الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب الخامسة.. ما زالت مستمرة

نشر بتاريخ: 13/07/2017 ( آخر تحديث: 13/07/2017 الساعة: 16:19 )

الكاتب: معن بشور

قبل 11 عاماَ، وفي 12 تموز/يوليو 2006 بدأت الحرب الخامسة مع العدو الصهيوني (بعد حروب 1948،1967،1973،1982) إثر إقدام رجال المقاومة على أسر جنديين صهيونيين وقتل ثلاثة آخرين في بلدة عيتا الشعب، وكان الهدف يومها من عملية "الوعد الصادق"، كما اسماها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، هو تحرير أسرى لبنانيين وعرب وفي مقدمهم عميد الاسرى العرب الشهيد القائد سمير القنطار بطل عملية جمال عبد الناصر ضد قوات الاحتلال في 22 أبريل 1979 .

يومها ساد نوعان من التحليلات إزاء تلك الحرب، إحدهما روّج له أعداء المقاومة والأمة، ووقع في شركه بعض أصحاب النوايا الطيبة، يقوم على ان هذه الحرب مماثلة لحرب 1982 ولن يتوقف الغزو إلا بعد الوصول إلى بيروت و"إخراج "المقاومة اللبنانية من لبنان، كما جرى إخراج المقاومة الفلسطينية والقوات العربية السورية في حرب 88 يوما،َ بل واسر قادتها او قتلهم اذا تعذر القتل.

أما التحليل الآخر الذي التزم به رئيس الجمهورية ،آنذاك، العماد اميل لحود والعديد من القوى والشخصيات الوطنية، وكنا منهم، منذ اليوم الأول وهو ان العدو لن يستطيع تحقيق اهدافه، رغم كل ما سيقوم به من إبادة جماعية وتدمير ممنهج سيطال كل الأرض اللبنانية....

أرتكز ذلك التحليل على أن إنتصار العدو في تحقيق أهدافه مرتبط بقدرته على تغيير المعادلة السياسية في البلاد، على غرار ما جرى عام 1982، وإن هذا التغيير مستحيل إذا لم يتم إحتلال الأرض، وصولاَ الى العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، وهذا الأحتلال متعذر لأنه سيواجه مقاومة يحتضنها شعبها وجيش البلاد، ولهما عمق استراتيجي عربي قاعدته دمشق، وإسلامي قاعدته طهران، وشعبي قاعدته وحدة تيارات الأمة الرئيسية التي وصل تأثيرها الى درجةأن شبابها رفعوا صورة نصر الله في باحة الأزهر الشريف...

ورغم الانتصار المبين الذي حققه لبنان المقاوم في تلك الحرب، الا ان القوى التي ساندت العدو في حربه العدوانية ما زالت مستمرة مع العدوفي حربها على الأمة عبر مخططات اشعال الفتنة المذهبية ، وشن حروب التدمير والتفتيت والتوحش الكونية، التي تشهدها العديد من أقطار الأمة، لا سيما سوريا التي كانت الرئة الاستراتيجية التي تتنفس منها المقاومة، والحاضن الانساني لعشرات آلاف اللبنانيين النازحين من ديارهم ،والذين احتضنتهم أيضاَ كل المناطق اللبنانية، وكل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي اللبناني...

والحرب المستمرة التي ما زالت الأمة تعاني منها، لم تكن تعبيراَ عن مشاريع ومخططات الأعداء فحسب، بل كان إستغلالاَ لثغرات كامنة في صميم العلاقات بين الأنظمة والشعوب، وبين المكونات المتعددة لمجتمعاتنا العربية...

وإحتفالنا اليوم كلبنانيين وعرب ومسلمين بنصر (تموز 2006) التاريخي والمبين، والذي حقق للبنان عموماَ، وجنوبه خصوصاَ أمناً وسلاماَ واستقراراَ، لا يكتمل إلا بالأنتصار على تلك الحرب الفتنوية الدائرة حولنا ،وبإغلاق كل الثغرات التي نفذت منها تلك المخططات والمشاريع المشبوهة، وبالحرص على ان تسود قيم الوحدة والمشاركة والعدالة والحرية والمصالحة بين أبناء مجتمعاتنا...

الرحمة للشهداء والحرية للأسرى، والشفاء للجرحى، والنصر للمقاومة في لبنان وعلى أمتداد الأمة.