السبت: 27/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب في غزة ليست ضد حماس وانما هي نكبة ثانية لابادة الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 02/12/2023 ( آخر تحديث: 02/12/2023 الساعة: 18:01 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

ستة عشر الف شهيد وثلاثين الف شهيد ومسح اكثر من ثمانمائة عائلة فلسطينية من السجل المدني وهدم عشرات الالاف من البنايات السكنية وغير السكنية اضافة الى استهداف وبشكل مباشر المدارس والمستشفيات والجوامع والكنائس ما زال غير كاف لاتخاذ قرار دولي ملزم بوقف هذه المجزرة التي تفوقت بعدم انسانيتها على اي مجزرة او محرقة اخرى حصلت في التاريخ المعاصر وهو ما يجعلها حرب ابادة بكل اركانها للشعب الفلسطيني وبمباركة دولية وكأن الشعب الفلسطيني هو فعلا شعب فائض .

التفسير الدولي لعدم اتخاذ قرار هو عذر اقبح بكثير من الذنب او بالاحرى من الخطيئة لان عدم اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار بعد اليوم الاول من بداية هذه الحرب هو خطيئة كبرى كونها تسببت بقتل الالاف من الاطفال والنساء الذين لا ذنب لهم سوى ان ظرفي الزمان والمكان اجبرتهم على العيش في غزة.

العذر في عدم وقف اطلاق النار هو منبعث من عقدة ذنب دول الغرب من حلفاء اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بسبب ان ماحصل في السابع من اكتوبر وقتل اكثر من الف ومائتين صهيوني في يوم واحد هو بمثابة تكرار لمحرقة هتلر التي ارتكبت في اوروبا على يد النازيين والذين فشلت هذه الدول بمنع تلك المحرقة بحق اليهود وها هو الوقت قد حان لصناعة محرقة اخرى بحق شعب اخر لا حول له ولا قوة ولكن هذه المرة على ايدي اولاد واحفاد الناجين من المحرقة النازية المذكورة لعلها تمحو من الذاكرة سابقتها النازية وفي اعتقادي انهم نجحوا في ذلك خصوصا وان المحرقة الصهيونية في غزة تتم امام عدسات الكاميرات وبنقل مباشر على شاشات التلفزيون التي اظهرت اطفال يدفنوا احياء تحت الانقاض وهم لم يكملوا الشهر من عمرهم وهنا نذكر نبيلة نوفل وعمرها سبعة ايام .

النتن ياهو او بالاحرى جزار غزة وزبانيته من امثال الحقير ابن الغفير اغتنموا فرصة الصمت الغربي كضوء اخضر لارتكاب محرقتهم لابادة الشعب الفسطيني تجسيدا لهدف صهيوني استراتيجي وهو التطهير العرقي لاصحاب الارض التي سرقوها واقاموا كيانهم عليها وهو الهدف الذي لم تتوقف الحركة الصهيونية عن فعل كل ما هو ممكن من اجل تحقيقه ومنذ اليوم الاول الذي ولد فيه كيانها من رحم الابادة للشعب الفسطيني بقتل الالاف منهم وطرد اكثر من 750 الف منهم من ديارهم التي عاشو فيها ومنذ ما قبل التاريخ وهدم كل اتر لهم حتى لا يعودوا وذلك ابان حرب النكبة الاولى سنة 1948 .

ما يحصل الان في غزة بسبق اصرار ونية مبيتة من قبل الفاشيين من احفاد الناجين من المحرقة النازية لابشع جريمة شهدها التاريخ المعاصر يجعلني اشك بان اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي نفسها من خطط وبخبث لاحداث السابع من اكتوير الدموية بعد ان ثبت بان معظم قتلى ذلك اليوم من الصهاينة تم على ايدي الجيش الاسرائيلي وذلك من اجل خلق غطاء دولي تتمكن فيه عصابة الجزار النتن ياهو من تحقيق اهداف النكبة الاولى وهو الابادة لمن بقي من اللاجئين الفلسطينين الذين يشكلون ثلثي سكان غزة وذلك بسبب انهم اصحاب حق وبسبب قربهم الجغرافي من قراهم وبلداتهم خصوصا وانهم ما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي هجروا منها بالرغم من ادراكهم بان بيوتهم قد تم تدميرها وهو ما يشجعني الى ان الجأ لهذه العبثية في قراءة احداث السابع من اكتوبر خصوصا وان ما فعلته دولة الاحتلال وما زالت بابادتها للعائلات باكملها من الجد الى الطفل والغاء هذه العائلات من السجلات المدنية و التي فاقت عددا الثمانمائة عائلة حتى لا يبقى من هذه العائلات وريث يطالب بحق العودة على اعتبار ان باقي اللاجئين يعيشون في مخيمات الشتات خارج حدود فلسطين التاريخية.

الى ما سبق اضيف بان شهادات الاسرائيليات من الذين تم الافراج عنهم من الاسر وفيما يخص حسن معاملة رجال المقاومة الفلسطينية لهن لدرجة ان صبية اسرائيلية وقعت في غرام مقاوم قسامي فلسطيني وظهرت بعد ذلك تغني "انا دمي فلسطيني" كل ذلك يؤكد وبدون ادنى شك على صحة رواية المقاومة الفلسطينية بان جل هدفهم من السابع من اكتوبر لم يكن القتل لاي كان وانما لخطف جنود اسرائيليين من اجل استبدالهم باسرى الحرية من اخوانهم الفلسطينيين الذين تم اختطاف معظمهم من بيوتهم وهم نيام في الساعات الاولى من الفجر على ايدي جنود الاحتلال المدججين بالسلاح الذين يهاجمون البيوت في كل ليلة يكسروا الابواب ويروعون السكان ويخرجوا وهم يكبلون شخص بملابس النوم ويسوقونه الى مراكز تعذيبهم وبدون اي فرق بين طفل او امرأة او رجل ,

دولة الاحتلال هي من عودتنا واقنعتنا بان الوسيلة الوحيدة لتحرير اسرانا هي في استبدالهم باسرى صهاينة وبسبب ذلك كان السابع من اكتوبر الذي لو انه تم على الطريقة الفلسطينية فمن المؤكد ان يكون قتلى السابع من اكتوبر اقل بكثير مما حصل لان دولة الاحتلال تعمدت برفع الفاتورة ولو على حساب ارواح صهيونية من اجل ان تكسب دعم دولي لجريمتها بدليل انها بدأت الحرب بخدعة وبكذبة كبيرة وهي قطع رؤؤس الاطفال وقتل المحتفلين لدرجة ان الرئيس بايدن وقع في هذا الفخ واصدر فتواه ومعه اذنابه من ساسة اوروبا بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها على الرغم من ادراكهم الراسخ بان اسرائيل هي القوة القائمة بالاحتلال ولا حق لاي احتلال ان يدافغ عن نفسه ضد من هم تحت احتلاله .

فتوى بايدن وما تبعها من دعم اوروبي رسمي ليست فقط تجعل منهم شركاء في ارتكاب مجزرة غزة ولكنها ايضا خيانة كبيرة لثقة شعوبهم ووسائل اعلامهم كون هذه الفتوى كانت تحفيز لعصابة تل ابيب في شن حرب بشعة في غزة قائمة على ادعائات كاذبة.

وقف هذه الحرب ومحاكمة مجرميها هو ما يجب ان يكون هدف هذه اللحظة لكل من لديه حس انساني لان هدف القضاء على حماس بزعم منع اكتوبر اخر هو محض هراء وافتراء لانه كما اسلفت هو مجرد غطاء لمجرمي الحرب في تل ابيب من اجل القضاء على القضية الفلسطينية وابادة شعبها لان بشاعة المجزرة الصهيوني في غزة خلقت حماسات وليس حماس واحدة واعتقد ان هذا الادراك وصل الى ايلون ماسك صاحب منصة اكس والى العديد من العقلاء في الغرب الرسمي وعلى راسهم رئيس وزراء اسبانيا.

النكبة الثانية التي تدور رحاها الان في غزة سببها الحقيقي هو دعم الغرب الذي مكن دولة الاحتلال من الافلات من العقاب على اي من الجرائم التي ارتكبتها منذ قيامها، النكبة الاولى سنة 1948 ما تلاها من مجازر تجاوزت الخمسين مجزرة وكلها موثقة لمن لا يرى الشمس بالغربال.

السابع من اكتوبر بالرغم من انه بريء مما يحصل الان في غزة كونه اضافة الى ما سبق يحصل ايضا في معظم مدن الضفة حيث استشهد اكثر من مائتين مقاوم فلسطيني منذ التاريخ المذكور الا اننا ومع ذلك نزعم ونحن على يقين بانه سوف لن يتكرر فقط عندما يتحول الحلم الفلسطيني الى واقع ملموس على الارض وهو انهاء الاحتلال الصهيوني العتصري من اجل قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس وهذا من المؤكد لن يتحقق بالتفاوض كون التفاوض اصبح وبعد تجربة ثلاث عقود مجرد اداة صهيونية لتاجيل النكبات بحق الفلسطينيين وانما يتحقق فقط بقرار انهاء الاحتلال صادرعن مجلس الامن الدولي وتحت البند السابع .