العلاقات بين حماس والسعودية.....المحددات والروابط

الكاتب:

معتز خليل

لفت انتباهي أخيرا خطوة إرسال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لبرقية تهنئة إلى كلٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك بمناسبة اليوم الوطني السعودي الثاني والتسعين.

وقال هنية في رسالته إن حركته تشارك الشعب السعودي فرحته بهذه المناسبة السعيدة، وإنها تقدّر مواقف المملكة العربية السعودية وتاريخها العميق في خدمة قضايا المسلمين الكبرى والمركزية، وخصوصًا المسجد الأقصى ثالث المساجد قدسية بعد الحرمين الشريفين.

وأشار هنية إلى ضرورة تتويج هذه المناسبة السعيدة بإصدار عفوٍ ملكي عن جميع الموقوفين الفلسطينيين لدى المملكة العربية السعودية، وأن تبقى السعودية دار أمن وسلام لأبناء شعبنا الفلسطيني كما كانت وما زالت على عهدها الوثيق مع فلسطين، وأبنائها الذين احتضنتهم المملكة عبر عقود طويلة من الزمن.

عموما اعتقد ان هنية بالفعل يقود محور متميز للاعتدال في الحركة ، وهو ما بات واضحا بل وتعترف به أيضا بعض من الصحف ووسائل الإعلام العربية المختلفة والتي تتطرق إلى هذه النقطة الشائكة المتعلقة بالعلاقات السعودية مع حركة حماس.

والواضح ان الكثير من القيادات السياسية في حماس تعتقد ان الوقت حان لبناء علاقات طبيعية واقتصادية جيدة مع السعودية، في ظل حساسية هذه العلاقة بوضوح خاصة عقب التصعيد السياسي الحاصل بين الطرفين حماس والسعودية بسبب إلقاء الاخيرة القبض على عدد من النشطاء التابعين للحركة، الأمر الذي أصاب الكثير من القيادات التابعة لحركة حماس بالقلق بل ودفع بعضها إلى انتقاد السعودية .

عموما ،في ذروة هذا المشهد بدت حماس وكأنها هي من يخطب ود العلاقة مع المملكة العربية السعودية ، في المقابل لا تريد السعودية أن تضحي بعلاقاتها مع السلطة الفلسطينية ومصر وواشنطن والمجتمع الدولي مقابل تكوين تحالف أو إقامة علاقة وافتتاح قنوات دعم وتواصل مع حركة حماس، أمر آخر أن التعاطي والتعامل السعودي مع حركة حماس سيكون له محدداته ومقتضياته ، والجميع يعرف ان السعودية ترغب في ان تنهي حركة حماس العلاقة مع كلا من إيران وحزب الله، ولا يتوقع أن تستجيب حركة حماس لهذه المقتضيات دفعة واحدة أو لأجل تأسيس علاقة قوامها الدعم المالي المشروط، الامر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة بالنهاية.