السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

امآل حركة فتح بعد المؤتمر السابع

نشر بتاريخ: 04/12/2016 ( آخر تحديث: 04/12/2016 الساعة: 10:07 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

بعد أن حسمت حركة فتح قضية إنتخاب أبو مازن رئيساً على طريقتها الخاصة وغير المفهومة برفع الأيدي، من دون أن يعلن عن ترشحه ولم نسمع أو نرى أي منافس له، ومساء اليوم الجمعة 2/3/2016، فتح باب الترشح لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ويتسابق المئات للفوز بمقاعد اللجنة المركزية الـ 18 و مقاعد المجلس الثوري الـ ٨٠، ومن ٦٤ عضواً من فتح لم يتمكنوا من السفر الى رام الله رشح ١٨ عضواً أنفسهم للثوري. في غياب واضح للمعايير التي تضع الشروط للترشح، وغياب البرامج وتغليب المصالح الشخصية وصراع التيارات والتحالفات القائمة على المصالح والمناطقية، من دون الأخذ بالإعتبار مصلحة الحركة وديمومتها وانها حركة تحرر وطني تناضل من أجل التحرر من الإحتلال.

الخشية حول مآل حركة فتح بعد المؤتمر السابع في غياب البرنامج الكفاحي والبرنامج السياسي الواضح المعالم، والمعايير وشروط الترشح وتغليب المصالح الشخصية، وهذا العدد الكبير من المرشحين الذي بلغ عددهم أكثر من نصف أعضاء المؤتمر وينظرون إلى أنفسهم على أنهم الأنسب والأقدر على قيادة الحركة والفوز بمقاعد المركزية والثوري، أن يعزز من تشظي الحركة وتعميق إنقسامها وحرد الكثيرين وإستنكافهم. ما تتداوله الاخبار مرعب ويدلل على ان الهدف من المؤتمر انتخابي بامتياز ويعبر عن حال الضعف والتردي والتحجر في الحركة وهم يفكرون بهذه الطريقة وعدم ثقة الأعضاء ببعضهم البعض وتغليب مصالحهم على مصالح الحركة للفوز بالامتيازات التي سيحصلون عليها، وفي حال عدم فوزهم ومن الطبيعي أن لا يفوزوا جميعاً، فهذه حركة تحرر وطني وليس جمعية خيرية وعملها طوعي ولا استحقاقات قد يدفع المسؤولين فيها ثمن قد يصل فقدان حياتهم أو السجن إلا إذا غالبية المرشحين قد ركنوا إلى أن الحركة قد تحولت إلى حركة إجتماعية أو حزب سياسي يدعو إلى نبذ الكفاح المسلح ضد الاحتلال ويقاوم دبلوماسياً أو بما يسمى المقاومة الشعبية الذكية غير الواضحة التعريف والمعالم. 

علماء الإجتماع والمؤرخين وفي مقدمتهم ابن خلدون قالوا عندما تنحل جماعة من الجماعات فإنها تسرع خطى التفكك، وإنقسام النخبة أو الصفوة أو أهل العصبية، فإنقسام الصفوة أو الأقلية التي تقود يتسع مداه ويتحول إلى حرب أهلية دائمة ويؤدي في معظم الأحيان إلى ضياع “الولاء” الذي كانت هذه الأقلية تتمتع وتشعر به نحو الجماعة التي تقودها، وقد يصل الأمر إلى الخيانة والإستنجاد بأعداء الجماعة وتشجيعهم على القضاء عليها، أملا في التغلب على الخصوم والمنافسين وهذا يؤدي في النهاية إلى فقدان أفرادها لإحترام الناس وفقدانهم إحترامهم لأنفسهم، فإذا بلغ الحال هذا المدى لم تعد للجماعة قيادة، فتزداد عوامل الانحلال الأخرى سرعة. ويقوى ما نسمهيم المستضعفون أو المهمشون والفقراء من أهل الجماعة فتتلاشى هيبة الأقلية القائدة من أعينهم ويجرؤون عليها، وعلى النظام الذي فرضه، فتكثر الهبات والفتن وما نطلق عليه الإنفلات الأمني ونعيش بعض فصوله في بعض المدن وبدعم من بعض القيادات، ويتحولوا إلى قادة عصابات يستعينون في تثبيت أقدامهم بأسوأ طبقات اﻟﻤﺠتمع كلها وهم اللصوص والحرمية والزعران. ولنا في تاريخنا العربي عبر كثيرة فيما وصلت إليه بعض المدن العربية والاسلامية من صراع مرير في بغداد وحلب وغيرها من المدن والعواصم العربية التي وقعت تحت رحمة اللصوص وقطاع الطرق، فتكونت منهم عصابات تجوب الطرقات وتهاجم البيوت وتعتدي على الأموال والأعراض.