الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصر وجيشها قلب الأمة النابض

نشر بتاريخ: 10/07/2017 ( آخر تحديث: 10/07/2017 الساعة: 13:08 )

الكاتب: عز عبد العزيز أبو شنب

ان استهدف الجنود المصريين في سيناء والذي أدى لاستشهاد العديد منهم وجرح آخرين على يد التكفيريين الارهابيين لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب بل يستهدف ويطال أمن الأمة العربية جمعاء وفلسطين وبالتحديد قطاع غزة المحاصر منذ ما يقارب العقد من الزمن بعد تفاهمات مصرية قلسطينية علي حل ازمة القطاع.
إن هذا العمل الإجرامي من شأنه إدخال المنطقة في دوامة من العنف والقتل والإرهاب تماشيا مع مخططات تقسيمها ونهب مقدراتها وثرواتها التي تحاول اسرائيل واعوانها منذ عقود تحقيق ذلك.
ان مصر وجيشها العظيم له الفضل الاكبر على فلسطين وقضيتها منذ عقود من الزمن وحامية المشروع الفلسطيني الذي عبد بدماء الشهداء فندمجت الدماء المصرية الطاهرة مع دماء فلسطين وساندت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها قبل ما يقارب النصف قرن.
انني اؤمن بالمقولة التي تقول: أنه لا يسب جيش بلادك الا عدوك.
لعب الجيش المصري دورا لا يمكن تجاهله على مر التاريخ لتطهير الوطن من خونة الشعب سياسيا أو اجتماعيا وكان حريصا على خدمة الشعب والأمة وليس الحكومة السلطوية بل كان دوما وسيلة وطنية مشرفة.
والمعروف أن الجيش المصرى هو أقدم جيش عرفته البشرية منذ نجاح الملك الفرعوني نارمر بتوحيد الأقاليم المصرية قبل اكثر من 5200 عام خاصة اقليمي الشمال والجنوب وبدأ منذ ذاك الحين ما يعرف بـ جيش مصر بعد أن كان لكل اقليم جيشه الخاص.
ومنذ ذاك الحين بدأت مصر تأمين حدودها الاستراتيجية فانطلق الجيش المصرى العظيم في جميع الاتجاهات منشئا الامبراطورية المصرية التي امتدت من تركيا شمالا إلى الصومال ومنابع النيل جنوبا ومن العراق والحدود الايرانية شرقا إلى ليبيا غربا وهي الحدود التي شكلت اول امبراطورية في التاريخ.
ومنذ مجىء عمرو بن العاص فاتحا مصر قلبت القيادة العربية تلك القواعد السابقة خاصة أنهم لم يأتوا محتلين بل فاتحين وناشرين لديانة مجدت في مصر بالقرآن والسنة فأخذ المسلمون بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط الى يوم الدين.
ومنذ ذاك الحين عادت مصر لتقود العالم الاسلامي نحو الفتوحات سواء غربا حتى المغرب العربي أو شرقا وشمالا وفي حروب مواجهة الصليبيين والهكسوس وغيرهم.
فقد كانت مصر دوما هي درع الأمة بجيشها العظيم وهم من حملوا على عاتقهم مواجهة العدوان الاوروبي الذي سعى لنهب واحتلال الأراضي العربية محتمين بالصليب فقام رجال نجم الدين أيوب وشجرة الدر بالقضاء على حملة لويس التاسع على مصر التي اجتمع قادة أوروبا بالمناقشة فشل حملاتهم للوصول للقدس واحتلال الشرق العربي فوجدوا حملة لويس الى مصر مباشرة فهزمه الجيش المصري وأذله.
وبتولي محمد علي مقاليد الحكم ولرغبته في بناء امبراطورية مصرية اعتمد بشكل أساسي على الجندي المصري لينطلق بقيادة ابراهيم باشا لتحقيق أمن وحدود مصر الاستراتيجية ذاتها من تركيا إلى الصومال جنوبا ومن جزيرة رودس الايطالية الى بلاد الحجاز نحو اليمن وهي الحملة التي قادها ابنه الثاني طوسون فاجتمعت الدول الأوروبية والقوى العالمية كلها ضد مصر وكان شرطهم الاساسي تدمير قوة الجيش المصري رمز القوة والوطنية .