الأحد: 01/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

التدريب المهنى والتقني في فلسطين بين الواقع و المأمول

نشر بتاريخ: 25/03/2015 ( آخر تحديث: 25/03/2015 الساعة: 11:04 )

الكاتب: د.ماهر تيسير الطباع

انطلق في قطاع غزة أسبوع التعليم والتدريب المهني والتقني و الذي يهدف لترسيخ ثقافة و رؤية التعليم والتدريب المهني والتقني , والتعلم على كيفية توظيف المهارات في العمل , وإبراز أهميته في إيجاد فرص عمل جديدة وخفض معدلات البطالة .

ويعتبر أسبوع التعليم والتدريب المهني والتقني الخطوة الأولى الهامة لتعزيز ثقافة التدريب المهني و تغير مسار طلبة الثانوية نحو التخصصات المهنية و التقنية , لتجنب ما يعانيه الخريجون من حملة التخصصات الأكاديمية في فلسطين من قلة توفر فرص العمل , حيث أنة ومع ازدياد أعداد الجامعات و الكليات في فلسطين زاد عدد الخريجين بشكل ملحوظ , وتشير البيانات الإحصائية بأن حوالي 32 الف خريج سنوياً من الجامعات وكليات المجتمع الفلسطينية يتم ضخهم لسوق العمل , وساهم الحصار المفروض على قطاع غزة في زيادة معاناة الخريجين في البحث عن فرصة عمل و ذلك نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة , وعدم استيعاب القطاع الخاص لمزيد من الخريجين و توقف القطاع العام عن التوظيف نتيجة للظروف الراهنة التي يمر بها , وبلغ معدل البطالة بين الخريجين الشباب 56% خلال الربع الثاني من عام 2014، ليسجل الخريجون من تخصص العلوم التربوية والاجتماعية أعلى معدل بطالة إذ بلغ 71.2% , بينما سجل الخريجون من تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 3.2%.

وساهم الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثمان سنوات في توقف و انخفاض الإنتاجية في العديد من الأنشطة الاقتصادية , مما تسبب في فقدان العديد من العمال لمهارات وحرفية العمل خصوصا في قطاع المقاولات و الإنشاءات.

كل هذا أدي إلى اهتمام العديد من المؤسسات الدولية بقضايا التعليم والتدريب المهني والتقني , حيث أنة يعتبر أحد الحلول الناجعة التى بادرت إليها العديد من الدول لمعالجة أزمات البطالة.

وتكمن أهمية التدريب والتعليم التقني والمهني في محددين الاول هو احتياج سوق العمل الفلسطيني للعديد من التخصصات التقنية و المهنية المفقودة , والثاني تشبع سوق العمل من التخصصات الأكاديمية و ارتفاع معدلات البطالة في العديد من التخصصات الأكاديمية.

وحيث إن القطاع الخاص الفلسطيني له الدور الكبير والرافع في الاقتصاد الوطني الفلسطيني بحيث يشغل 52% تقريبا من العمال الفلسطينيين في فلسطين ، لذا يجب العمل على موائمة مخرجات التعليم والتدريب المهني والتقني مع احتياجات سوق العمل و القطاع الخاص.

ومن أجل ذلك تم تأسيس مجالس التشغيل المحلي و التدريب والتعليم المهني والتقني والتى تضم في عضويتها العديد من مؤسسات القطاع الخاص و المؤسسات الأكاديمية , وذلك بهدف لعب دورا حيويا في تحسين وضع سوق العمل، وتعزيز التشغيل والتوظيف الذاتي، و الحد من البطالة والفقر قدر المستطاع , وذلك من خلال تعزيز أنشطة التوجيه والإرشاد المهني، وتعزيز المساعدة والتوجيه في البحث عن وظائف وغيرها من الأنشطة ذات الصلة.

ولتحفيز الطلبة بالالتحاق إلى التعليم و التدريب المهني و التقني وتحقيق تنمية اجتماعية و اقتصادية وخلق كوادر ريادية مؤهلة و متميزة في كافة المجالات , يجب العمل على النهوض بكل مكونات التعليم و التدريب المهني و التقني من خلال التوصيات التالية:

ضرورة تغير الثقافة و النظرة الخاصة بالتعليم والتدريب المهني والتقني لدى المجتمع .

تطوير المناهج الخاصة بالتعليم والتدريب المهني والتقني بما يتناسب مع التطور الحرفى و التكنولوجي.

تطوير البنية التحتية للتعليم والتدريب المهني والتقني من مراكز و أدوات ومعدات وأجهزة تستخدم بالتعليم و التدريب.

تطوير الكادر البشري العامل في مجال التعليم والتدريب المهني والتقني.

ضرورة تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني والتى تم إقرارها في عام 2010 ولم تطبق حتى هذه اللحظة.

وفي الختام نأمل بالفعل أن يتغير واقع التعليم والتدريب المهني والتقني , حيث يمثل طوق النجاة للمساعدة في التخلص من أزمة البطالة الطاحنة في فلسطين.