الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مع دخول الأليات المصرية لإعادة إعمار غزة- اسبوع ساخن ينتظر الفصائل الفلسطينية بالقاهرة

نشر بتاريخ: 07/06/2021 ( آخر تحديث: 07/06/2021 الساعة: 17:45 )


معتز خليل
تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية مع دقة الملفات المزمع مناقشتها قريبا في اجتماعات الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، وهي الاجتماعات التي ستبحث في بعض من القضايا على رأسها قضية الاشراف على صندوق إعادة إعمار غزة، وهي القضية التي تثار حاليا تزامنا مع دخول الكثير من الآليات المصرية لإعادة الإعمار، وهو ما يزيد من الأهمية الاستراتيجية لهذه الخطوة.
وعن هذه القضية يشير تقرير خاص للتلفزيون البريطاني إلى أن عددا من الدول العربية تدعم التوجه المصري الخاص بإنشاء صندوق لإعادة الإعمار، وهو الصندق المعني فقط بإعادة إعمار غزة.
ومن أبرز هذه الدول الأن قطر والإمارات وبعض من الدول العربية الأخرى المعنية بنجاح هذه التجربة التي تقودها مصر الان. وفي هذا الصدد أشار التقرير إلى اتفاق الدول العربية المشاركة أو المساهمة في إعادة الإعمار على المبادئ المصرية الخاصة بمنظومة إعادة الإعمار، ودفع الأموال لمنظومة اقتصادية مستقلة ستعني فقط بالإعمار بغض النظر عن أي شبهات تتعلق بأي فصيل أو حتى حركة حماس.
ويوضح التقرير أن هناك بالطبع جهات سياسية بالحركة تسعى إلى استغلال التطورات السياسية الحالية لتحقيق أي قدر من المكاسب لكسب أي شعبية، وهو ما بات واضحا مع طرح قضية إعادة الإعمار في غزة.
وتشير صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن الانفتاح المصري الأخير على غزة ومع حركة حماس يحقق هذا الهدف، حيث يرغب النظام المصري في اقتناص فرصة الاحتياجات الكبيرة لتنفيذ عملية إعادة الإعمار خلال العامين المقبلين، إذ يمكن توفيرها من مصانع الجيش في سيناء التي تعمل بالفعل، ما يقلّل من تكلفة النقل ويتيح سرعة الوصول، إلى جانب توفير الاحتياجات الغذائية التي ستصل إلى غزة، سواء من مصانع الجيش أم عبر اتفاقات تبرمها الشركات التابعة له.
ووفق أوساط تحدثت للصحيفة فإن الرؤية المصرية مرتبطة بتحويل غزة لتكون سوقاً استهلاكية للبضائع المصرية عبر رفع ميزان التجارة مع القطاع مباشرة، شريطة أن يتمّ تحقيق التبادل التجاري على قاعدة ما يرغب فيه الجيش، لكن مع إدراك طبيعة الأرض في غزة، والعمل على فهم الواقع الجغرافي بدقة، ولا سيما في ما يتعلّق بالأمور الدقيقة التي سبق أن تسبّب غياب المعلومات عنها في قلق بالغ لمصر، خاصة خلال التوتر الأخير. ومن هنا، ترى القاهرة في الدور الجديد في غزة فرصة لا تتاح كثيراً، ويجب استغلالها لتأمين الحدود كلياً، والحديث للصحيفة.
بدوره أعلن سفين كوبمانس مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص وتور وينسلاند ، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ، أن اللجنة الرباعية اتفقت على إجراءات لضمان الاستقرار في المنطقة وعدم القيام بأي مواجهات مستقبلية يمكن أن تحل بين حركة حماس من جهة والاحتلال من جهة أخرى.
وأشارت صحيفة الغارديان في تقرير لها أن المباحثات الفلسطينية المرتقبة بين الفصائل تتزايد أهمية مع اقترابها ، وهناك الكثير من التحديات التي تعترض هذه المباحثات. وتوضح الصحيفة أن من أبرز هذه التحديات ثقة الأمم المتحدة الضعيفة ببعض الفصائل وعلى رأسها حركة حماس.
وقال مصدر مسؤول للصحيفة أن حركة حماس تلقت دعمًا متميزا من قبل من الاتحاد الأوروبي ، غير أن التجارب السابقة أثبتت أن هذه الأموال الخاصة بإعادة الإعمار تحولت لدعم حماس ، وليس مساندة القطاع المدني وبناء ما دمره الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة.
اللافت أنه وفي هذا الإطار قالت مصادر منخرطة في جهود إعادة الإعمار بغزة أن مصر قالت أيضًا إنها ستتحقق من كل دولار يدخل إلى غزة وذلك بسبب شائعات عن سرقة بعض المعدات التي أرسلتها إلى غزة على يد عوامل مرتبطة بحركة حماس.
جدير بالذكر أن عشرات الآليات المصرية وصلت إلى غزة من أجل تلمساعدة في إزالة آثار الدمار الذي طال المنازل والبنايات والأبراج السكنية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة.
اللافت أنه وفي ذروة هذه التطورات السابقة تداولت بعض من منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية أنباء تشير إلى غضب رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار من تركيا .
وأشارت بعض من هذه المنصات إلى أن السبب في هذا الغضب هو ممارسة الخارجية التركية ضغوطا على السلطة الفلسطينية لتولي مهمة إعادة تأهيل غزة ، بدون الاتفاق على حماس فقط.
وقالت هذه المنصات إلى أن تركيا لا ترغب الآن ، وفي ضوء العلاقات مع مصر ، أن تتولى حماس وحدها مسؤولية إعادة الإعمار ، الأمر الذي دفع بحركة حماس إلى أن تدعي بأن أنقرة يجب أن تثق في قدرة الحركة السياسية ، والأهم استطاعتها أيضا على توجيه أموال إعادة التأهيل للاحتياجات المدنية .
وأوضحت هذه المنصات أيضا إلى أن كبار المؤسسات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لا توافق على أن تتولى حركة حماس وحدها هذه المسؤولية ، موضحة في ذات الوقت أن وزارة الخارجية التركية لم تنكر دعمها لاقتراح الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مع مصر وقطر بضرورة ضمان وصول أموال إعادة إعمار غزة إلى وجهتها الرسمية أي السلطة الفلسطينية واستغلال وتخصيص هذه الأموال لتحسين حياة المدنيين في غزة المدمرة.
عموما فإن تطورات الموقف السياسي الحالي الحاصل على الساحة مرشحة للتصعيد في أي وقت ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه التطورات وتأثيراتها على الساحة.