الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مولاي المواطن لابد من معرفة الحقيقة ...

نشر بتاريخ: 07/12/2022 ( آخر تحديث: 07/12/2022 الساعة: 10:37 )

الكاتب: يونس العموري

مولاي وانت القاعد حيث انت ، تراقب المشهد ما بين الامس وقصته ، واليوم وبشائره ، وللقادم حكاية اخرى بأسفار التكوين، وحيث ان الحروف تهبط عليك كونك للكتاب جامع حروفه ، فلابد من الاستجداء ولو قليلا في محاولة لتفكيك استعصاء الفهم الطبيعي فقد عاد المجوس الى ساحات الوغى ولابد من اشهار السيف بوجه ارباب الفقر والمعتصمون بالحياة ، واعادة كهانا الى بيته على التلة المشرفة على البلدة العتيقة ، ولتصدح الابواق معلنة عن القدوم الجديد لأنصار الوحشية المؤمنين بالآلهة القديمة ، وولاة الله على الارض الناطقين بالعبرية الجديدة ، وقطع الرؤوس بالميادين واحدة من اساليب استعادة هيبة الدولة المزعومة المأرومة بكل حيثياتها والملفوظة والمرفوضة بكل التجمعات فقد انكشفت عورتاهم وما عاد امامهم سوى القتل بكل اشكال الذبح على ارصفة الشوارع وبالأزقة والميادين ، وصارت شهوة القتل ميزة ومن ميزات المدجج بالحقد على الحنطي الجميل والذي يمشي الهوينا.

مرة أخرى نجدنا امام وحشية الذبح بالدم البارد يا سادة، ونكتب إدانتنا لوحشية المستعمر، وسياسات الإعدام بالكلمات، بينما الضحايا، الشهداء، يكتبون نهايتهم بالدم ، والمشهد المتكرر سيعود مرة ومرات للعرض الاستعراضي ، لطالما تتواصل حلقات المشروع العبري الاستعماري بحق البشر والحجر والروح والحب والعشق وجمال الشاب المتزنر لجمال المحيا .

مولاي وانت الشاهد منذ البدايات، فكيان الاحتلال كان قد بدأ بالعصابات القاتلة المأجورة الممتهنة لمهنة الذبح وها قد عادت تل ابيب لسياسة العصابات من خلال اعتلاء منصة الحكم فيها لأرباب تشكيلات العصابات المنفلتة العقال والسيطرة .

وعاصمة الوهم تتصارع بين اقطابها حول مصيرها ومصائرها في ظل تنازع صلاحيات القبائل المكونة لها، والسؤال الذي يقض المضاجع والذي يظل يرواغ دون إجابة شافية ، هل الدور الوظيفي ما زال العنوان الأبرز لاستمراراها ..؟؟ ام انها باتت فائضاً عن الحاجة ...؟؟ مسترخية في عقمها، ومهجوسة بالحفاظ على مصالحها.

دعونا نتصارح بالحقيقة ونصارح جموع المنتظرين وبسطاء العوائل وذوي الفقد بالحقيقة وان كانت صادمة أو مرة إلا أنها بالنهاية هي الحقيقة.... فهل بالفعل عاصمة السراب حاكمة ومتحكمة بكبائر أو حتى صغائر الأمور هنا بالأرض السمراء ..؟؟؟ او هل تستطيع حمايتهم من الذبح ..؟؟ وحتى كل هذه التشكيلات والفصائل المتربعة على عرش التمثيل الوطني هناك في دهاليز ما يسمى مجازا بالثورة اومنظمة التحرير وسميها ما شأت ، قادرة على توفير شبكة الأمن والأمان لجموع القتلى او على الأقل لحلم الشباب بالعيش دون التهديد بالقتل والذبح.

وهل تملك هذه السلطة بمختلف أجهزتها ومؤسساتها ودوائرها سلطة اتخاذ القرار الفعلي والمستقل وحماية من يحاول ان يحيا .. ؟؟ أم أنها مجرد وسيط ما بين هذا وذاك الطرف وتنفذ فقط ما يتم إملاءه من قبل الآخرين..؟؟ هل نملك سلطة قادرة على محاكاة قضايا الناس والشعب.. وان يعيشوا بكرامة بحدودها الدنيا ...؟؟ أم إننا نعيش الأكذوبة الكبرى فقط.. ؟؟ نسمي سلطتنا بالوطنية ونحاول أن نسوقها على أنها دولة مالكة لسلطة القرار والواقع عكس ذلك تمام... فقوة عسكرية إسرائيلية احتلالية بإمكانها وبأقل من ساعة أن تعبر وتدخل إلى وسط عاصمة السراب وان تعبث فيها كما تشاء وان تمارس أيا من ممارستها... والمعابر تتحكم فيها السلطات الإسرائيلية بشكل أو بأخر ... والقائمة طويلة ونعلمها ونعرفها.... ولكن أن نكذب على أنفسنا وان نعتبر أن لنا دولة ولنا سلطة ولها الكثير من المغانم وان يندلع الصراع حول هذه المغانم وهذه المكاسب فهذا هو التزوير للحقائق بأم عينها... فلماذا لا يطلع علينا كل أمراء السلطة ويصارحون الشعب بالحقيقة ويقولوا له أن السلطة الفلسطينية قد أخفقت بالتعاطي وشأنكم... وأنها غير قادرة على تحمل مسؤولياتها.. وان تضارب وتناقض المفاهيم ما بين أقطاب ما يسمى بالسلطة يحول دون التوصل إلى تفاهمات وطنية حقيقية... وان ممارسات الاحتلال والمجتمع الدولي على مختلف قواه وأقطابه قد قوضت أركان هذه السلطة... وان لا أمل ومن خلال هذه المسالك أن نتعاطى بالشأن السلطوي.. وان فلسطين بكاملها من بحرها حتى نهرها بضفتها وقطاعها ما زالت تحت مرمى النار الإسرائيلية... وأنها محتلة بالكامل... وان السلطة وهي صنيعة اتفاقات السلام ومعاهدات ومواثيق الاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية بطريقها للانهيار جراء فض العهود والاتفاقات وعدم الإلتزم فيها من قبل الجانب الإسرائيلي.. وبالتالي لا بديل عن حل هذه السلطة وتحميل الاحتلال مسؤولياته كاملة اتجاه الإقليم المُحتل والشعب المُحتل... وبالتالي أن تعود القوى الوطنية والإسلامية إلى خنادقها وقواعدها... وان يكون التعاطي مع القضية الفلسطينية وفقا لبرامج هذه القوى والفصائل...

إن الشعب والناس الغلبانة التي تنتظر الفرج بحاجة إلى مصارحة حقيقية والى وقفة ضميرية مع الذات من قبل مسئولي السلطة رئاسة وحكومة... ليقال لهم أن لا جدوى من هذه السلطة وان هذه السلطة قد أخفقت بالتعاطي وقضاياكم وان المسئول عن هذا الإخفاق هو الاحتلال أولا والمجتمع الدولي وعدم انجاز تفاهماتنا.... وعلى الشعب حينهما أن يقرر واعتقد انه قادر على التقرير والعودة إلى إمساك زمام المبادرة من جديد... واللبيب بالإشارة يفهم....

وامام هذه الوقائع لابد من اعادة النظر مرة اخرى بالخارطة السياسة الوجودية للقوى الفلسطينية والتي باتت هي الاخرى بلاستيكية المعنى والمضمون حتى ان التعامل مع القضايا اليومية قد اصبح تعاملا عشوائيا متشرذما لا اساس له ولا منطلقات فعلية له تؤثر بمفاعيل المنهجية العلمية العملية للتاثير بوقائع الصراع مع الاحتلال حيث انه يفرض معطياته يوميا على الارض الأمر الذي اصبح فيه المشروع الوطني مشروعا هلاميا ضائعا غير متبلور على ارض الواقع والمسيطر على المشهد هي تلك الصراعات ما بين النخب الحاكمة المتحكمة برأس الهرم السلطوي بمؤسسة السلطة او بمؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية. حيث لابد من اعادة الإصطفاف مرة على اساس المشروع الوطني الفلسطيني اولا واخيرا بكل بساطة.