السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل لا ديموقراطية ولا يهودية!!

نشر بتاريخ: 10/09/2022 ( آخر تحديث: 10/09/2022 الساعة: 19:42 )

الكاتب: دكتور ناجى صادق شراب

تواجه إسرائيل تهديدات وجودية داخلية يفرضها من ناحية إحتلالها للشعب الفلسطينى الذى يقارب سكانه في الداخل والآراضى المحتلة عدد سكان إسرائيل وفى المدى البعيد قد يتفوق هذا العدد.

ومن ناحية تركيبتها السكانية والسياسية الداخلية , والتهديدات الداخلية قد لا تنفع معها القوة العسكرية المتفوقة لإسرائيل. فعندما تواجه إسرائيل تهديدا خارجيا قد تلجأ للقوة العسكرية وتحقق ما تريد بحكم تفوقها. فالتهديدات الحقيقية التي تواجه إسرائيل وبحكم عوامل كثيره منها نشأتها بالقوة العسكرية ، والعامل السكانى والتواجد الفلسطيني والمحددات الجغرافية وطبيعة وماهية الحركة الصهيونية ووضع اليهود والتركيبة السكانية والإجتماعية. كلها عوامل تلقى الضؤ على طبيعة التهديدات الوجودية الداخلية والتي تتلخص اليوم أكثر من ناحية مشكلة الإندماج الخاصة باليهود أنفسهم والتمايزات بينهم، ومشكلة التكامل بين العرب في الداخل والحقوق والمواطنة المتساوية، ومشكلة ألإحتلال الدائم الذى تمارسه إسرائيل على شعب يقارب سكانه عدد سكان إسرائيل ذاتها. وهذه المحددات تتلخص اليوم في تهديد اللاديموقراطية التى يقوم عليها نظامها وتحوله لنظام أبارتهيدى، والهوية اليهودية الغالبة.فمن جانبه أشار الصحفى كريج كارلستون فى كتابه كم سيكون بمقدور إسرائيل البقاء؟التهديد من الداخل.أن إسرائيل وبعد سبعين عاما لم تكن أكثر إزدهارا وأكثر أمناوأكثر قبولا مما هي عليه الآن.

فهى دولة مسلحة نوويا، والأكثر قوة وتربطها معاهدات سلام مع أكثر من دولة عربية.وقادرة بما تملك من قوة نوويه على ردع إيران.ورغم هذه القوة تعانى من تهديدات حول بقائها ووجودها.وهذه التحديات كما يقول مصدرها داخلى ، ويعطى أمثلة بإحتلال إسرائيل للضفة وغزة والذى أدى إلى تسميم العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمستوطنيين من ناحية ، وبين عرب الداخل وبقية السكان.وتعمقت درجات الكراهية والحقد والثأر خصوصا بين الفلسطينيين والمستوطنيين والإعتداءات على المساجد والكنائس وعلى منازل الفلسطينيين وإقتلاع الأشجار .

وفي الوقت ذاته يشير إلى التفاوتات وعدم المساواة الاقتصادية رغم تحسن إقتصادها ودخلها القومى.فالفجوة من ناحية بين اليهود أنفسهم وبين ستة مليون يهودى ومليونين عربى . وهذا يعنى أن هناك كما أشرنا مشكلة إندماج وتكامل ومشكلة هوية وإنتماء.فالبطالة وصلت بين عرب الداخل 25 في المائة وهى ضعف النسبة بين الإسرائيليين.

هذا وتتمتع التجمعات اليهودية بكل الخدمات ، ومنذ 1948 أنشأت حوالى 600 مدينة للتجمعات اليهودية ولم تبنى واحده للعرب.إلى جانب التمايزات بين اليهود الشرقيين والغربييين والحريدم. والخلافات بين العلمانية أو العلمانيين ولأرثوذكس.أما الباحث ميخائيل ميليشتاين في جامعة تل أبيب يؤكد على أن إسرائيل تقف منذ حرب 1967أمام معضلة إستراتيجية صعبة في الموضوع الفلسطيني وخاصة فيما يتعلق بسيطرتها على الضفة الغربية.

كيف يمكن ضمان الأغلبية اليهودية وشكلها الديموقراطى.ومن ناحية أخرى عدم تقسيم ألأرض والحفاظ على المصالح ألأمنيةالوجودية.وأشار إلى إمكانية الحفاظ على الأمر الواقع دون الفصل وبين من يريد التقسيم الجغرافى، وهذا يفسر لنا بناء أسوار عاليه بين الضفة الغربية وإسرائيل.

ووجود ما يقارب إل 360 الف فلسطيني في القدس الشرقية.الحفاظ على ألأمر الواقع سيقود إلى دولة واحده وهو سيناريو مرفوض من قبل غالبية اليهود.ومن ناحية ثانية الخو ف من الإنفصال والإنقسام وقيام دولة فلسطينية مما قد يشكل معها من وجهة نظره تهديد وجود لإسرائيل. وفي المقابل هناك من يتحدث عن مفهوم السلام الإقتصادى وتقليص الصراع.

وإحياء خطة بيغين التي تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا ، حكم دون الأرض ، اى سلطة فلسطينية لإدارة إحتياجات الفلسطينيين.وأقصى ما يمكن تصوره بنيان دولة دون سياده. اى دولة بروتوكولية.فمن وجهة نظر هذا الفكر فكرة الدولة الفلسطينية غير مقبولة.

وكلها من وجهة نظره أفكار قديمه مثل أفكار موشيه دايان عن التقاسم الوظيفى وفكرة الحدود الناعمة لشيمعون بيريز وصولا لفكرة وسيناريو الكونفدرالية ليوسى بيلين.ويعتقد الباحث أن هذه الحلول أو الحل الإقتصادى تعمل على تليين الأيدولوجيا ونسيان التطلعات القومية.

وهكذا يكون على شعبين يتصارعان كقبيلتين قديميتن على العلم وألأماكن المقدسة تحتاج إلى تبنى نماذج مركبة وإلى تطور إجتماعى ةثقافى يصل إلى مرحلة ما بعد الحداثة ، وكلها يرى أنها أوهام تقود إلى دولة واحده وبنيان واحد.

ويضيف أن على الجمهور الإسرائيلي أن يبدى اهتماما أكبر بالموضوع الفلسطيني ، والإعتراف بتأثيره على شكل الدولة.

ويرى في النهاية أن أمام إسرائيل طريقان:الإستمرار في إنصهار الضفة الغربية الذى يتعمق مع الخطوات الاقتصادية والمدنية مع السلطة الفلسطينية وهذا يلقى الضؤ على رؤية إسرائيل للسلطة ووظيفتها.

وفى هذا الإنصهار ستكون إسرائيل أمام نظام واحد يتضمن مستويين مدنيين يهدد الشكل الديموقراطى .

فالديموقراطية تقوم على قاعدة مساواة الحقوق وهذا لن ينطبق على الفلسطييين.والطريق الثانى توطين كامل للفلسطينيين يهدد الأغلبية اليهودية.

ويختتم أن البديل الانفصال الجغرافى بدون دولة أي أين تنتهى الحدود الإسرائيلية وأين تبدأ الحدود الفلسطينية.

ومن وجهة نظره أن هذه المقاربة أفضل من سيناريو الأمر الواقع والنموذج البلقانى ولا يمكن فصل غزه عنه.هذه القراءة توضح ما هية التهديدات الوجودية التي تتهدد إسرائيل ويتجاهلها الساسة والأحزاب المتنافسة على الانتخابات.

عاملان حاسمان سيقرران شكل الصراع او البقاء والتعايش بيين الفلسطينيين والإسرائيليين العامل السكانى ووحدانية الأرض, فلا بديل عن البحث عن صيغ للتعايش والسلام الذى ينهى الاحتلال أولا ويبحث في المشاريع المشتركة وإحلال مقومات ثقافية جديده للبقاء، لكن هذا التصور تدفنه تعصب المستوطينيين والفكر اليمينى ليضعنا اما سيناريو الصراع الدائم. ويبقى أن يتفهم الفلسطينيون هذا الفكر ليبنوا عليه مقارباتهم المستقبلية.