الجمعة: 06/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتصرت السعودية وانتصر معها العرب..!

نشر بتاريخ: 23/11/2022 ( آخر تحديث: 23/11/2022 الساعة: 16:51 )

الكاتب:


د. عبد الرحيم جاموس

عشاق الرياضة وخاصة عشاق كرة القدم في كافة انحاء العالم يتابعون بشغف مباريات المونديال للعام2022 م التي تنظمها دولة قطر على أرضها وعلى ملاعبها التي استغرقت عشرة أعوام من البناء والاستعداد والتنظيم الرائع والمذهل لتخرج المونديال على الصورة المشرفة التي ظهر عليها فكان شرفا كبيرا لدولة قطر وللعرب أجمعين فقد قدمت قطر صورة بهية للعالم عن أمة العرب في التقدم والبناء وحسن الإدارة والتظيم فاق في جوانبه المختلفة وتفوق على المونديالات السابقة التي حظيت بتنظيمها دول كبرى ومتقدمة ، رغم محاولات البعض من الدول الأجنية التي سعت للتشكيك بقدرات الدولة القطرية على تنظيم هذة التظاهرة الرياضية الحضارية والثقافية الكبرى ، إلا أن قطر قد تفوقت على نفسها وعلى الجميع في اخرج هذا المونديال بالصورة الجميلة التي ظهر عليها و تتابع صورها منذ لحظة الإفتتاح إلى الصور اليومية التي تبثها المحطات الفضائية المختلفة وتنقل إلى مليارات البشر في ارجاء العالم الاربع عن المونديال .
هنا تجلت الصورة الحقيقية الحضارية عن الإنسان العربي في قطر وفي غيرها من دول العرب الذي سعت كثير من وسائل الإعلام المغرضة والكارهة لكل العرب لتشويه صورة الإنسان العربي وتصويره بأنه انسان بدائي متوحش وغير متحضر وانه يعيش خارج سياق العصر ولا يتقن سوى لغة الإرهاب والدم التي سعى وخطط الكارهون لإلصاق هذة التهمة به وبحضارته .
وفي اليوم الثاني من ايام المونديال تأتي الصورة الثانية التي قدمتها الفرق العربية المشاركة في مبارياتها فكانت المبارة الأولى التي تمت بين الفريق الأخضر فريق المملكة العربية السعودية مع أقوى فريق من الفرق المشاركة في المونديال وهو الفريق الوطني الأرجنتيني الذي ينافس على البطولة لتنتهي بفوز رياضي جميل وساحق بنتيجة هدفين لهدف واحد لصالح السعودية ، وهذة النتيجة الني كانت صادمة لكثير من المحللين والمعلقين الرياضيين قبل بدء المباراة حيث كنت اتابعهم في بث مباشر على كثير من الفضائيات فكانت نظرة التشاؤم تغلب على توقعاتهم لأداء الفريق السعودي في مواجهة الفريق الأرجنتيني الذي يضم أشهر لاعبي الكرة من امثال ميسي ، وقد تنبأت انا شخصيا وقتها بفوز الفريق السعودي بإذن الله وكتبت لهم ذلك تعليقا على ماسمعت من تعليقات متشائمه..
وبالفعل مع انطلاقة صفارة الحكم إيذانا ببدء المباراة بدأت الصورة التي يرسمها الفريق السعودي تفرض نفسها على المشاهد والمراقب والمحلل الرياضي في أداء قوي وسريع وخطط مواجهة تعبر عن تدريب راقي المستوى للفريق السعودي فقدم الفريق السعودي أجمل صورة له في الدفاع عن مرماه وفي محاولاتة التصويب والتسجيل في مرمى الفريق المنافس ، فقد انتهى الشوط الاول بهدف للفريق الأرجنتيني نتيجة ضربة جزاء إلا أن معنويات الفريق الأخضر بقية عالية واستمر في تنفيذ خطته للفوز وليس لمجرد الدفاع عن مرماه و واصل تكتيكاته الكروية وهجماته السريعة نحو مرمى الفريق المنافس منذ اللحظة الأولى لبدء الشوط الثاني ليتمكن من تسجيل هدف التعادل في الدقائق الأولى من الشوط الثاني وبعد دقائق قليلة يتبعة بالهدف الثاني هدف الفوز .. واستمر في همة وحيوية ونشاط محافظا على فوزه الرياضي النظيف على مدى وقت المبارة المتبقي .
فكانت النتيجة مذهلة للمراقبين والمحللين الذين بدا عليهم التشاؤم قبل بدء المبارة ، وقد عمت الفرحة جميع أنحاء العالم العربي من قطر والسعودية إلى جميع الدول العربية والجاليات العربية في كافة انحاء العالم والتي كشفت عن مدى التوحد في المشاعر والأحاسيس لابناء الأمة العربية من شرقها إلى غربها .. فإذا كانت الكورة أدة رياضية فهي ايضا أداة ثقافية وحضارية وتوحيدية ..
لقد قدم الفريق السعودي في هذة المبارة صورة عما وصلت إليه كرة القدم لدى الرياضة العربية ، كما تحمل الصورة مدى التصميم على النهوض والتقدم للسعودية وللعرب في مختلف الميادين وكشفت عن قدرات تتجلى بأننا نستطيع اذا قررنا وصممنا أن نفعل ...وبالفعل نستطيع ايضا التقدم والبناء في الإنسان كما في البناء والعمران وتحقيق التقدم والإزدهار في كل الميادين وفي كل العلوم ، فعلا تستطيع ان تفعل وتحقق النتيجة المبتغاة ...
نعم استطاعت قطر واستطاعت السعودية أن تفوز وتنتصر وتحقق ذاتها السعودية والقطرية والعربية معا .
وقد كانت اللوحة الرياضية الأخرى والجميلة التي قدمها الفريق العربي التونسي المشارك في مباراته مع الفريق الدنماركي تمثل ايضا لوحة رياضية راقية و جميلة و مذهلة بتحقيق التعادل الجميل بين الفريقين ... نستطيع أن نقول ان اليوم الثاني من ايام المونديال كان يوما كرويا عربيا بإمتياز .
نعم للروح الرياضية التي سادت الملاعب وسادت مشاعر واحاسيس المتابعين من عرب وغيرهم ونعم للوحة المشاعر العربية الوحدوية والتضامنية في الرياضة وغيرها من مضامير العمل والبناء والتقدم والفرح والحياة ، مبارك لقطر حسن تنظيمها وادارتها للمونديال ومبارك للسعودية فوزها النظيف على الارجنتين ومبارك لتونس تعادلها الجميل مع الدنمارك .. ومبارك للعرب جميعا على هذة النتائج الأولية المشرفة للفرق العربية المشاركة في المونديال ..
كما نتمنى لبقية الفرق العربية الأداء الممتاز والفوز والمحافظة على هذة الصورة الجميلة والرائعة في جميع مراحل المونديال لتصل الفرق العربية إلى الدور النهائي للبطولة في كأس العالم 2022 م .




[email protected]