الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل توجد علاقة بين نتائج إنتخابات الجامعات والاوضاع الحالية؟

نشر بتاريخ: 29/04/2016 ( آخر تحديث: 29/04/2016 الساعة: 02:01 )

الكاتب: عقل أبو قرع

مع انتهاء الانتخابات الطلابية في جامعة بيرزيت واعلان النتائج، وكما حدث خلال الايام أو خلال الاسابيع القليلة الماضية في غيرها من الجامعات، فأنة لا يجادل أحد ان نتائج هذه الانتخابات الطلابية، تعكس وبشكل يكاد ان يكون دقيقا الواقع أو الوضع في المجتمع الفلسطيني، بجوانبة المختلفة، سواء اكانت ألجوانب السياسية والافاق فيما يتعلق بذلك، أوالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية، أو مستوى الخدمات ونوعية حياة الناس، أو الامور النقابية المختلفة، او الى ما ذلك، وبالطبع تتراوح أهمية هذه الجوانب أو هذه القضايا التي تهم الناس، حسب الاوضاع والظروف وامور الحياة، وبالتالي تكون الامور الاكثر أهمية او الاكثر أولوية للناس هي ألاكثر تأثيرا على الانتخابات، أي ربما يكون الوضع السياسي وتعقيداتة وتشابكاتة، أو ارتفاع الاسعار أو توفر المياة أو قضايا المدارس والمعلمين والصحة والادوية، وهذا بالضبط ينطبق على انتخابات الجامعات، وربما بالاخص على ألانتخابات في جامعة بيرزيت، حيث أن ألطلبة هم الصورة الحقيقية الاقرب للبلد أو للمجتمع، من حيث التوزيع الجغرافي والاجتماعي والسياسي والثقافي وما الى ذلك؟

وبالتالي قد تكون القضايا النقابية للطلبة هي الاهم، اي قضايا أو أمور مثل اسعار الطعام أو الكتب أو المواصلات أو الاقساط أو السكن وغير ذلك، وفي أوقات معينة تكون القضايا السياسية المصيرية للبلد وللمجتمع هي الاهم، أو بالتحديد ألاكثر أهمية، وبالتالي ترجح نتائج الانتخابات بنسبة تكاد لا تزيد عن ال 10% لهذه الكتلة أو لتلك، وبالاخص للكتل الكبيرة، وبالتالي تحقق مكاسب الكتلة أو الجهة التي تفهم جيدا أولويات الطلبة في تلك الفترة ومن ثم تركز على ذلك؟
ونعرف أنة في الماضي، القريب والبعيد، ترقب المحللون والمراقبون والسياسيون وغيرهم، سواء من الداخل او من الخارج، نتائج انتخابات الجامعات الفلسطينية، وبالاخص نتائج انتخابات جامعات محددة، تحوي معظم اطياف اللون السياسي والنقابي الفلسطيني، وافرزت قيادات من كل الانواع، لها بصمات في مختلف نواحي الحياة الفلسطينية، وتتأثر وتؤثر في عملية صنع الاحداث، وشكلت احداثها في الماضي، بوصلة او مؤشر، لما تبع من احداث ومن تغييرات ومن تبدلات ومن تحالفات، ومن الامثلة على هذه الجامعات، جامعة بيرزيت.

وبدون شك ان أكبر انجاز تراكمي يتم تحقيقة خلال الانتخابات الطلابية وفي كافة الجامعات في الضفة الغربية في الوقت الحالي، هو نجاح العملية الديمقراطية، كثقافة وكممارسة وكتطبيق، وقبول التعددية والابتعاد عن ثقافة ألاقصاء، والمشاركة من قبل كل الاطراف، والاهم هو القبول بالنتائج بشكل حضاري وصحي، وحتى المباركة والتمني بالنجاح والتوفيق للجهة الفائزة أو التي تميل كفتها في هذة ألمرة، ونجاح العملية الديمقراطية، بكل مراحلها، في الجامعات والمؤسسات الفلسطينية، هو مؤشر ايجابي وحضاري، على تعمق عملية الانتخابات والممارسة الديمقراطية، او عملية اختيار الناس لممثليهم، في هذه المؤسسات، وهو مؤشر ايجابي كذلك، ولو بحذر، على افاق نجاح العملية الانتخابية وبالتالي اختيار القيادة، على مستوى الوطن، او الدولة، او السلطة، وسواء اكانت هذه الانتخابات، انتخابات رئاسية او تشريعية او محلية أو غير ذلك؟

وتجربة اوممارسة الجامعات الفلسطينية كافة، من خلال الانتخابات الديمقراطية، هي تجربة متأصلة وعريقة، وبالاخص في قبول النتائج من قبل الطرف او الاطراف الاخرى، اي الطرف غير الرابح، وفي احيان عديدة، القبول بنتائج غير متوقعة او صادمة او مفاجئة، لاطراف عديدة، كما حدث في العديد من المرات، واذا كانت هذه النتائج صادمة للبعض، وبالتحديد للمراقبين او للمسؤولين او للمحللين من خارج الجامعة، فلا اعتقد انها كانت مفاجئة بذلك الحجم، لمن هو في داخل الجامعة، من طلبة او من غيرهم؟

وألتقلبات أو الانقلابات الطلابية، والتي كانت تتم عن وعي وعن دراية وعن تقييم وعن متابعة ومساءلة وعملية تعلم دقيقة من الطلبة، وحتى من قبل العاملين، حين يختص الامر، بأنتخابات نقابات العاملين في الجامعات، هي شئ متوقع، حين لا يتم تحقيق الوعود التي تم الحديث عنها، او حين تغيب الانجازات التي تم التعهد بها من قبل الجهة التي كانت تملك مجلس الطلبة، او التي تتحكم في زمام الامور، او حين لا يتم قبول ممارسات أو تصرفات من جهات متنفذة، او من قبل افراد في موقع السلطة والقوة، أو حين يتم التفرد بالقرارات والممارسات، في محاولة لاقصاء اطراف اخرى، أو حين تصاب جهات بالغرور، أو ربما بالاتكالية، ولا تحسب ان هناك من يراقب ومن يتابع، ومن ينتظر الاعمال، وفي هذه الحالة، من قبل الطلبة؟

وبعيدا عن أهمية أو أولوية الامور النقابية في هذه الفترة أو في غيرها، فلا يمكن اغفال الجانب السياسي، او انسداد او جمود الوضع السياسي الحالي، والذي وبشكل او بأخر يؤثر على مناحي الحياة المختلفة، والطالب الفلسطيني يرى بل يتعايش مع ذلك، بدأ من الجمود في العملية السلمية، ومن التوسع الاستيطاني وفرض الامر الواقع، ومن الخمول في الاقتصاد وقضايا سوق العمل والبطالة، ومن ممارسات اجتماعية اصبحت جزء من الحياة، لها علاقة بالنفوذ والمصالح والواسطة والمحسوبية، وكذلك من مواصلة الانقسام والتشرذم والاتهامات المتبادلة بين كافة الاطراف، وما الى ذلك من اوضاع، اصبحت في نظر الطالب الجامعي أمور لا تطاق، او على الاقل لم يتوقع الوصول اليها بأي شكل من الاشكال، وبالتالي فأنة أما ان يفش غلة في الجهة الحاكمة، أو يتغاضى وعن مضض ويتجة الى الامور النقابية الحياتية.

ومعروف انة بعد ايام من اعلان نتائج الانتخابات، تنتهي فورة الفوز والتهاني والاحتفالات، ويبدأ الطلبة في انتظار الاعمال أوفي انتظار تحقيق الوعود، وبالطبع فأن العبء الاكبرسوف يكون على عاتق الجهة الفائزة، أو على الجهة التي سوف تدير امور حياتهم داخل الجامعة، وبالطبع فأن على الكتل الاخرى، وبالاخص الكتل التي لم تحقق الفوز، العمل على المراجعة الذاتية والتقييم الموضوعي لما حدث، وبالتالي سد الثغرات والخلل للانتخابات القادمة، والامر الجيد هنا، ان انتخابات ألجامعات عندنا سوف تعود وتجري بعد عام فقط، وليس أكثر من ذلك، وبالتالي فأن العمل على ألارض هو الذي سوف يقرر دفة الميزان بعد نهاية هذه العام؟