الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات التشريعية "الحاجات والقيم"

نشر بتاريخ: 05/04/2021 ( آخر تحديث: 05/04/2021 الساعة: 14:18 )

الكاتب: المحامي حاتم أبو هليل

انتهت المرحلة الاولى من الاعداد للانتخابات التشريعية المنتظر اجرائها في الثاني والعشرين من شهر ايار من هذا العام، وسيتم الاعلان عن القوائم الانتخابية في السادس من ابريل حسب ما اعلنت لجنة الانتخابات المركزية وبما يتوافق مع القوانين والانظمة المتبعة في العملية الانتخابية!
حسب ما يتداول فإن 36 قائمة انتخابية قدمت طلب للترشح باعتقادي أنها تمثل الطيف الفلسطيني بأفكاره ومعتقداته، والعملية الانتخابية من المفترض أن تتم وفق إطار شكلي وموضوعي، الأول هو المحددات التي فرضها القانون من السن القانوني للترشح وكذلك التصويت الى تقديم بعض الاثباتات على وجود القائمة في الشارع الفلسطيني كتقديم قائمة المؤيدين لكل قائمة؛ لإثبات حضورها في المجتمع الفلسطيني، وان لا تقل القائمة عن 16 مرشح ولا تزيد عن 132 مرشح عدد أعضاء المجلس التشريعي، هذا اضافة الى الكوتا النسائية والكوتا المسيحية، أما عن الجانب الموضوعي وهو الاهم باعتقادي ولكنه هش في المقارنة ما بين القوائم؛ حيث تجد أن الكثير من القوائم قدمت برنامجاً فضفاض لا يحمل في ثناياه المطالب او الحاجات "الحياتية
أو السياسية أو كلاهما" التي ينتظر المواطن الفلسطيني وجودها في برامج القوائم وتطبيقها حال أعطى احداها الثقة التي تخوله تنفيذ برنامجه.
كيف يمكن للناخب اختيار ممثليه في المجلس التشريعي!
باعتقادي ان الناخب مسئول كما المرشحين الذين سيحالفهم الحظ بوصولهم الى المجلس التشريعي؛ فالناخب الذي حصل على وعود التحسين والتحرر والبناء هو من سيلقى نتيجة اختياره ومن المفترض ان يتم محاسبة هذه الفئة ذات البرنامج الفضفاض والذي وضع لخديعة الناخب ليصل الى صوته.
الناخب مسئول عن حياة الشعب الفلسطيني باختيار القائمة التي سينتخبها، ويجب أن يجيب عل العديد من التساؤلات:
* كيف ستختار ممثليك في المجلس التشريعي وما هي المعايير والضوابط لاختياراتك؟
* القوائم التي تضم بعض القيادات هل سبق وأن عبرت عن حاجاتك "السياسية او الحياتية أو كلاهما" حتى تجدد ثقتك بهم؟
عليك كناخب أن تعلم أن الاربعة أعوام التي تلي الانتخابات هي نتيجة لاختيارك "إيجاباً أو سلباً"، وبخصوص النائب الفائز فلا يمكن محاسبته إلا في الانتخابات التي تلي الاربعة اعوام ولا يمكن محاسبته الا بالامتناع عن انتخاب قائمته! وعليه أنت كناخب الرابح او الخاسر الأكبر.
كيف تتنافس القوائم في الانتخابات التشريعية!
من المنطقي أن تكون الفرضية الأكثر تأثيراً في الانتخابات البرنامج المقدم من القوائم المترشحة، ولكن لغة الانتخابات قد تخلو من ذلك عندما تستحضر شعبوية أحد القوائم أو المرشحين، فنكون أمام منافسة تخلو من المعيار الموضوعي الذي شرعت من أجله الانتخابات وكذلك قد نذهب لمنحى اخر خالي من المعيار القيمي والاخلاقي؛ فالضوابط الانتخابية هشة ولا تؤدي الى الهدف المرجو "ممثلين قادرين على التعبير عن تطلعات واهداف الشعب"، لهذا قد تجد لتفسيرات بعض "المصطلحات أو العبارات السياسية" منحى يخدم بعض القوائم ويتم استخدامه وفق تلك الاهداف؛ وعليه يجب على الناخب أن يبحث في تلك المصطلحات وأصولها كي لا يقع فريسة الشعبويين وأصحاب القوائم التي تسعى بأي وسيلة للوصول لصوته الانتخابي.
المفهوم القيمي الاخلاقي غير محدد في اللغة الانتخابية ويجب على الناخب التروي في الحكم على المرشحين او القوائم الانتخابية؛ فالمنافسة كبيرة وكذلك المعاني اللغوية متعددة، فكيف ونحن أهل لغةٍ بحر من المعاني لمفردة واحدة، وعليه وحتى لا نكون كناخبين شركاء في إقصاء "قائمة انتخابية" دون قصد أن لا نحرم أنفسنا من أشخاص قد يكونوا المخلصين لما نرغب ويجب علينا الربط في الحوار الذي قد يجرى مع بعض المرشحين، واذكركم بقوله عز وجل " ولا تقربوا الصلاة" وهذه الآية ان قرأت بمعزل عن ما تلاها "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" وكأنما ألغي فرض إسلامي.
في النهاية الانتخابات شرعت من أجل المواطن لكي يختار من هو الاقرب لتطلعاته، فإن أحسنت الاختيار حسنت معيشتك وإن أسأت ظلمت نفسك وشعبك.