الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل نكره النظام؟

نشر بتاريخ: 07/07/2017 ( آخر تحديث: 07/07/2017 الساعة: 10:04 )

الكاتب: م. مها أُصرف
من منا لم يسافر للخارج ويلاحظ النظام الموجود في جميع جوانب الحياة في تلك البلاد فلنأخذ على سبيل المثال قطاع المواصلات وفي اعتقادي هو من أهم الجوانب حيث أنه أول شيء يُعطي انطباع عن البلد فيُظهر لأي أحد ان كانت منظمة أم تعمها الفوضى؟ فأول ما يظهر للعيان النظام في قطع المشاة للشوارع من ممرات المشاة، وفي انتظار الضوء الأخضر للسيارات لكي تسير، وفي تحميل ركاب الباصات من المحطات فقط، وفي مغادرة الباصات والقطارات في أوقات محددة دون انتظار ان تمتليء بالركاب! فالوقت ثمين كما نعلم، وفي سير الدراجات الهوائية في مسالك مخصصة لها دون أن تزعج المشاة! ما أجمل تلك الحياة التي يعمها النظام حيث كل فرد يعرف ماذا يريد؟ وأين يريد أن يذهب؟ وكيف يحقق ذلك دون أية ازعاج للاخرين؟! بينما تعم الفوضى بلادنا فأول ما ترى الشوارع لا تستطيع تمييز شيء! السيارة بجانب الدراجة بجانب المشاة في نفس المكان، والأرصفة لا تتسع للمشاة لامتلائها بالسيارت مشهد مزعج وكئيب، والغريب ان نفس الأشخاص التي لا تتبع النظام في بلادها تطبقه في الخارج بحذافيره وبمجرد العودة لبلادها "تعود ريما لعادتها القديمة" فما السبب هل نكره النظام؟ هل يجب فرضه بالقوة ليصبح جزءاً من حياتنا؟! وبالمثل النظافة فبالرغم من أن ديننا الحنيف يحث عليها حيث أن "النظافة من الايمان" الا أننا نرى الكثير من الناس يرمون القمامة بجانب سلة القمامة ؟! لا أعلم ما السبب؟ وتُرمى القمامة من نوافذ السيارات! ففي مرة شاهدت منظراً كان قمة في الاستفزاز شخص يقود مركبته في وسط المدينة ويأكل شيئاً ما ويلقي بالقمامة بانتظام خارج نافذة السيارة! يا الهي لو كان هذا السائق في الخارج كان من الممكن أن تُفرض عليه مبالغ طائلة وبالتأكيد لابد أن يقوم هو بتنظيف القاذورات التي تسبب بها.
أنا أتساءل لم نحن هكذا؟ عندما نخاف نحاول أن نعمل الصواب ولكن عندما يزول سبب الخوف يذهب الصواب معه ألا يوجد رادع داخلي؟! فالرادع الداخلي أقوى من القانون نفسه وأعتقد أن افتقار هذا الرادع يعود للتربية!!!
لذا أعتقد أن الحل يكمن في شيئين أولاً التربية على النظام، والنظافة، والقيم من داخل الأسرة وتعزيز الثقافة من داخل المدرسة، والشيء الأخر لابد من فرض النظام، والنظافة، والقيم بالقوة في المجتمع ككُل بفرض الغرامات والعقوبات للمخالفين وبذلك تصبح ثقافة النظام والنظافة جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع فلنتعاون جميعاً أفراد، ومؤسسات، وقانون على جعل بلادنا متحضرة راقية كما أراد لها ديننا الحنيف.