الأحد: 01/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء ، كلام ، وخلاصات تترك للقارئ

نشر بتاريخ: 16/11/2023 ( آخر تحديث: 16/11/2023 الساعة: 14:04 )

الكاتب: عوني المشني


في لقاء افتراضي جمعني مع مجموعة مفكرين واكاديميين غربيين قبل اسبوع تقريبا وعلى خلفية الحرب الشاملة التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني في كل مكان ، هذا اللقاء والذي حضره عدد من الاسرائيليين المتفهمين للحقوق الفلسطينية ومن ذات النوعية اكاديميين او مفكرين . كان لي في هذا اللقاء كلمة رئيسية ، وكانت كلمتي هذه ….
مساء الخير لكم جميعا ….
اعترف انني في خضم هذه الحرب المجنونة والتي يشنها قادة مجانين لتحقيق اهداف وهمية مجنونة لا امتلك قدرا من التركيز يكفي لتقديم كلمة في سياق واحد …. ربما الحرب المجنونة هذه جعلتنا نفتقد التركيز قليلا …. فهي حرب اللامنطق واللامعقول واللانساني …. لهذا ساقدم شيئ ربما هي قصص ، ملاحظات او شيئ لا اعرف اسمه … ولكنه وان بدى منفصلا فان اعادة تركيبه يعطي صورة واضحة ……
يسألني صديق قديم قبل اسبوع : لماذا تواصل الاجتماع بهم وهو يعني الاسرائليين ، هل ترى ان من يعمل هذا بالناس في غزة يستحق ان نتحدث معه ، كيف تحتمل الجلوس معهم ؟ كان صعبا علي ان اوضح له الامر ، لم يكن لي ان اقول الكثير ولكنني اجبته : انظر نحن واياهم على حافة هاوية ومكبلين ايدينا ببعض التاريخ والمستقبل يكبلنا واذا سقط احدنا سيسقط الاخر بالضرورة ، ليس امامنا سوى ان نتماسك مع بعض هذا خيارنا الوحيد قال نعم نعم فهمت ، قلت له لا اسألك ان كنت فهمت ، اسألك هل اقتنعت ، قال لا اعلم ربما ان نسقط مع بعض ليس هو الخيار الاسوأ . هكذا يفكر كثير من الفلسطينيين .
العدو الاول لاسرائيل هو يحيى السونار ، معتقل سابق امضى عشرون عاما في السجون الاسرائيلية هكذا تقول المصادر الرسمية الاسرائيلية هو المسئول الاساسي عن هجوم ٧ اكتوبر ، وانا استمع لشهادات صوتية من معتقلين خرجوا قبل ايام من المعتقل ، احدهم كسر له ثلاث اضلاع في القفص الصدري لانه رفض ان يقبل العلم الاسرائيلي ، واخر افلتوا عليه الكلاب التي نهشت ساقه ويديه لنفس السبب ، اخرون تم الافرج عنهم عاريين من اي ملابس وهذا موثق بالصورة والصوت . جميع المعتقلون بدون كهرباء ، بدون مياه استحمام ، وجبتي اكل يوميا تكاد لا تكفي للاستمرار في الحياة ، لا استحمام ، بث على مدار اربع وعشرون ساعة للنشيد الوطني الاسرائيلي ، وهذا غيض من فيض لما يمارس ضد ثمانية الاف معتقل فلسطيني ، وانا اسمع ذلك سألت نفسي ، سيكون نصف اقل او اكثر من هؤلاء المعتقلين قادة مجتمع بعد تحررهم ، وربما يكون احدهم رئيسا للشعب الفلسطيني ، ترى كم يحيى السنوار سيخلق التعامل الاسرائيلي هذا ، كم ؟؟؟؟ وبعد ذلك سيسأل الاسرائيليون باستغراب لماذا تكرهوننا !!!
قبل حوالي ثماني سنوات قلت ذات مرة امام الصحافي الاسرائيلي لاحد اعضاء مجلس اللوردات البريطاني وهو يهودي : لا تصدق ان الفلسطينيين قد انتصروا في معركة ضد الاسرائيليين ، لقد هزمنا في كل معاركنا ، لا اعرف عدد الهزائم ، في كل مرة وبعد كل هزيمة نبدأ من جديد ومن نقطة الصفر ونواصل مسيرتنا التحررية ، وقد نهزم ايضا عشرة او عشرين ، لا اعلم ولدينا القدرة ان نبدأ من جديد ، تعودنا ذلك ، لكن السؤال كم مرة تحتمل اسرائيل الهزيمة ؟؟ ستحدث يوما ما ، لخطأ في الحسابات ، لخطأ فني ، لتغير دراماتيكي في المنطقة ، ستحدث بعد سنة او عشرة او ثلاثين ستحدث ، حينها ماذا سيفعل الاسرائيليين ، فرصة اسرائيل التاريخية ان تصنع سلاما حقيقيا قبل ان تحدث تلك الهزيمة ،،،، نعم فرصتها قبل ان تحدث . يبدوا ان اسرائيل تجيد اضاعة الفرص اكثر من اجادتها اي شيئ اخر .
ذات مرة اثناء الانتفاضة ربما سنة ٢٠٠٢ ، لا اذكر اقتحم الجيش الاسرائيل البناية التي اسكنها جمعو معظم العائلات في بيت واحد ، وعندما علموا انني معتقل سابق وكادر في حركة فتح استقدمو كولونيل عسكري ليتحدث معي ، كان يتحدث العربية ومثقف سياسي جيد ، للحق تحدث باحترام ولمدة ساعة ونصف استمر حديثنا … قال لي في احد مفاصل الحديث : يكفي ذلك يكفي . نحن وامريكيا واوروبا وكثير من زعماء الدول العربية لا يرغبوا ببقاء ياسر عرفات ، لماذا لا تغلقوا هذا الموضوع ، كفى ؟؟؟ سألته بسذاجه : ممكن ان توضح لي لماذا لا تريدوا ياسر عرفات ؟ اجابني باهتمام لانه عقبة امام السلام ؟ اعدت سؤاله : اذا اختفى ياسر عرفات هل سيكون سلام ؟؟؟ قال بلا تردد :: نعم هذا اكيد . حينها قلت له اذن الامر سهل ، وسهل جدا ، ليعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية عن استعداده لسلام على اساس دولتين على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ بشرط ان يتخلى الشعب الفلسطيني عن ياسر عرفات وحينها اقدم لك وعدا اننا سنتخلى عن ياسر عرفات خلال ٢٤ ساعة ، قال لي بعدها كلام كثير ليس فيه اي جملة مفيده لكنني لانني تعبت من سماع لاشئ قاطعته : ستندمون كثيرا اذا تخلصتم من ياسر عرفات ، ربما يأتي بعده من يريد سلاما وحسب رؤيتكم وافضل من سلام ياسر عرفات لكن ولكنه لن يكون بمقدوره ، ياسر عرفات يستطيع ويرغب ، الاخرون يرغبون ولا يستطيعون . نعم الاسرائليون يجيدون اضاعة الفرص . انهم فعلا حمقى ويجيدون اضاعة الفرص .
في جلسة في بيت الدكتور ثابت ابو راس وكان عشرة اشخاص من اعضاء دولتين من وطن واحد شركاء في هذه الجلسة الجميلة هذا قبل حوالي خمس سنوات . في تلك الجلسة وفي نقاش جميل قلت ان الاسرائيليين لا يتغيروا عبر المنطق والاقناع ، من يمتلك القوة فانه يفكر من قلب بندقيته ، لا قيمة للمنطق وحتميات التاريخ لديه ، ما يستطيعه بقوته لا يتنازل عنه استجابة للقيم والمثل العليا ، وضربت امثلة عديده ، حينها سألني ربما البرفسور اورن نفتاحيل: وما السبيل لتغيير الاسرائيلي قلت له الصدمة ، الاسرائيليون بحاجة الى صدمة تعيد التوازن في العقل الجمعي لديهم ، الان اسأل : هل سبعة اكتوبر هي الصدمة الكافية لتحقيق تغيير في العقل الجمعي الاسرائيلي ، صحيح ان الاسرائيليين يعيشون الان مكابرة ما بعد الصدمة ولكن هذا مؤقت ومؤقت جدا سيستيقظون سريعا اما بعقل جمعي مختلف او سينتظرون صدمة اخرى تكون كافية لتغييرهم .
اثار انتباهي تصريح وزير الخارجية الاردني امس : حماس لم تختلق الصراع يوم ٧ اكتوبر ، بل استمرار الصراع هو الذي خلق حماس وخلق سبعة اكتوبر . انتهى حديث وزير الخارجية الاردني الذي لم يقله وزير الخارجية الاردني ان اجتثاث حماس يتم عبر انهاء الصراع لان تأجيجه سيخلق من هو اشد فتكا واكثر رعبا من حماس . هذا الشعب لديه المقدرة دائما وعبر خمس وسبعون عاما على ايجاد اشكال نضال متجددة لتحقيق اهدافه .

سموترتش يقول صباح اليوم : الهجرة الطوعية للفلسطينيين الى دول العالم الاخرى هي الحل الانساني الصحيح للصراع ،
انا لا افضل المقارنة ونصحني ميرون ربابوت بعدم المقارنة ولكن بالمقارنة هنا تفرض نفسها رغما عني ، تصريحه هذا يعيدني لتصريحات قيلت في عام ١٩٣٣ ، عن الحل النهائي للمسألة اليهودية ، حيث قال يوهان فون ليرز واخيم جيرك ان المسألة اليهوديه يمكن حلها باعادة توطين يهود اوروبا في مدغشقر او مكان اخر في افريقيا او امريكيا الجنوبية !!!! بعدها فشل هذا الاقتراح وكان الحل النهائي للمسألة اليهودية .
اعطوني اي فرق ، اي فرق ولو صغير بين التصريحين ……
بهذا انهي حديثي واشكركم على الاستماع .


في عام 1933، اقترح منظران نازيان هما يوهان فون ليرز وأخيم جيرك أن المسألة اليهودية يمكن حلها بإعادة توطين اليهود في مدغشقر أو في أي مكان آخر في إفريقيا أو امريكيا الجنوبية
فشل هذا الحل فكان لا بد من الحل النهائي للمسألة اليهودية كما تعرفونه جميعكم . الانساني الصحيح للصراع ،
انا لا افضل المقارنة ونصحني ميرون ربابوت بعدم المقارنة ولكن بالمقارنة هنا تفرض نفسها رغما عني ، تصريحه هذا يعيدني لتصريحات قيلت في عام ١٩٣٣ ، عن الحل النهائي للمسألة اليهودية ، حيث قال يوهان فون ليرز واخيم جيرك ان المسألة اليهوديه يمكن حلها باعادة توطين يهود اوروبا في مدغشقر او مكان اخر في افريقيا او امريكيا الجنوبية !!!! بعدها فشل هذا الاقتراح وكان الحل النهائي للمسألة اليهودية .
اعطوني اي فرق ، اي فرق ولو صغير بين التصريحين ……
بهذا انهي حديثي واشكركم على الاستماع .