الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ألا تستحق فلسطين أفضل من هذا؟

نشر بتاريخ: 11/08/2022 ( آخر تحديث: 11/08/2022 الساعة: 15:50 )

الكاتب: معتز خليل



قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في تصريحاته الإعلامية الأخيرة إن حركة الجهاد الإسلامي والحرب ضد الاحتلال أظهرت أن كل الحركات الفلسطينية والشعب الفلسطيني متحدان، غير إنني أود أن أناقش مصداقية هذا التصريح من عدة جهات.
في البداية بات من الواضح إن الواقع يظهر شيئًا مختلفًا حيث باتت هناك حقائق أود مناقشتها ، الأول إن حركة حماس لم تنضم إلى هذه الحرب ، وهي الخطوة التي كانت واضحة.
وبقراءة كثير من الصحف ووسائل الإعلام الفلسطينية أو العربية سنجد أن هناك أصواتا صدرت من إيران بل ومن قيادات حركة الجهاد الإسلامي لحركة حماس بالمشاركة في هذه الحرب ، إلا أن هذه المطالب لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها ، وبالإضافة إلى ذلك تابعت بعض من منصات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحركة حماس تشير إلى انزعاجها الشديد من الجهاد الإسلامي الذي تسبب في توقف الحياة في قطاع غزة بوقت الحرب.
بالإضافة على نقطة ثانية تتمثل في عدم انضمام أبناء الضفة الغربية في التصعيد ضد السلطة خلال فترة العدوان على غزة ، بالطبع كانت هناك مظاهرات ومواجهات باسلة قام بها شبان فلسطين الأطهار ، إلا أنها كانت فردية وغير منظمة وهو ما يؤكد أن الفصائل ومعها أيضا السلطة سعت للحفاظ على الهدوء بالضفة الغربية حتى لا تنفجر الأوضاع بالنهاية.
ولم يكن خافيا على أحد قيام قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية بتشديد قبضتها الأمنية من أجل الحفاظ على الهدوء من أجل الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي النسبي ، وهو أمر طالب به كثير من المواطنين الفلسطينيين.
وتابعت تقرير في ذروة العدوان الإسرائيلي على غزة أن غياب محاولات نشطاء الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية لتصعيد الوضع الأمني في المنطقة يشير إلى ضعف الحركة في الضفة الغربية، وهو تقدير موقف سياسي نقله التليفزيون البريطاني الرسمي في إطار تقديرات الموقف التي قام بها خلال الفترة الأخيرة .
على صعيد غزة ، أريد أيضا أن اتطرق لنقطة مركزية أخرى ، وهي أن الفلسطينيين في غزة تابعوا الحرب عن كثب ، واعرب بعضهم عن غضبهم بسبب إغلاق جميع المعابر الحدودية، حيث لم يتمكن العمال الفلسطينيون من العمل ولم يتمكن الغاز والطعام والسلع الأساسية الأخرى من الوصول.
وعلاوة على ذلك ، تابعت أيضا إصابة الجمهور الفلسطيني بالصدمة بسبب عدم اهتمام العديد من الدول العربية بالعدوان الإسرائيلي على غزة ، حيث بات واضحا أن العدوان مركز فقط على عناصر وقيادات حركة الجهاد الإسلامي ، وهو ما أدركته كلا من مصر وقطر اللتان تابعتا قتال الجهاد الإسلامي في الساحة بمفرده.
ولا يخفي على أحد أيضا مزاعم البعض عن سقوط صواريخ تابعة لحركة الجهاد الإسلامي داخل غزة وتسبب في خسائر بقطاع غزة .
وفي النهاية فقط أود أن أشير الفيديو الذي أنتجه الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة ، والذي أشار إلى حديث أحد المواطنين الفلسطينيين ممن يستعد لدخول إسرائيل للعمل والذي قال أن المواطن الفلسطيني برئ مما جرى ويجري بالقطاع.
ومع انتهاء هذه الملحوظات اسجل بعض من النقاط التي أود أن اثيرها بجانب ما سبق : أولا أن إسرائيل تمتلك بالفعل آلى إعلامية قوية تساعدها دوما في اثبات أي حديث أو مزاعم ترغب في نقلها لأي طرف.
ثانيا أن الخلاف الفلسطيني بات خنجرا بالفعل في ظهر الأمة ولا يمكن وعقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع الصمت أو السكوت عليه.
ثالثا أن الشعب الفلسطيني يستحق أفضل من كل هذا ، يستحق آلية أفضل لإدخال المساعدات له ، ويستحق الأفضل لكي تستوعب الدول العربية أبنائه في مشاريعها ومؤسساتها ، ويستحق علاج طبي افضل ، ويستحق رواتب أفضل ، ويستحق حياة أفضل.