الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أيها المُرشح،، قف وفكر ...!!

نشر بتاريخ: 25/02/2021 ( آخر تحديث: 25/02/2021 الساعة: 21:15 )

مهند أبوشمّة

في سباق الماراثون نحو التشريعي، ومع إرهاصات تشكيل القوائم الانتخابية؛ والتي باتت الشغل لشاغل للكل الفلسطيني، يبقى السؤال الأهم: كيف سيكون سلوك الناخب الفلسطيني في اختيار قائمته الانتخابية؟

على وقع هذا السؤال لا بد من التذكّر أن العملية الانتخابية في هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها، إذ سيكون مرشحو القوائم الانتخابية تحت عدسة مجهر الأجيال المختلفة في الثقافة والأيدولوجيا، وسيكونون محل اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطيني التي باتت هي المهيمنة، وهو ما سيخلق فرصة تاريخية أمام الجمهور لاستعراض تاريخ وإنجاز كل أعضاء القوائم من أي فصيل أو تشكيلة كانوا ، وهنا ستدق ساعة الحساب، وثمّة من سيدفع الثمن، والناخبون اليوم لن يتوانوا في استعراض تاريخ أجداد وآباء المرشحين، وسيكون التدقيق في القوائم فردي وسيكون للاسم الواحد ضمن القائمة دور كبير وأهمية في نجاح القائمة أو فشلها.

نسوق هذا الحديث في الوقت الذي لم يتبق فيه على بدء تسجيل القوائم الانتخابية سوى أيام معدودة، والرسالة لكل العاملين من خلف الكواليس لاختيار أعضاء القوائم الانتخابية، ومن أي جهة كانت أن الناخب الفلسطيني سيصوت على شخوص القوائم أولاً وقبل برامجها، فتركيبة القوائم هي التي ستكون حاضرة في ذهن الناخبين، وستفشل القوائم في تحقيق نسبة تمثيلها التي تريد لوجود شخص بعينه في القائمة، فلا تغامروا بوجودكم، وقوائمكم، وبرامجكم لإرضاء من لا يرضى عنه الجمهور، دققوا، وركزوا ، واستشيروا واستخيروا قبل ترتيب الأسماء في قوائمكم، اختاروا من لا همّ لهم سوى الوطن .

هو تذكير مردّه الثقة من أن أمهات الشهداء وعائلاتهم لن ينحازوا إلا لمن ذاق مرارة فقد عزيز فداءً للوطن، والأسير لن يصوت إلا لمن تجرّع مرارة الأسر وظلمة السجن وقسوة السجان، وابن المخيم لن ينتخب إلا من ذاق وتجرع مرارة التشرد واللجوء، والمزارع سيبحث في القوائم عمّن ناضل وقاوم وحافظ على صموده في أرضه، والمعلم لن يختار إلا من سعى لحفظ كرامته، والمرأة ستختار من دعم وجودها وساهم في تحقيق طموحها، والحال ذاته سينسحب على فئات: العامل، والطبيب ،والصيدلي، والأكاديمي، والمهندس، والصحفي والمحامي، والممرض، والمقاول، والتاجر، حيث أفراد كل قطاع من القطاعات سالفة الذكر سيعود في ذاكرتهم تاريخ ممثليهم في النقابات والاتحادات ليكون هو الفيصل في الحكم والمناصرة، ولا ننسى الطالب الجامعي الذي بالتقدير سيناصر أعضاء مجالس الطلبة ممن عرفوا طبيعة احتياجاته.

وباختصار فإن الثقة اليوم بين الناخب والمرشح هي التي ستحدد بوصلة الاختيار والتصويت للقوائم، والثقة في القوائم لن تتوافر إلا إذا استحوذ أعضاء القوائم على قناعة الناخب وثقته، فالثقة وحدها هي الكفيلة بتعزيز الإيمان الراسخ بمصداقية الأشخاص وبقدرتهم على تحقيق ما يصبو له الناخب، أي أن الثقة مفتاح الوصول للموثوقية .

المشهد الكوروني اليوم سيكون حاضرا، فهو يستحوذ على فكر الجمهور الفلسطيني وسلوكه، كيف لا وهو الذي غيّر طباع الكل الفلسطيني، وأوجد مستجدات على الأرض تستدعي أن تشمل برامج القوائم الانتخابية لآليات وإجراءات التعامل والتعايش مع هكذا فايروس ليس بالسهل فهم سلوكه، وسيدقق الناخب في تفاصيل ما أعدته القوائم للبرنامج الصحي .

لذا؛ بات مطلوبا اليوم من القوائم إعداد برامجها الانتخابية بحذر وبدقة وبموضوعية وبواقعية، مع بيان أدواتها لإنجاح برامجها، فالناخب الفلسطيني سيبحث في تفاصيل البرامج الانتخابية، وسيمحّص فيما أعدته تلك القوائم من برامج للمقاومة وللتعليم، ولخلق فرص عمل، ولدعم الزراعة، وللأمن والأمان، وللتنمية الاقتصادية المستدامة، وللتعليم الجامعي، ولدعم المشاريع الصغيرة، والقائمة متسعة اتسّاع الطموح بأن يكون المجلس المنتظر قادرا على إحداث اختراق في تفاصيل المشهد المعقّد؛ سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وعلى كل صعيد .

وأنت عزيزي المرشح،، هل لا زلت تفكر في خوض الانتخابات؟

تذكّر أن الأمر يستدعي الوقوف والتفكير ملياً ومراجعة الذات، فهموم الوطن بحاجة لمن يحملها، لا أن يحمل الوطن والشعب همومك، وستكون الآية الكريمة "إن خير من استأجرت القوي الأمين"؛ قاعدة الناخب الفلسطيني، فهل ستكون أنت أهلا لهذه الثقة، ولحمل الأمانة ؟؟

أسئلة برسم الإجابة نتركها لأعزائنا المرشحين أينما كانوا، وأينما سيحلّون ....!!! جزء من السؤال للمرشحين، والسؤال ذاته قابل لأن يتم توجيهه للناخبين، فالحلقات متداخلة كما الآمال، وكل سؤال يتفرّع عنه أكثر من سؤال، المهم أن يتم التهيؤ لتقديم الإجابات؛ الإجابات الشافية والوافية.