الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قضاتكم أفسد من احتلالكم

نشر بتاريخ: 26/02/2016 ( آخر تحديث: 26/02/2016 الساعة: 12:17 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

زاد الإضراب ومعه زاد الإصرار على مواصلة الطريق، هذا ليس انتحار أو تهور بل صمود لم يعهد عليه احد في التاريخ، فاستخدام الوسائل لرد العدوان هو قمة في المشروعية والأحكام، وبالتالي فان إضراب الأسرى في سجون الاحتلال يبقى خيار الجميع لا يجادل به احد، وقد تربينا على كلمات "إما حياة تسر الصديق أو ممات يغيض العدى"، ففي ظل الأحكام العسكرية الإحتلالية وبطش دولة الاحتلال بكافة الوسائل ومنها السجن الإداري لمن لا تهمه ضده، على اقل تقدير وفق الإجراءات القمعية، لا يستوي هذا الإجراء حتى مع أكثر العصابات والدكتاتوريات التي حكمت البشرية في العصور الغابرة.

سمعت وقرأت ما يتداوله قضاة محكمة الاحتلال في مسالة الإفراج عن الأخ محمد القيق، وكانوا يسوقون حججهم بناء على مدى تدهور صحة الأسير المضرب عن الطعام لأكثر من تسعين يوم، ولم يتم بحث إجراءات الاحتلال في أن التوقيف غير قانوني ويتنافى مع ابسط حقوق الإنسان.
وأنهم يربطون مسألة الإفراج عنه بمدى حدوث ردات فعل أمنية في أراضي فلسطين، بالتالي المسالة ليست قانونية أي انه لا مبرر قانوني لاستمرار توقيفه، فان قال رجل المخابرات الفاسد للقاضي الفاسد أفرج عنه، فقط هو ينفذ القرار ولا يصنعه ولذا قضاتهم فاسدون ولا يستحقون هذا اللقب كما هي دولتهم قائمة على الإرهاب وسلب الحقوق.

ولا شك في أن قضاء من هذا القبيل فاسدون، ولا يصح تسميته قضاء وقد طالبت بدراسة مدى الجدوى منه في التعاطي معه قي قضايا الأسرى الفلسطينيين والعرب، فلم يصدف أن قرأت قضية أو ملف أسير وقبل هذا القضاء الفاسد والداعر أية دفوع شكلية أو موضوعية، وإنما تتم عبر صفقات غير عادلة، ولم يسبق أن حكم ببراءة أي من الأسرى الفلسطينيين وفق ما هو معروف، وان لم يستطيعوا إثبات التهم قاموا بالاستفزاز أو الضغط بالتعذيب على الأسير أو رفاقه للاعتراف عليه.

نعم، هذا ليس قضاء ولا يجوز اللجوء إليه، ويمكن حاليا تحريك كل القضايا إلى محاكم دولية سواء باسم دولة فلسطين أو بشكل شخصي من أي من يتضرر من الاحتلال، وهناك محاكم تقبل هذا الاختصاص ومنها محكمة الجنايات الدولية ومحكمة الاتحاد الأوروبي العليا لحقوق الإنسان ومحاكم أخرى ومنها معظم محاكم دول أوروبا المحلية.

كما لا يجب أن يتم ترك الأسير يعاني لوحده ويجب استغلال دولة فلسطين لكل طاقاتها، ومنها لماذا لا يقوم سفراء دولة فلسطين بعمل حملات دولية من اجل المناصرة ؟ سؤال لم أجد إجابة عليه في كثير من سفارات فلسطين.