الثلاثاء: 12/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المشهد السياسي المأزوم: والكثير الذي أصبح لا يُطاق!

نشر بتاريخ: 26/01/2016 ( آخر تحديث: 26/01/2016 الساعة: 10:27 )

الكاتب: زهير الشاعر

بالرغم من حالة التفاؤل المشوبة بالحذر حول إقتراب موعد تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، إلا أن الأفعال على الأرض تتناقض مع جوهر هذا المفهوم والحاجة لتطبيقه، حيث بات واضحاً أن الجميع ضاق ذرعاً من الواقع القائم الذي ترافقه التصريحات المجانية بين الحين والأخر والتي تظهر صاحبها ضعيفاً من ناحية، ومن ناحية أخرى وكأنه يستخف بالقيم وبالكرامة الوطنية على حساب الوضع الداخلي ومتطلباته ، فبدأت ترتفع الأصوات تباعاً ضد أعلى الهرم السلطوي، بدأها اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي إنتقد علانية سياسة الرئيس، وبعد ذلك عبر عن رفضه القاطع تعيين رئيس فلسطيني ينزل بالبراشوت حسب وصفه أو من خلال سلق مؤتمر كالمؤتمر السابع مسيطر عليه في إشارة لرفض تعيين مرشح الرئيس عباس بأي حال من الأحوال كرئيس مستقبلي للشعب الفلسطيني، 

بعد ذلك بدأت تتعالى الأصوات تباعاً برفض سياسة التهميش لقطاع غزة وأبنائها فرفعت صوتها أمال حمد عضو اللجنة المركزية وبعد ذلك دكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذين انتقدوا بصوت عال استهداف غزة وحرمانها من حقوقها ، وإنضم إليهم بعد ذلك بموقفه القوي الدكتور عبد الرحمن حمد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة خلال الانتخابات الإقليمية هناك، والذي أشار فيها بأن غزة رقم لا يمكن تجاوزه وبأنه لا يحق لأحد تهميشها أو تجاوزها وأن حرمان ابنائها من حقوقهم على مدى تسع سنوات لا يمكن الصمت عليه إلى مالا نهاية!، 

بعد ذلك جاء صوت أخر من أحد ضباط أمن الرئاسة المتذمرين من الوضع القائم وذلك من خلال رسالة قوية وجهها للرئيس عباس مطالباً إياه بأن يكون عادلاً إتجاه حقوق العسكرين من أبناء غزة كما أبناء الضفة، ومن ثم جاءت رسالة قوية أخرى موجهة للرئيس عباس من الموظفين المدنيين تتحدث في نفس السياق لحقت بها رسالة أخرى من صحفي فلسطيني يسأل فيها الرئيس عباس ورئيس الوزراء د. رامي الحمدالله إلى متى سيبقى موظفين غزة في طوابير النسيان؟! ، ولاحقاً جاء موقف قوي من اللواء المتقاعد سليم الوادية الذي رفع صوته عالياً أيضاً في وجه قرار استثناء ترقيات عسكريي وضباط الأمن الوطني والقوات في المحافظات الجنوبية ، ومنحها لإخوانهم في الضفة الغربية .