الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المسؤولية الحقيقية والفرص الامثل لانجاح الانتخابات الفلسطينية

نشر بتاريخ: 24/02/2021 ( آخر تحديث: 24/02/2021 الساعة: 16:30 )

الكاتب: نبيل دياب

عندما تصبح الخيارات غير قادرة على التخلص من الحالة المتشرذمة سياسيا و وطنيا فان الخيار الامثل يبقى الاحتكام لارادة الشعب الذي من حقه ان يقرر مصيره بيده و من حقه ايضا اختيار الانسب و الاقدر على تحمل اعباء المرحلة و المثابرة على تلبية احتياجاته و تخليصه من معاناة طال امدها.

اذ ان هذا الخيار لابد بل؛ من الضرورة الملحة العمل على إنجاحه و تهيئة المناخات لتحقيق غاياته و يقع في صلب تلك التهيئة امتلاك كافة الاطراف سواء التي تنوي التنافس في العملية الديمقراطية أو التي أعلنت عزوفا عن المشاركة فيها الارادة السياسية الكافية إلى حد جعلها عملية تنافسية بطابع ديمقراطي لأبعد مدى ، فيها تنأى عن كيل الاتهامات و التراشق الاعلامي و إثبات المصداقية أمام الجماهير بأنها عملية نزيهة و شفافة بكل ما تعنيه الكلمة، فيها تحترم الآراء و وجهات النظر و المواقف السياسية، عملية نقية تخلو من شوائب المزايدة و التعدي على الحريات تضمن مشاركة فعالة للجميع دون تمييز بمساواة و عدالة تنسجم مع مقتضياتها الديمقراطية.

عملية ديمقراطية يتم اجراؤها وقد خلت كافة المعتقلات و السجون من أي موقوف او معتقل على خلفية الرأي و الموقف السياسي او التنظيمي فضلا عن إفساحها المجال للتعبير عن الرأي و الكلمة في إطار الاحترام الجدي و المسؤول للرأي و الرأي الآخر .

فلا يجوز أمام حالة الاستعداد التي عبرت عنها الجماهير التي بادرت للتسجيل و قد حققت فيها نسبة كبيرة لم يسبق لها مثيل أن يتم تعكير صفو هذا الاستعداد الذي رافقه استبشارا بالتوافق الوطني الذي تم الاعلان عنه من القاهرة في التاسع من هذا الشهر فبراير و قد هيأ الظروف للتشمير عن السواعد لتذليل العقبات و إزالة العراقيل لا لوضعها و جعلها عصيا في الدواليب .

فإن الإخلاص لإتمام هذه العملية الديمقراطية باعتبارها مدخلا مهما لإنهاء حقبة التشرذم و الانقسام يجب أن يتمثل بترجمة فعلية لما تم و يتم التوافق عليه و الا تطفو الخلافات في الآراء و المواقف على السطح الذي يجب أن يظل نقيا خاليا من الاستقطاب و التجاذبات السياسية خلافات يجب الا تنعكس سلبا لتثبيط العزيمة و زعزعة الارادة ، خلافات تستلزم معالجتها بحكمة و بموضوعية في الاروقة المغلقة و بما يضمن بقاء الهمم في شحذ متواصل للوصول بأمان و طمٱنينة ليوم الثاني و العشرين من مايو القادم ليمارس شعبنا حقه الديمقراطي ليعلن في اليوم التالي على مرأى العالم بأنه شعب قادر على قيادة نفسه بنفسه بالطرق و الوسائل الديمقراطية التي فيها يحترم الانسان و تحترم ارادته و يقف بمسؤولية امام التضحيات الجسام التي قدمها ليشعر بلحظات جدية و هو يمارس السيادة الوطنية و التداول السلمي للسلطة و انه جدير باعادة ترميم و بناء النظام السياسي انسجاما و توازيا مع تطلعاته بصون حقوق مختلف فئاته السياسية و الاجتماعية و صون الكرامة الانسانية و الوطنية .

إن حماية العملية الديمقراطية قبل و اثناء و بعد اتمامها مسؤولية الجميع و هنا الجميع مطالب بالحكمة و العقلانية و المرونة و الابتعاد عن التصلب و التمترس عند الموقف و الامتثال لتحقيق المصلحة العامة و تفويت الفرصة على الاحتلال الذي لم ينفك عن محاولات العبث و التخريب عبر شنه لحملات الاعتقال و التهديد لابناء شعبنا و محاولاته الفاشلة لكسر الارادة، فشعبنا الذي ضحى بمئات الالاف من الشهداء و الجرحى و الاسرى يستحق اليوم و اكثر من اي وقت مضى الاحترام و التقدير بافساح المجال امامه لاختيار من يمثله و يتبنى و يدافع عن قضاياه الوطنية و السياسية و الاجتماعية؛ شعب يستحق احترام ارادته ليخوض غمار التنافس الديمقراطي أسوة بشعوب المعمورة ليواجه بنتائج تلك العملية تحديات المرحلة و يستطيع من خلالها إعادة الاعتبار للانسان الفلسطيني القادر على البناء و العطاء لفلسطين وطن الجميع.

* القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية