الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حُرّاس القدس الغر الميامين

نشر بتاريخ: 25/04/2021 ( آخر تحديث: 25/04/2021 الساعة: 18:08 )

الكاتب: بهاء رحال

المواجهات التي تشهدها مدينة القدس هي الأوسع منذ سنوات، وقد جاءت نتيجة عمليات الخنق والتضييق التي يمارسها الاحتلال بحق المقدسيين وسكان المدينة المقدسة، وقد تصاعدت عمليات الاعتداءات المنظمة من قبل قطعان المستوطنين، تحت حماية جنود الاحتلال في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، واتسعت دوائر الاستيلاء على المنازل العربية في أحياء عديدة، بالإضافة إلى ممارسات يومية الهدف منها واضح وهو تهجير المقدسيين وهذا ما عبرت عنه إحدى المستوطنات التي خرجت تقول، أنهم يسعون إلى إخلاء البيوت من سكانها والاستيلاء عليها، وهذا المخطط القديم الجديد لم يعد يخفى على أحد، وتتعدد صور وأشكال وعمليات التنكيل والضغط، وفق خطط احتلالية تارة يقوم بها قطعان المستوطنين وتارة عبر ما يسمى ببلدية القدس التابعة لسلطات الاحتلال، والتي بدورها تقوم بفرض قوانين جائرة وتفرض غرامات مالية وضرائب باهظة لا يقدر عليها المقدسيين، وغيرها من القرارات تحت ذرائع تنفيذ القوانين، الأمر الذي دفع بالمقدسيين إلى إعلاء صوتهم بالصرخة المدوية التي خرجت من حناجر هتفت للقدس العربية الفلسطينية، وفتحت المواجهة على هذا النحو الذي يؤكد أن أهل القدس لا يمكن أن يبقوا صامتين للأبد في وجه كل السياسات العنصرية، والسياسات القاهرة وعنجهية وممارسات المستوطنين، ولهذا خرج المقدسيون على قلب رجل واحد، وانتفضت القدس في وجه جلادها.

خطورة الأوضاع التي تشهدها مدينة القدس قد تتصاعد حدتها في كل لحظة، لتشتعل انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال، مركزها القدس وامتدادها كل فلسطين، وهذا ما لا يستطيع أحد التنبوء به، فمن أشعل النار هم جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ومن يمارس الاعتداءات وعمليات الاستيلاء على المنازل، ضمن سياسة ممنهجة هدفها تهجير المقدسيين عن مدينتهم، هو نتنياهو وحكومته وأحزاب التطرف والإرهاب، وهم وحدهم المسؤولين عن تطور الأحداث في القدس وما حولها، فما يحدث هو نتيجة حتمية للرد على كل السياسات والمخططات التهويدية العنصرية المتعدة الأشكال والأساليب.

إن ما يحدث في القدس إنذار خطر، ورسالة مفادها أن على حكومة الاحتلال أن لا تتمادى في قهرها واضطهادها وممارساتها القمعية اليومية، وأن لا تواصل مسلسل الإرهاب اليومي والإستيلاء على المنازل، وعمليات القهر والتنكيل والتمييز العنصري، وأن تتوقف عن التضييق اليومي المستمر، وإلا فإن الأمر سيتدحرج وتتسع رقعة المواجهة.

الأحداث التي تجري في القدس رسالة للعالم، وخاصة أمريكا وروسيا والرباعية الدولية، أن هذه القدس عربية فلسطينية، ولن تكون غير ذلك، وأن على العالم أن يتحرك للضغط الفوري لكف يد الاحتلال عنها، فيكفي كل هذا الصمت الطويل، ويكفي أن تبقى يد الاحتلال مشرعة بالأحقاد والكراهية والعنصرية والقتل دون رادع، وآن الأوان ليتحرك العالم لتطبيق القرارات الدولية، وانهاء الاحتلال عن كامل الأراضي المحتلة عام 1967.

كما وأن الأحداث التي تجري في القدس رسالة لدول التطبيع خاصة، بأن تكف عن هرولتها وزحفها نحو عمليات تطبيع مع الاحتلال بلا ثمن، فهوية المدينة العربية الفلسطينية لا تقبل هذا الخضوع الذي نراه من بعض الدول العربية التي هرولت نحو التطبيع المجاني، وتنكرت لقضية العرب الأولى وقضية الأحرار في العالم.