السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس تسطر ملحمة الكرامة

نشر بتاريخ: 25/04/2021 ( آخر تحديث: 25/04/2021 الساعة: 21:57 )

الكاتب: أحمد فائق أبو سالم

إن وثبة المقدسيين للذود عن القدس، بهذه الروح الإيمانية العنيدة، وهذا الاستبسال المدهش، تبث الأمل في وجدان الأمة بأسرها، وتهز في كل نفس حرة ضميرها الحي، وتوقد في كل غيور جذوة الكرامة.
القدس اليوم، تستعيد بعزيمة شبابها واحرارها، توهجها في الوعي الديني والإنساني، ورمزيتها الوطنية والسياسية في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني.
تقطع الطريق بصمود أهلها ومرابطتهم، في رحاب المسجد الأقصى المبارك على أوهام المحتلين والمطبعين بنفيها من خارطة الصراع العربي الإسرائيلي.
بل تبرز هويتها الوطنية الفلسطينية، ووجهها العربي، وسط ظلام الاحتلال والخذلان بأنصع صورة، باعتبارها عاصمة فلسطين الأبدية.
وإن كان الاحتلال الإسرائيلي يستعلي على شعبها الأعزل بقوته وبطشه وآلته العسكرية وإرهاب مستوطنيه؛ فان مخزونها من الإرادة والإباء، يتجدد ويتعمق بصلابة المدافعين عن عروبتها، وشجاعة القابضين على جمر التحدي من أبنائها الشرفاء، الذين يؤكدون انتماءهم الحقيقي لكل ذرة من ترابها الطهور، المجبول بدماء الشهداء على مر التاريخ.
لقد بهروا العالم وهم يتقدمون الصفوف، مسلحين بالنخوة والشهامة، متشحين بالكبرياء، في الطريق إلى الحرية ونفض غبار الذل والهوان، عن جبين القدس الوضاء.
إن أبلغ درس في الكرامة هو ما يسطره المقدسيون الآن في أتون المواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنية، الذين تجاوزا كل الخطوط الحمر في انتهاك المقدسات والعربدة والمحاولات العنصرية السافرة لطرد المقدسيين من بيوتهم، وتهجيرهم من مدينتهم.
وقد أثبتت هذه المواجهات بما لا يدع مجالا للشك أن القدس كانت وما زالت وستبقى أساس الصراع وجوهره، لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، ولا لمخطط أو صفقة مشبوهة أو مؤامرة أن تلتف على مكانتها الراسخة ومركزيتها في توجيه دفة الصراع، ودورها الملهم في شحذ المشاعر القومية والدينية للمؤمنين برسالتها الحضارية الجامعة، وإشعاعها النوراني المتسامي فوق الحدود الضيقة التي يرسمها دعاة الحق المزعوم بملكيتها الدينية والتاريخية.
وبعد .. هل ستبقى القدس تقاتل وحدها؟ والى متى ستواجه بكفها مخرز السلب والتهويد والغطرسة الإسرائيلية؟
وإلى أي حد ستذهب في غسل عار الهزيمة والصمت الذي يجلل زمن العرب؟
آن الآوان لتوجيه البوصلة نحو القدس وفلسطين، وعلينا نحن في فلسطين أن نرقى لهذه اللحظة التاريخية؛ فننحي خلافاتنا جانبا ونبدأ من القدس ومعها لملمة جهودنا كافة لخوض معركتها حتى ينبلج فجر استقلالنا؛ ليرفع أطفالنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذنها وكنائسها.