الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقوية مناعة المجتمع

نشر بتاريخ: 31/07/2022 ( آخر تحديث: 31/07/2022 الساعة: 14:21 )

الكاتب: رامي مهداوي

في زمن فايروس "كورونا" ظهر العديد من المصطلحات أهمها تقوية المناعة، إذا ما أسقطنا هذا المصطلح على واقع الكُل الفلسطيني وبكافة الأصعدة، سنجد بأننا بأمس الحاجة اليوم الى تقوية مناعة المجتمع بأسرع وقت ممكن، وإلا الإنهيارات التي سنواجهها ستكون صعبة للغاية الوقوف أمامها، وملامح ذلك أصبحت أمام عين الجميع حتى ولو كنت فاقد البصر.

لهذا تقوية مناعة المجتمع هي قدرة المجتمع على استخدام ما لديه لتقوية كافة الأنظمة المكونه له من النظام السياسي، الإجتماعي، الثقافي، الإقتصادي، القانوني، الصحي.. وحتى السلوكية للوقوف والتكيف والتعافي من المحن وما أكثرها في واقعنا الفلسطيني.

المجتمعات هي تحديات معقدة، وما نراه بشكل يومي جعلني أفكر بمفهوم أهمية العمل على تقوية وتعزيز المناعة الداخلية والخارجية، وإستخدام أدوات غير تقليدية، وضخ دماء شابة في كافة المواقع دون إنتظار الإنتخابات التشريعية والرئاسية، لأن صعوبات ذلك يمكن معالجتها إذا ما تم العمل بإستنهاض الواقع قبل إعلان حالة النهاية.

تتطلب معالجة هذه التهديدات الكثيرة اتباع نهج يجمع بين ما نعرفه عن الاستعداد لمواجهة الصعوبات وما نعرفه عن الإجراءات التي تقوي المجتمعات كل يوم؛ وخصوصاً بأن الشارع الفلسطيني مُتعطش لحدوث التغييرات التي تم وعده بها على صعيد العديد من المواقع وهذا ما لم يحدث حتى هذه اللحظة. لهذا تركز مناعة المجتمع الفلسطيني على تعزيز تفكيك وحل العديد من القضايا اليومية والبعيدة للمجتمع للحد من الآثار السلبية التي أصبحنا نواجهها كل يوم وساعة ودقيقة.

آن الأوان لخطو خطوات ملموسة يستشعر بها المواطن من أجل إشراكه في أنشطة التأهب الرئيسية؛ ومن أجل تقوية مناعة مرونة المجتمع الفلسطيني في القدرة المستدامة على الصمود والتعافي من المحن دون التكيف بسياسة الأمر الواقع، وهذا ما نجده على سبيل المثال في حالة الإنقسام.

تقوية المناعة الفلسطينية بحاجة الى خطوات عملية ضمن خطة مدروسة؛ من أجل الوصول الى حالة تُمكنا من مجابهة التغيرات التي تعصف بقضيتنا من إختلال موازين القوى العالمية، وتوجهات بعض الدول العربية ببناء علاقة واضحة مع دولة الإحتلال، وعلى صعيد التشرذم الداخلي.

لو كنت في المطبخ السياسي الفلسطيني لحرصت بشكل أساسي ولا مفر منه في ظل التغيرات المختلفة التي نواجهها العمل على تطوير مناعة المجتمع بكل مكوناته. وتوسيع مناعة المجتمع والتأهب الغير تقليدي من خلال تشجيع الإجراءات التي تبني الاستعداد مع تعزيز أنظمة المجتمع القوية ومعالجة العديد من العوامل التي تساهم في تماسكه ولن أنتظر تضييع الوقت فكما قال سيد الكلمة لا وقت للغد.