الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

التنمية بحاجة الى "ريفورم"

نشر بتاريخ: 03/04/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2016 الساعة: 11:26 )

الكاتب: رامي مهداوي

نظمت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية"REFORM" عشاء خيري الاسبوع الماضي، هدف الى الجمع بين مجموعة من المؤسسات الشبابية والنسوية القاعدية في عدد من المناطق التي توصفها بأنها أقل حظاً في العمليات التنموية الرسمية، وشبه الرسمية وعدد من شركات القطاع لخاص، ومؤسسات التمويل والتشغيل المحلي. وفي هذا الاطار، عملت المؤسسة على مرافقة مراكز نسوية في عدد من من المحافظات لغرض تيسير عمليات تفاكريه قادره على تحديد افكار ومبادرات انتاجية تساعد في اشراك المرأة في العملية الانتاجية، وقادرة على جسر فجوات التشغيل المحلي، وعملت في هذا الصدد على خلق حالة تشبيكية بين تلك المؤسسات وعدد مؤسسات القطاع الخاص، وصناديق ومجالس التشغيل التي قد تساهم في توفير حضانة لتلك المشاريع.

الا أن هذه المبادرات سوف لن ترى النور بحجمها الحقيقي ما دامت حالة العداء بين أطراف العمليات التنموية عاجزه عن رأب صدع العلاقة بينها، وما بقيت مؤسسات القطاع الخاص تتعامل على هامش أجندتها واستراتيجاتها الربحية مع عمليات التنمية المحلية، وما دام الجمود يعتري العلاقة بين المؤسسة الرسمية والمؤسسة الأهلية .
وللخروج من عجز وسائل التنمية التقليدية، وتقليل الاعتماد على التمويل الأجنبي، رصدت المؤسسة ريع العشاء الخيري لصالح أحد الأفكار المقدمة من المراكز النسوية المشاركة كان حضور مؤسسات القطاع الخاص جميلاً ودليلاً على رغبة منهم في الاضطلاع في عمليات التنمية بعيداً عن ضجيج الاعلام، وبعيداً عن رغبتهم في توظيف واستغلال هذه الفعالية في أعمال الدعاية.

كانت المراكز المشاركة في هذا العشاء بسيطة في احلامها، وطموحاتها، وهي لا تقوى على الاقتراض، مهما كان مبلغه، او المترتب عليه، ولم تكن النساء القادمات من حجه واسكاكا وقلنديا ودير جرير وغيرها باحثات عن أكثر من التشجيع، والمساندة، وقليلاً من المواد التي تمكنهن من البدء.

بلا شك افسدنا جزءاً من نشوتهن بعرض افكارهن بعديد من الأسئلة، وكثيراً من افكارنا الاقتصادية العميقة التي تتصل بفهمنا عن واقع السوق وأنماط الاستهلاك ودوافعه والتي لم يكن هذا بالضرورة مكانها، حيث كل فهمنا للاقتصاد، صغيره وكبيره وبالغ الصغر منه يجب أن يتم بلورته لخدمة رغبة ما يقارب 52% من المجتمع في الانخراط في العملية الانتاجية فليس هنالك بديل من أن يستقيم "عرجنا التنموي"، وأن نقدر أن صمودنا لا يمكن أن يتحقق، الا بالتعمق في تنمية مجتمعاتنا المحلية الضعيفة والفقيرة.

حضرت شركة الوطنية، وشركة كارترز، ووكالة الغوث، وصندوق التشغيل، وغرفة تجارة رام الله، ومستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية، وشاركت الادارة العامة للتشغيل في وزاة العمل بتنظيمه، هذا وقد اعتذر عدد من شركات القطاع الخاص عن الحضور في اللحظه الأخيرة، وهنا لا بد من التساؤل حول مسؤولية الشركات الكبرى الاجتماعية، وهل المسؤولية الاجتماعية التي تضطلع بها الشركات الكبرى هي لأغراض الدعاية وتسويق منتجاتها؟ وهل تنحصر تلك المسؤولية في تقديم تسهيلات مالية؟

ان الفريد في تجربة المؤسسة هو رفض المؤسسة لطلب تسهيلات مالية، واصرارها على أن الفكرة تكمن في خلق شراكة بين المؤسسات المستقرة والمؤسسات النسوية والشبابية، يكون بموجبها طرفي الشراكة مستفيد، ولا ضير في أن يتشارك بنك ما مع جمعية حجه الخيرية حسب توصيف المؤسسة، يستفيد البنك بموجبها عائداً زهيداً ولكن تساند هذه الشراكة المؤسسات المستهدفة. وفي هذا الاطار فقد اقترحت احد المؤسسات النسوية على شركة الوطنية أن تقوم الجمعية بموجب اتفاقية شراكة معينة تصنيع "تعليقات المفاتيح" بدلاً من استيرادها من الصين وهذا بالتأكيد سياسهم في الحد من بطالة جماهير موسعة من النساء، وذوي الاعاقة، والشباب.

في ذات المضمار فإن المؤسسة في غضون الفعالية، جددت دعوتها لمؤسسات القطاع الخاص، سيما البنوك، وشركات الانشاءات، والشركات المستقرة في اطار الخدمات من التعاطي الايجابي مع اقتصاديات الكفاف، وحسب رؤية المؤسسة فان جهدها هذا، لو أسند من تلك الشركات، وتم تيسيره من الأطر الرسمية سيما صناديق التشغيل والصناديق العربية فانه سوف يساهم بالضرورة في الحد من نسب البطالة بشكل كبير، وسيساهم في انشاء اقتصاديات، غير تقليدية في فلسطين.