخاصة حصوله على الحصانة البرلمانية وعدم محاكمته .

وأخيرا .. اعتقد ان هناك عدد كبير من العرب الطيبون... وربما كتل برلمانية عربية سوف تمنح قوة سياسية لنتنياهو وسوف يطلب الحصانة من الكنيست الجديدة حيث ان القانون الإسرائيلي يسمح له بذلك بعد ان سحب نتنياهو طلبه بالحصانة في الكنيست السابقة اثناء المناقشات واعتقد هذه الانتخابات سوف تمنح نتنياهو الحصانة البرلمانية من المحاكمة ولكن بالأصوات العربية وبعض الكتل العربية داخل الكنيست الإسرائيلي.