الكاتب: هبة بيضون
يذكّرنا يوم الأسير الفلسطيني في كل عام بأنّ الحرية حق، والحصول عليها هو معركة مستمرة تُخاض بالإرادة والصمود، وهو مناسبة لتأكيد أنّ الأسرى ليسوا أرقاماً، بل أرواحاً تتشبث بحلم الحرية. هناك قصص مكتوبة بالصبر والتحدّي خلف جدران الأسر، حيث يتحول المعتقلون إلى رموز للنضال من أجل الكرامة والعدالة.
يُمثل الأسير جوهر النضال، وهو شاهد حيّ على إرادة لا تنكسر، فالأسرى هم أول من رسموا معالم التضحية في كل مرحلة من مراحل الصراع الفلسطيني، ووجودهم داخل السجون يزيد قضيتهم عمقاً وأهمية.
الأسير محطة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني، فهو رمز للصمود، على الرغم من ظروف الاعتقال القاسية، حيث يُواصل الأسرى تحدّي سياسات القمع بحقهم، سواء عبر الإضرابات عن الطعام، أو من خلال نضالهم القانوني ضد سياسات الاحتلال.
ليس الأسر مجرد تجربة شخصية يخوضها الأسير، بل أنه يؤثر على الهوية الوطنية، لأنه امتداد للنضال الجماعي، وكل أسير يُجسّد معاناة شعب بأكمله، ويُحافظ على روح المقاومة داخل وخارج السجون.
كما يسهم الأسرى ببناء الوعي السياسي والمجتمعي، ومنهم من أصبحوا مفكرين وقادة سياسيين، لم يستسلموا للوقت داخل السجون، بل استغلوه بإكمال دراستهم، وبتثقيف أنفسهم، وبصقل شخصياتهم، وبكتابة تجاربهم، وبصياغة رؤى وطنية تُسهم بتشكيل مستقبل فلسطين.
يبقى الأسرى جزءاً فاعلاً بالنضال، حتى بعد الإفراج عنهم، حيث يعيدون إنتاجه بنقل تجربتهم للأجيال القادمة، ما يُبقي قضيتهم حيّة بوجدان الشعب الفلسطيني.
ليست قضية الأسرى شأناً محلياً فقط، بل هي جزء من المعركة القانونية والسياسية التي يخوضها الفلسطينيون في المؤسسات الدولية لفضح ممارسات الاحتلال.
الأسير الفلسطيني هو حكاية وطن بأكمله، وكل رسالة يكتبها، كل إضراب يخوضه، كل لحظة يواجه فيها الاحتلال، تُضيف فصلاً جديداً إلى كتاب النضال الفلسطيني.
سيبقى يوم الأسير الفلسطيني شعلة مشتعلة في مسيرة الكفاح، لأنه يُجسّد قصة نضال لا تنتهي، ومعركة ضد الاستعمار بجميع أشكاله، وإحياء هذا اليوم هو لتأكيد أنّ القضية مستمرة، وأنّ الحرية حق لا يمكن التنازل عنه.
سيبقى يوم الأسير الفلسطيني حاضراً بوجدان الفلسطينيين والعالم، حتى تتحقق العدالة لكل من ضحّى بعمره وبأحلامه من أجل وطنه.