الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كانت هناك

نشر بتاريخ: 08/04/2016 ( آخر تحديث: 08/04/2016 الساعة: 13:52 )

الكاتب: سليم النفار


كانتْ هناك،
على خُطى ذاكَ الفتى
كانتْ تواعدهُ، 
لتُشعلَ ما يُحيطُ القلبَ،
من فرحٍ رهيفْ.

وهو الذي ما انفكَّ عن وعدٍ،
يراقبُ ظلها
لوكفّتِ الأشياءُ , عن ضوضائها
في كلّ شاردةٍ هناكْ.

وهو الذي..
مازال يحرسُ نسمةً
قد تحملُ العطرَ الجميلْ
فهو الذي في حبهِ..
وعدٌ تنامى، 
لو ترامى الوقتُ، ما كفَّ الحنينْ
تأتي ولا تأتي،
فكيفَ يترجمُ الإحساس، في الوقتِ الثقيلْ؟

كانتْ تواعدهُ ,
وتُطفئُ ما تبقى من نهارٍ،
خبّأتْ أنغامهُ
لملاءةِ الليلِ الخفيفْ
قالَ الفتى من حُرقةٍ
في نفْسه ولنفْسه 
يا أيها الوجدُ العليلْ:
هلْ خانكَ التوقيت،
أمْ ألعابُ عاشقةٍ،
ترى في خطوها، سحر الهوى
وغواية ً تسعى،
إلى مسعى القتيلْ؟
تأتي ولا تأتي،
ويُلهبهُ انتظارٌ،
في الصدى قد يستطيلْ
ماذا ترى:
لو فكّتِ الأسرار
والأزهارَ في شُرَفِ الصهيلْ؟
لكنّها حواءُ، 
لا تُرخي سماءَ القولِ،
في نهر الهديلْ

تأتيْ ولا تأتيْ ,
وتلفيقُ الحكايا، مهنةُ الأولادِ في شغبٍ،
إلى شغفٍ مُثيرْ
تلكَ الحكايا،
رهجُها أشتاتُ ذاكرةٍ تُضيءْ.

لكنّهُ ذاك الفتى :
في رحلةِ الأيام، يَسْرُقه الزمانُ إلى زمانٍ،
لا يرى فيما انتوى
تفسيرَ أحلام الصغيرْ
أو ما جرى في حينهِ،
للعاشقِ الغِرِّ الفقيرْ،
لكنّه وعد الهوى:
أنَّ الغرامَ إذا تولّى،
برقهُ آتٍ،
ولو طال المدى في السّهدْ
تأتي ولا تأتي،
ولكنْ:
صوتهُ مازالَ بعدْ
يجتازُ أزمنةً،
يناغمُ برقها
حتّى تدلّى في فضاءٍ،
كلّهُ شوقٌ مطيرْ.

فنظرتُ من حوليْ ,
إلى أحوال خافقها..
كخوخ الصيف، في سحر الندى
فوق السريرْ
اللّهُ يا اللّهْ..
ما أجملَ العشاقَ،
لو دام الوصالُ،
وطاب في مخيالهم ذاك الأثيرْ.

يا حلميَ الغافيْ،
قد نرى، ما لا يراهُ النائمونْ
في سدرة الأحلامِ، أيامٌ تطيرْ
وتصيرُ ميعادا،
على ذاكَ الغديرْ
فترى على فخذيهِ: تفاحاً، وأعناباً،
يُداعبُها.. رذاذُ الوصل،
من حينٍ لحين
فامسك رؤاك،
على تفاصيل ِ السحابْ
واستمطر الذكرى،
حنيناً للإيابْ
فلعلّنيْ أشتمُّ رائحة الغيابْ
من نجمةٍ..
سكنتْ سماءً، لا تميلْ.

في طالع الأيام أسكنُها،
وتسكُنني كما شاء الهوى
ونبيذُ أحلامٍ وفيرْ
يا حلميَ الغافي، تعال:
إلى يقينٍ في المدى
في موجةٍ:
ضجرتْ تشرُدَها،
وألبسها الهوى في العشق وجداً، لا يهابْ
يا حلميَ الغافيْ تعالْ..
أندهتَ لي،
من غامض الأسرارِ، في السرِّ الدفينْ؟
يا حلميَ الغافي،
بنا فرحٌ،
سنقطفُ زهرهُ
لو بعدَ حينْ.