الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

امرأةٌ عاقلة تقعُ في حُبِّ رجُلٍ مجنون

نشر بتاريخ: 21/09/2015 ( آخر تحديث: 21/09/2015 الساعة: 10:54 )

الكاتب: عطا الله شاهين

لمْ تكُنْ تعلمُ تلك المرأة بأنّها ستقعُ في حُبِّ رجُلٍ مجنون حينما اصطدمتْ به بشكلٍ غير متعمّد ذات صباحٍ صيفيٍّ على مُفترقِ طُرقٍ ، لكنّها تقدمت صوبه واعتذرتْ له بكلماتٍ رائعة لأنّها أوقعته على رصيفِ الشّارعِ المليءِ بالنِّفاياتِ وراحتْ ترفعُه بيديها وهو ينظرُ إلى عينيها السّاحرتيْن..

كانتْ مُضطربة وتبرطمُ بكلماتٍ غير مفهومةٍ حينما دنتْ منه وسألته هلْ تأذّيتَ مِنْ وقوعِكَ لكنّ الرّجُلَ المجنون ظلّ صامتاً وقالَ لها أيّتها المرأةُ الجميلة حتى لو تأذّيت فأنا أٌسامحك فاصطدامك بي جعلني أنتبه لجمَالِ المرأةِ مع أنني في نظر الناس مجرد إنسان مجنون ..

تنظر المرأة إلى عينيه وتقول في ذاتها يبدو أنه رجلا رومانسيا .. فتتركه وتسير في طريقها ، لكنه يتبعها فتتوقف وتقول له أتريد شيئا مني ، لكنّه يظلُّ صامتا ومصوبا نظراته صوب عينيها الغائرتيْن فيجلسا على الرّصيفِ ويتحدثان عنْ هُموم بعضهما وتسأله أتدري ما هو الحُبُّ فيبتسمُ الرّجُلُ المجنون ويقولُ لها الحُبُّ أجملَ شيءٍ في الدُّنيا فتردُّ عليه لقدْ وقعتُ في حُبِّكِ أتصدق ما أقول فيقفُ ويضحك ويصرخ لكن أنا مجنون..

كانتْ المرأةُ تنظرُ نحوه وتقولُ له على الرّغم مِنْ أنّكَ لا تبدو مجنونا إلا أنّني أجِدُ فيكَ الرّجُلَ المُناسب فيُقهقه بصوتِه المبحوح ودخان سيجارته يغطّي مُحياه المليء بالتّجاعيدِ ويقولُ لها هلْ وقعتِ في حُبِّي فعلا ماذا سأفعلُ بكِ ؟ فأنا رجل مجنون ربما ستجدين رجلا عاقلا .. فتردُّ عليه أنا لا أريدُ سوى الحُبّ مع أنّني أراه في عينيك .. فأنتَ ستمنحني الحُبُّ لأنّني أراكَ رجُلاً تحِنُّ لأيامِ صباكَ ، فيضحكُ ضحكةً حزينةً ويقولُ فعلاً الحُبُّ لا يوقفه أيّ حاجزٍ .. ويودّعها ويسير صوب وجهتِه وتقول له غدا موعدنا هنا ..

وفي اليوم التّالي تجده على ذاتِ المُفترقِ فتأخذه معها إلى كوخِها وتقولُ له لقد نسيتُ البارحة بمصارحتكَ فأنا امرأة يتيمةٌ ويقولون عني بأنني امرأة معقّدة ومنعزلة ، وتقترب منه وتهمس أنتَ لستَ رجلاً مجنونا لأنّني اكتشفتُ ذلك حينما أسقطك أرضا... فيردُّ عليها يُعجبني فيكِ جرأتك المجنونة فتبتسمُ له وتقولُ يُعجبني فيكَ نظراتك القاتلة .. فيتمتمُ الرّجُلُ في ذاته هل هذه العاقلة وقعتْ في حُبّي .. فما أجملَ الحُبَّ مع امرأةٍ عاقلة ومعقدة لأنّها تُعيدني لأيّام الجُنون .. لأيّام المُراهقة .. لأيّامِ الحُبِّ في الحقول .. وعلى الرغم مِنْ أنّها امرأة هادئة إلا أنّها رائعةٌ في جُنونها ..